يؤكد المدير التنفيذي لمشروع العبدلي في عمان المهندس جمال عيتاني صاحب الخلفية والخبرة الواسعة في مجال العقود العامة، وإدارة المنشآت والهندسة المدنية أن مشروع العبدلي ناتج عن حاجة عمّان الملحة لوجود وسط مدني ينهض بالعاصمة ليس من الناحية التجارية فحسب بل ملبيا جميع المتطلبات الثقافية والترفيهية للمدينة ومقدما فرصا جديدة للتوظيف ولاستقطاب الاستثمارات المتنوعة.
ويقول في حديث مع "المستقبل"عن فكرة هذا المشروع: "الفكرة بدأت مع جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ودولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، لإيجاد وسط جديد لمدينة عمان. هذه المدينة التي تنتشر فيها المحال التجارية والابنية السكنية دون ان يكون لها وسط للمدينة "داون تاون"، فخبرة اللبنانيين في اعادة بناء وسط مدينة بيروت "سوليدير" ساهم في تطوير هذه الفكرة اكثر لمدينة عمان.
"العبدلي للاستثمار والتطوير" نموذج ناجح للشراكة بين القطاعين العام والخاص ممثلين بمؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها. "موارد" وهي مؤسسة حكومية مستقلة ماليا واداريا، وشريكها الاستراتيجي "اوجيه الاردن" وهي شركة اردنية مملوكة بالكامل من قبل "سعودي" اوجيه"، كانت الفكرة هي البدء في هذه الشراكة من خلال مؤسسة "موارد" الاردنية التي تستثمر بالاراضي التي يملكها الجيش الاردني والتي هي بمقدار 265 الف متر مربع ارض تقريبا. دخلوا فيها بمشروع شراكة مع "سعودي اوجيه" التي قدمت مبلغا يساوي قيمة الارض وانطلقت الشركة. لقد انتهينا اليوم من البنى التحتية لمدينة العبدلي التي لا مثيل لها في الدول المجاورة لان فيها احدث وافضل الاساليب المتطورة للبنى الاساسية من اتصالات الى تبريد وتدفئة مركزية وامتدادات غاز مركزية لاننا انشأنا مصنعا للتدفئة والتبريد لانه ممنوع وضع مبرد "تشيلر" على اسطح الابنية للتبريد. هذه نوعية جديدة للبنى التحتية فضلا عن الالياف البصرية للاتصالات "الفيبر اوبتكس".
ويضيف عيتاني: "العبدلي ليس مشروع تطوير وإعادة اعمار فحسب، بل مدينة متطورة تقنيا. يبلغ استثمارها الكلي حوالي مليار و500 مليون دولار اميركي، توفر البنية التحتية اللازمة لتزويد كل مرافق المشروع السكنية والتجارية بأحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا العصرية. ومن باب الحفاظ على البيئة وتوفيرا لاستهلاك الطاقة، فسوف يتم توليد الطاقة اللازمة لتزويد كل المباني الواقعة ضمن المشروع بالتدفئة والتبريد مركزيا. وسيكون العبدلي مركزا مجهزا بتكنولوجيا متقدمة بما يخص إدارة المباني وإدارة الامن والحماية".
ويتابع: "إن مشروع تطوير واعادة اعمار منطقة العبدلي، هو اكبر مشروع انمائي متكامل قيد الانشاء وسط العاصمة الاردنية عمان على ارض مساحتها 350 الف متر مربع. وسيتكون المشروع من انشاءات ومبان تزيد مساحتها المبنية عن مليون متر مربع، تضم مجمعات سكنية ومحلات تجارية ومكاتب ومراكز ترفيهية وثقافية. وسيشكل الوسط التجاري الجديد في العبدلي مركزا عصريا للحياة والعمل، وسؤدي دورا جوهريا بصفته اول مركز انمائي يلبي كل احتياجات السكان المحليين والزوار بالاضافة الى مساهمته الفعالة في استقطاب الاستثمارات المحلية والدولية الى جانب السياح من مختلف بلدان العالم. فهذا المشروع ليس مشروع بناء تجاريا بل تشييد مدينة بكاملها، وهو بيع على اساس شراكة بيننا وبين المستثمرين. المستثمر يشتري الارض ضمن نظام محدد لكيفية البناء والارتفاعات المسموح بها واستخدام البناء حتى لا تطغى الفوضى العشوائية. ضمن نظام وانتظام التطوير لنوعية مميزة. هذه الانظمة الموضوعة هي لحماية المستثمر والمشروع. على هذا الاساس بعنا كل الاراضي في فترة شهرين ويعود هذا النجاح في عملية البيع الى ان المشروع فريد من نوعه لا مثيل له في الاردن ولا حتى في المنطقة. لقد بعنا القسم الكبير وابقينا على جزءين اساسيين من منطقة البوليفار التجاري الذي يبلغ مساحته 117 الف متر مربع يمتد من منطقة الابراج غربا ليصل الى منطقة السوق المركزي شرقا، ويبلغ طول المنطقة المخصصة للمشاة فيه 370 مترا، وعرضها 21 مترا، تمتد على جانبيه مجموعة متميزة من المقاهي، والمطاعم، ومحلات تجارية للتسوق التي يفوق عددها عن 300 ، فضلا عن شقق للسكن ومكاتب في الطوابق العليا. كما سيضم ساحتين كبيرتين لاستخدامات متعددة تضفي الحياة في المنطقة. إن اصرارنا على الابقاء على هذا الجزء يعود الى عدم البيع العشوائي في حال التملك من قبل فرد أو شركة واحدة مما يؤثر على المشروع ككل. من هنا احضرنا شركة متخصصة لتحديد عمل المحلات من الملابس الى المطاعم والمقاهي وتنسيق الاختصاصات ليضمن تطوير هذا المشروع وادارته".
ويقول إن اوجه المقارنة بين العبدلي وسوليدير انهما في وسط المدينة فضلا عن الانظمة الخاصة والتعاون بين القطاعين العام والخاص. إن ابرز نقاط التميز ان مساحة سوليدير تتجاوز أربعة اضعاف العبدلي، إضافة الى الطابع الخاص لكل مدينة. نحن متحمسون لنقل خبرات اللبنانيين التي تتعلق بالتجارة والمطاعم والترفيه الى العبدلي بعد النجاح الذي اثبته اللبنانيون في السوق الخليجية علي مستوى المطاعم فضلا عن الاسواق العالمية.
ويضيف: ان اكثر من 50% من المستثمرين في العبدلي هم من الاردن و50 % من اللبنانيين والخليجيين وبقية الدول.
ويختم: إن مشروع العبدلي سيكون له تأثير مباشر على السياحة الاردنية والتسوق في الاردن من خلال الشركات التسويقية العالمية ورفعة نوعية للعيش في هذه المنطقة. إضافة الى إيجاد 10 الآف فرصة عمل في هذه المدينة التي من المقرر ان تنتهي في العام 2009. وأختم لاقول إن هذه الفكرة التي اطلقها جلالة الملك عبد الله والرئيس الشهيد رفيق الحريري يتابعها الشيخ بهاء الحريري على خطى الرئيس الشهيد وهو رئيس مجلس ادارة الشركة وهو من وراء التخطيط الكامل لهذا المشروع الكبير.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.