إنجاز جديد حققته وزارة الاتصالات اللبنانية وهيئة اوجيرو عبر تشغيل خدمة الـDSL في 9 سنترالات مركزية، هي المرحلة الاولى من هذا المشروع المتطور. والسمة الرئيسية والاهم التي تطبع الوزارة واوجيرو اليوم هي الانطلاق والانجاز في عالم الاتصالات والمعلومات.
فقد أطلق وزير الاتصالات مروان حمادة ظهر امس خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى الوزارة، برعاية رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، المرحلة الاولى لخدمة الانترنت السريع في 9 سنترالات، تليها اسبوعيا مراحل اخرى توسع النطاق الجغرافي للخدمة في بيروت الكبرى الى مراكز المحافظات.
وحضر الحفل وزراء الداخلية حسن السبع، الشؤون الاجتماعية نائلة معوض، الاقتصاد سامي حداد، التربية والتعليم العالي خالد قباني، التنمية الادارية جان اوغاسابيان، إضافة الى المدير العام للاستثمار والصيانة الرئيس المدير العام لـ"اوجيرو" عبد المنعم يوسف، المدير العام للانشاء والتجهيز ناجي اندراوس، رئيس جمعية نقل المعلومات حبيب طربيه، المدير العام لـ"سيبيريا" بسام جابر، المدير العام لـ"سوديتيل" باتريك فرجيان وأعضاء هيئة أوجيرو وممثلون للقطاع العام والخاص في مجال المعلومات والاتصالات وموظفو هيئة "اوجيرو" ووزارة الاتصالات.
بعد النشيد الوطني، القى حمادة الكلمة الآتية: "بفضلكم يدخل لبنان مجددا سباق التقدم والنمو والارتقاء إلى غد أفضل. بجهودكم المجتمعة، المتكاتفة، بحلقات النقاش، والخلاف أحيانا، والغيرة دوما، عاد الوطن إلى موقعه في الألفية الثالثة، منطلقا لتحقيق رسالته ووقف نزيفه واستعادة عافيته".
واضاف "لبنان وضع خارج الزمن وعلى هامش التقدم التكنولوجي بفعل سياسات الحقد والتآمر والتكالب والتجاذب والافتراء، وسياسات الغش في الأرقام والديماغوجية في الشعارات.
إن نتيجة هذا النهج الذي تعاظم في ظل العهد الحالي والبالغ، والحمدلله، أجله الدستوري قريبا، كانت في عدم تطبيق القوانين التي صدرت والدراسات التي تكدست، مع إهمال تحديث البنى التحتية والإصرار على تهجير الطاقات البشرية.
وقال "فمع حمل معول إعادة التأهيل، بعد الحرب الاسرائيلية المدمرة على لبنان، حيث أنجزنا معكم هذه المهام الصعبة، وذلك بفضل مهندسي وفنيي وموظفي وعمال إدارتنا ومؤسساتنا وخصوصا هيئة أوجيرو برئاسة عبد المنعم يوسف، كما كان للعمل الجبار الذي قامت به شركتا إدارة قطاعنا الخلوي، فضل واسع أيضا في تأمين التواصل الداخلي والخارجي للبنانيين المقيمين والمغتربين، ولإخواننا العرب وأصدقائنا في العالم. يومها كان المطار مقفلا والبحر محاصرا والبنى التحتية الأرضية مدمرة. هذا القطاع أيها الزملاء، بدعم وتضحية متواصلة من العاملين فيه وبتجاوب متفان من المواطنين الرازحين تحت كلفته العالية أمن للوطن التواصل، وللخزينة المردود وللمستقبل الأمل.
واعتبر انه "بإطلاق خدمات الانترنت السريع نتذكر الخطوات التأسيسية لذلك وغيرها من الخطوات التي من دونها لكانت إمكانات النمو غائبة، وميزات لبنان الفكرية والخدماتية مغيبة. أذكر هنا ومن باب الاعتزاز رعاية الرئيس فؤاد السنيورة للخطوة الجبارة المتمثلة بتعيين أول هيئة ناظمة في لبنان، الهيئة المنظمة للاتصالات التي تضم برئاسة كمال شحادة نخبة من مثقفات لبنان ومثقفيه، أختيروا على أساس الكفاءة المطلقة، وربما للمرة الأولى خارج الاعتبار الطائفي الضيق".
