خطوة سعودية جديدة في إطار الدعم السياسي والاقتصادي المتواصل، تمثلت في زيارة وفد من وكالات السياحة والسفر في الرياض الى بيروت امس للدلالة على الاهمية التي يوليها السعوديون للبنان وشعبه على الرغم من كل الظروف والتطورات.
فقد نظمت شركة طيران الشرق الاوسط ومجموعة الحبتور في السعودية وشركة "سعد تورز" ومجموعة "راديسون ساس" بالتعاون والتنسيق مع نقابة وكالات السياحة والسفر في لبنان ووزارة السياحة اللبنانية حملة دعائية لبنانية في المملكة العربية السعودية، اسفرت عن مجيء وفد من 15 شركة سعودية الى لبنان للاطلاع من كثب على الوضع الامني والسياسي، ونقل الصورة المشجعة للمواطنين السعوديين، الذين يرغبون بتمضية عطلهم السنوية والصيفية في ربوعه.
نقيب وكالات السياحة والسفر في لبنان جان عبود، الذي كان في عداد الوفد المنظم اكد ان المواطن السعودي يعتبر لبنان بلده، وهو بمثابة المملكة بالنسبة اليه، فهو بدأ يعي ان المناكفات السياسية في لبنان جزء من الحياة السياسية اللبنانية، وان السائح السعودي حذا حذو المواطن اللبناني المغترب، الذي يزور بلده دوريا عندما تسنح له الظروف على الرغم من اي وضع في البلد. واني لا ابالغ في القول ان السعوديين لديهم ثقة بلبنان اكثر من بعض اللبنانيين.
بدوره قال مدير مكتب طيران الشرق الاوسط في الرياض مقداد المقداد ان الخليجيين لم يلقوا بديلا من لبنان بعد الحرب من جميع الجوانب، وان المستثمر السعودي لم يفقد امله في هذا البلد، الذي يعتبره اساسا في حياته المهنية والحياتية. واشار الى ان من حسنات استمرار المناكفات السياسية تولد قناعة لدى الخليجيين وتحديدا السعوديين انها جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية اللبنانية، وان الوضع طبيعي جدا ويمكن ممارسة السياحة والسفر والعمل كالمعتاد.
اما مديرة الرحلات الخاصة في الميدل ايست غادة سالم فقالت: "ان حملة دعائية تقوم بها الشركة والوفد السعودي هو طليعة الوفود التي ستزور لبنان خصوصا من الاردن والكويت وقبرص والامارات، والحملة هي ترويجية لتشجيع السياحة القادمة في لبنان". وذكرت ان شركة طيران الشرق الاوسط لا تتوانى عن اتخاذ المبادرات لمصلحة لبنان وسياحته.
وعقد في وزارة السياحة اجتماع تنسيقي، ضم الى المديرالعام لوزارة السياحة السيدة ندى سردوك، نقيب وكالة السياحة والسفر في لبنان جان عبود، مدير مكتب "الميدل ايست" في المملكة العربية السعودية مقداد المقداد، مدير المبيعات في مجموعة فنادق ومنتجعات "راديسون ساس" وائل نبا، ومدير المبيعات في مجموعة "الحبتور" هيثم الغريابي ووفدا مؤلفا من 15 شخصا من منظمي وكالات مكاتب السياحة والسفر في المملكة العربية السعودية.
وحضر جزءا من الاجتماع وزير السياحة جو سركيس، الذي رحب بوفد وكالات السياحة والسفر من المملكة العربية السعودية، وقال: "أنتم تزورون لبنان وتجولون فيه لتلمسوا بأم العين الوضع السياسي والاجتماعي والامني على الارض، لانكم انتم المندوبون الذين يسافرون لتكونوا افضل رسل يمكن ان يشهدوا لواقع بلد يزورونه ولينقلوا ما شاهدوه الى بلدانهم".