وقال "بتضامنكم معنا في مجلس الوزراء وفي المجلس الأعلى للخصخصة، خطونا خطوات جبارة نحو تطبيق القانونين 228 و431 والمراسيم التطبيقية لهما وتصفية الخلافات التي كانت مثقلة على الخزينة كما على سمعة لبنان، وإنشاء قواعد شركة "ليبان تيليكوم" والتأسيس بمعاونة أكبر المؤسسات المصرفية العالمية لخصخصة شفافة لقطاع الخليوي مع الإصرار المسبق على تأمين المردود الناجع، الذي يساهم في تخفيض الدين العام وحفظ حقوق العاملين واستمرار المداخيل لخزينة الدولة مع تنويع الخدمات وتوفير فرص العمل لآلاف المهندسين والفنيين اللبنانيين الموزعين اليوم في بلاد الهجرة الدائمة أو دول الاغتراب الموقت.
وقال "إن السعات الدولية المتوافرة للبنان ومن لبنان قد تضاعفت عشرات بل مئات المرات نتيجة توسعة طاقة قدموس بشكل جذري وشراء سعات جديدة على كوابل "سيتا"، أو من خلال الأقمار الاصطناعية، أو من خلال منظومتنا العربية "عرب سات"، وذلك بعدما أهمل لسنوات عديدة هذا التوجه الحيوي".
وتابع، "المرحلة الأولى التي نطلقها في 9 سنترالات اليوم ستتبعها أسبوعا بعد أسبوع مراحل أخرى توسع النطاق الجغرافي للخدمة من بيروت الكبرى إلى عواصم المحافظات، إلى كل الأقضية مع وجوب رفع قدرات الألياف الضوئية في بعضها تحديثا للشبكة. والمسيرة الطويلة كانت مشوبة بالعثرات أحيانا، والنقاشات الحادة مرارا. ذلك أن مقاربة المنافسة المفتوحة والحرة بين القطاعين العام والخاص لم تكن يوما، ولن تكون، سهلة أسوة بما هي عليه بقية البلدان التي سلكت هذه الطريق قبلنا، في الغرب والشرق والعالم العربي. المنافسة الحرة والشفافة التي تؤمن سرعة وجودة الخدمة بالأسعار المتدنية هي رهان جدي حاسم على المستقبل".
وأشار الى انه "بعد جلسات وجلسات متواصلة من التفاهم والتنسيق، وبعد الخطوة الأولى والكبيرة التي تمثلت بالتوصل الى مذكرة التفاهم الشهيرة والمشتركة مع القطاع الخاص، والتي كانت فعليا الشرارة الأولى لانطلاقة المشروع، والتي أعدها بحرص وجدية ومهنية عالية عبد المنعم يوسف ومعاونوه في الوزارة وهيئة أوجيرو، وبتنسيق حميم مع القطاع الخاص بكل مكوناته، وبعد هذه الإنجازات المحققة على سبيل الحوار والتفاهم، إنني أعول كثيرا على قطاعنا العام المتخصص والطموح والمقدام، وعلى فعالية القطاع الخاص المتمايز لننجح معا في توفير فرص الإقلاع الحقيقي للاقتصاد اللبناني. فأنتم قاطرة النمو الأساسية فلا "تقطعونا في الدرب" كما يقال في العامية من أجل أنانيات وخصوصيات تخطاها العصر. وقال ان "أوجيرو" الهيئة "التي أتباهى ياستعدادها لخوض هذا السباق ستجمع بين صفات المزود الطبيعي والمتجرد للخدمات البنيوية والسعات المحلية والدولية، ودورها الطبيعي أيضا كموفر لخدمة الإنترنيت السريع والخدمات الأخرى المكملة له، والتي سنعمل معا في العام والخاص على تأمينها للمستهلك اللبناني أكان يسعى الى الانتاج أم التعلم أم الخدمة".
وشكر جميع الذين عملوا على الأمور الاستثمارية والتشغيلية، "وخصوصا مديرية تكنولوجيا المعلومات في هيئة أوجيرو وعلى رأسها توفيق شبارو الذي يعمل مع زملائه ومعاونيه ليلا ونهارا، على بناء شبكتنا للمعلوماتية والاتصالات، وكذلك مركز التحكم ومختلف وحدات الوزارة في المديرية العامة للانشاء والتجهيز وفي هيئة أوجيرو. وكذلك الذين شاركوا في إعداد مراسيم التعرفة والنصوص القانونية في المديرية العامة للاستثمار والصيانة، وأولئك الذين عملوا في أعمال اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة التوجيهية لمشروع خدمة الإنترنيت السريع".
وأكد أن خدمة الإنترنيت السريع DSL التي تطلقها أوجيرو بالتزامن مع البرامج الأخرى للشركات الخاصة "تضعنا جميعا أمام مسؤوليات النوعية".
ونوه بما قدمه المدير العام للانشاء والتجهيز ناجي أندراوس أحد الآباء الروحيين والعمليين لهذا المشروع على رأس ادارته لتأهيل السنترالات وصالاتها لاستقبال معدات الـDSL للقطاع العام والخاص، وما تعمل عليه فرق أوجيرو لتأمين الوصلات بتوجيه من مديرها عبد المنعم يوسف، ولو أزعج أحيانا البعض بدقته وشفافيته.
وقال: "المناصب لا تدوم، الأفعال وحدها تبقى. ونحن في مواجهتنا لحملات التهويل والشتم التي تناولت الحكومة ورئيسها وأعضاءها نقول فقط إننا لن نسلم المسؤوليات الملقاة دستوريا وشرعيا على عاتقنا إلا للخلف الدستوري والشرعي مع الإصرار على الإنجاز في خدمة المواطن اللبناني الى حين الاستحقاق".
ثم ألقى رئيس جمعية شركات نقل المعلومات حبيب طربيه كلمة شكر فيها الحكومة ورئيسها ووزير الاتصالات للدعم السياسي الذي تحقق للمشروع، مشيرا الى انه "لولا المشاركة الفعلية بين القطاعين العام والخاص لما تم التوصل الى تحقيق انجاز المشروع".
كما شكر المدير العام لهيئة "أوجيرو" وأعضاء المديرية العامة وهيئة "اوجيرو"، لافتا الى التعاون خلال الايام المقبلة مع خدمة المشترك باسم القطاع الخاص، ومؤكدا نشر الخدمة في كل المراكز الهاتفية من اليوم حتى نهاية 2007 في 355 مركزا على الاراضي اللبنانية.
السنيورة
ثم تحدث السنيورة فقال: "نحتفل معا بهذا الانجاز الكبير الذي ما كان ليصل لو لم تكن هناك إرادات وجهود بذلت على اكثر من صعيد في الحكومة اللبنانية وفي الوزارة وفي هيئة اوجيرو، مدفوعة بجهد مثابر من الوزير. نحن جميعا مدفوعون مما يتوقعه الناس والمواطنون الذين آلمهم ويؤلمهم، اننا في نظرة سريعة الى الوراء، عندما بادر لبنان مطلع عام 1993 الى القيام بكل الخطوات التي تضعه في مجال التواصل الداخلي ومع العالم على قدم وساق وعلى موقع متساوق مع التحولات الجارية في العالم، يؤلمنا أنه لو تسنى للبنان العمل، بعيدا من كل اجواء الاحتقان والشجار الذي ساد، لكنا اليوم قد وصلنا الى مجالات أبعد بكثير تقربنا من العالم ومما يجري من حولنا. أقول هذا الكلام ليس للبكاء على الاطلال، بل لكي نستخلص العبر والدروس ونتطلع دائما الى الامام حتى نعوض اللبنانيين مما فات ونمكنهم فعليا من دخول حقل اقتصاد المعرفة وحقل التواصل الحقيقي والسريع وغير المكلف، بسرعة تمكننا من التلاؤم المستمر مع ما يجري من حولنا. ربما بدا للناس في لبنان أن حقل التواصل أهم ما فيه اننا نتكلم عن الهاتف، اي المكالمات الهاتفية او ما يسمى بالصوت، وهذه خدمة جيدة ومفيدة لكنها في اقتصادات العالم الآن، على استمرار اهميتها، أصبحت أقل أهمية بالنسبة الى الخدمات الاخرى، وهي تنحو نحو مزيد من الانخفاض في كلفتها، بينما العالم يتجه نحو عملية التواصل من طريق المعلومات والخدمات الاخرى. وأطرف ما سمعت من صديق اليوم هو أن خدمة الاتصالات أصبحت الآن مثل الداخل الى بوفيه من انواع عديدة من المأكل والمشرب، وهنا أنواع عديدة من الخدمات، التي علينا أن نكون قادرين، استنادا الى كفاءتنا وقبل ذلك الى تصميمنا وارادتنا، أن نعمل حقيقة على تطوير تلك الخدمات من خلال هذا التعاون الايجابي الذي سيؤدي دورا أساسيا في هذا التطوير، وذلك بالتعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص".