أضاف: "أغتنم هذه المناسبة بعد اول يوم من اسبوع مر علينا وكنا قد استضفنا مؤتمرين سياحيين من اهم المؤتمرات التي شهدها لبنان منذ فترة طويلة، وهما مؤتمر اقليم الشرق الاوسط لمنظمة السياحة العالمية والمجلس السياحي العربي، وقد انعقدا في بيروت واعطينا نتائج مهمة جدا وواعدة بالنسبة الى لبنان. اغتنم هذه المناسبة وحضوركم اليوم لاعبر عن الشكر الجزيل للدول العربية، التي حضرت هذين المؤتمرين وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ممثلة بالامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي حضر الى بيروت ليترأس احد المؤتمرين بصفته رئيس الدورة الحالية، وكان حضور المملكة مميزا وهي التي عودتنا ان تكون دائما الى جانب لبنان في كل الشؤون اللبنانية سياسيا واقتصاديا وماليا، فهي لم تبخل يوما بتقديم الدعم المعنوي والمادي تجاه لبنان في كل الظروف. نحن كحكومة، ممتنون جدا للدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين والحكومة والشعب السعودي الشقيق الذي نعرف مدى عاطفته تجاه لبنان. ونشكر ايضا كل الاخوة العرب الذين شاركونا في هذين المؤتمرين وكان لهم الدور الرئيسي في انجاحهما".
وتابع: "كما لاحظتم خلال حضوركم وجولتكم، فإن لبنان يمر بأزمة سياسية كبيرة، أتت بعد العدوان الاسرائيلي في الصيف الماضي. هذه الحرب لم تكن ابدا على جدول اعمال الدولة اللبنانية، بل على العكس كان العام 2006 خصوصا في المجال السياحي من السنوات الواعدة جدا بالنمو، وكنا نتوقع وصول عدد كبير من السياح، واستثمارات سياحية كبيرة وكل التوقعات كانت قد اصبحت واقعا عشية حدوث هذه الحرب على لبنان، والتي ضربت الموسم السياحي بشكل كبير، واستمر هذا الوضع مع الاسف لغاية الان من خلال ازمة سياسية نحن في غنى عنها".
وأردف: "صحيح ان لبنان يشهد ازمة لكن الازمات السياسية قد تتواجد في اي دولة اخرى من دول العالم ويمكن ان تعالج بطرق معروفة، وهي الطرق الديموقراطية الهادئة والسلمية. نحن في لبنان نسعى جاهدين الى حل الازمة التي نمر بها كما يجب ليس باستعمال العنف او ضرب الاستقرار والاقتصاد ليكون سلاحا بين المتنافسين، وبالتالي ضرب الاستقرار لاغراض تضر بكل اللبنانيين. ونأمل ان يصل هذا المسعى الى النتيجة المرجوة وان شاء الله نكون في نهاية الازمة التي نتخبط فيها، علما ان لبنان ورغم الظروف الراهنة ينعم باستقرار امني وقد لمستم هذا الامر خلال جولتكم في بيروت".
وقال: "بغض النظر عن الامور الامنية التي حصلت في العام 2005 والتي استهدفت رجالات كبيرة وعلى رأسها الرئيس رفيق الحريري وشخصيات سياسية واعلامية، وكانت استهدافات سياسية، لكن اذا نظرنا الى الوضع الامني نرى انه مستتب، واذا قارنا نسبة الجريمة الموجودة في لبنان مع ما هو موجود في البلدان المحيطة والعالم الغربي المتطور، نرى ان وضعنا ممتاز جدا ونسبة الجريمة متدنية جدا. ومن المعروف ان طبيعة حياتنا في لبنان، هي ناشطة جدا نهارا وليلا والناس يتجولون بأمان، في الوقت الذي نشهد في كبرى مدن العالم الغربي المتطور ان الحياة الليلية تتقدم بشكل كبير، لذلك نرجو ان يتم التركيز على هذه الناحية ونقل صورة الامان".
أضاف: "صحيح ان الحرب التي شنت على لبنان في الصيف الماضي كانت مؤسفة جدا، اضافة الى الاغتيالات التي استهدفت شخصيات عزيزة ومرموقة وهو امر مستنكر بطبيعة الحال، لكن يجب الاشارة الى ان العنف لا يضرب الاماكن العامة او الفنادق في لبنان، كما يحصل مع الاسف في باقي الدول، وخصوصا بعض الدول العربية التي اذكر منها العراق والجزائر والمغرب وفلسطين وفي الماضي مصر، الكل يأخذ نصيبه من هذه الامور ونأمل ان يبقى الامن العنوان الاساسي لاي حركة سياحية".
وتابع: "نريد ان يبقى لبنان هادئا ومستقرا لينعم بحركة سياحية، ونحن نسعى بكل الوسائل كي تبقى الاوضاع محصورة بالنقاش السياسي، وان تترك السياحة والاقتصاد والناس لمزاولة اعمالها بالشكل الطبيعي".
وختم: "نحن نفتح قلوبنا وايدينا للجميع، ونأمل ان يكون الموسم السياحي المقبل موسما مثمرا والا نفاجأ بأي عدوان جديد من اي مصدر كان".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.