أضاف: "اقتصادنا مؤهل لأن يؤدي دورا متناميا خلال المرحلة المقبلة، وعالم الاتصالات سيكون له دور أساسي في دفع الاقتصاد اللبناني ودفع مؤسساته، ليست الكبيرة فقط، بل وخصوصا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. الآن خدمة الاتصالات، وبالطريقة التي نضعها اليوم وبالكلفة المتدنية التي ينتجها اللبنانيون وللمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، سوف تكون قادرة على ان تطور ذاتها وامكاناتها وكفاءات العاملين فيها من أجل تقديم خدمات ليس فقط في لبنان، وهو الاهم بكثير، بل في العالم من حولنا نظرا الى ما يتمتع به اللبنانيون من الكفاءات وقدرتهم على التلاؤم والتكيف وتعلم هذه القدرات الهائلة التي نختزنها. علينا ان نعمل على استخدامها بالشكل الصحيح بما يخدم إنساننا واقتصادنا ومستوى عيشنا وفرص العمل لشبابنا. هذه المرحلة التي ندخلها اليوم هي مرحلة جديدة تحمل وعدا كبيرا للبنان وللبنانيين، وهذا الوعد لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال الجهد والاستمرار في المثابرة والسعي الفعلي لكي تكون تلك الخدمات التي نقدمها الى طلابنا وتلامذتنا ومؤسساتنا الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبرى والمؤسسات القطاع العام، تعتمد على ما ستقومون به انتم في هذا المجال".
وتابع: "أعتقد أن ما ذكره الوزير حمادة من جهود ومثابرة دأب عليها جميع العاملين في وزارة الاتصالات وفي هيئة أوجيرو وكل المؤسسات التي تتبع لها، وكذلك في مؤسسات القطاع الخاص، كل هذه الجهود أنا متفائل بأنها ستسهم اسهاما كبيرا في حملنا الى الامام. إنني أدرك ويدرك اللبنانيون مقدار الهم الذي يعانونه اليوم، وإحساسهم أحيانا بأن هناك كابوسا فوق رؤوسهم وظلمة يعانونها وظلاما يشكونه وظلامة يتألمون منها، ولكن مع هذه العظمة يبقى إيماننا بلبنان وباللبنانيين كبيرا، وتأتي مثل هذه الانجازات لتنير قمرا، حيث انه بعد هذا القمر سيبزغ نور الشمس، النور الذي يتوخاه ويأمل به كل اللبنانيين. فاللبنانيون يريدون ان يعيشوا بكرامة وينعموا باستقلالهم وسيادتهم وبارتباطهم الوثيق مع العالم العربي ومع جميع القضايا العربية وجميع اشقائنا العرب. هذا ما يريده اللبنانيون، يريدون أن يعملوا بكرامة وان ينتجوا ويكونوا متفوقين ومتميزين في عالمهم. وما قمنا به اليوم هو خطوة صحيحة وحقيقية على طريق طويل، سنتابعها وسنستمر بالعمل في مجالاتها، ونحن على ثقة بأننا والحمدلله سوف نصل الى ما يريده اللبنانيون. يجب ان تكون لدينا الثقة بالله سبحانه وتعالى وبأنفسنا ووطننا وأبناء بلدنا، بأننا سوف نحقق ما يأمل به كل لبناني، كل شاب وفتاة".
وختم: "أرجو مرة اخرى ان يكون ما حققناه اليوم منارة على هذا الطريق، لكل الذين سيستخدمون هذه الخدمات المتميزة والمتقدمة والتي سوف تستمر في التقدم وفي تقديم خدمة سريعة مخففة الكلفة. هذه هي الاهداف التي تسعون الى تحقيقها".
وشكر الوزير، وجهاز الوزارة وهيئة أوجيرو ومؤسسات القطاع الخاص، والذين عملوا بصمت وسهروا وناضلوا وقدموا التضحيات، باسم جميع اللبنانيين، وقال "نحن معا سنعمل وسنصل ان شاء الله الى درب الامان".
وجال الرئيس السنيورة ومعه الوزير حمادة والحضور على اقسام مركز الخدمة الجديدة داخل الوزارة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.