معركة سياسية بامتياز. هذا ما كان عليه الوضع في الانتخابات الفرعية لنقابة المهندسين في بيروت أمس. معركة حقق فيها "مهندسو 14 آذار" تقدماً عبر إيصال أربعة أعضاء جدد إلى مجلس النقابة من أصل خمسة.
فقد خاض المهندسون انتخاباتهم الفرعية التي تنافس فيها 18 مرشحاً يمثلون القوى والأحزاب السياسية، بينهم 5 مرشحين عن الفرع الثاني، لانتخاب عضو إلى مجلس النقابة ومرشحين عن الفرع السادس لاختيار عضو و8 عن الهيئة العامة لايصال 3 أعضاء.
معركة حشد فيها الطرفان كل "قواهم الهندسية" من "عدة وعديد" استعملوها بكل ما اوتوا من قوة، إذ لم يكن للوسط مكان في التنافس الحاصل، وأجمع المتنافسون على ان ما حصل في الانتخابات يتجاوز معركة نقابية فرعية، فقد سجل حضور 6883 مهندساً اقترعوا للفريقين المتنافسين، في ظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ نقابة المهندسين في بيروت.
وأسفرت المعركة عن فوز "لائحة 14 آذار" المتمثلة بقوى "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الجماعة الإسلامية" والجامعات و"الخيار المهني" الذي يرأسه النقيب السابق عاصم سلام، في مقابل لائحة قوى الثامن من آذار و"التيار الوطني الحر".
وجاءت النتائج على النحو الآتي:
ـ عن الفرع الثاني (فرع المهندسين المعماريين الاستشاريين): فاز المهندس سني نجيب الجمل بـ3411 صوتاً وتأهل إلى عضوية مجلس النقابة، وكان أول الخاسرين عن هذا الفرع مرشح تيار الوطني الحرّ منصور صفير الذي نال 3267 صوتاً.
أما عن الفرع السادس (فرع المهندسين الموظفين في القطاع العام) فقد فاز مرشح حركة "أمل" حسين ديب نصرالله الذي نال 3247 صوتاً.
وعن الهيئة العامة تنافس 8 مرشحين لشغل ثلاثة مراكز، وفازت لائحة 14 آذار كاملة، حيث نال مرشح "تيار المستقبل" محمد سعيد منير فتحة 3530 صوتاً، ومرشح "الحزب التقدمي الاشتراكي" نزيه حسن زيعور 3324 صوتاً ومرشح "القوى المسيحية في 14 آذار" مروان شفيق الفرن 3429 صوتاً. وكان أول الخاسرين مرشح "الحزب الشيوعي اللبناني" انطوان فواز الذي نال 3189 صوتاً.
وكان أبرز الخاسرين من القوى السياسية المتنافسة "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، إذ لم ينجح تحالفهما في ايصال أي من مرشحيهما منصور صفير وابراهيم اسماعيل إلى مجلس النقابة.
ضومط
وقال نقيب المهندسين في بيروت سمير ضومط تعليقا على مجريات اليوم الانتخابي: "ان الحضور كان كبيرا قياسا مع الانتخابات الفرعية للسنوات الماضية حيث بلغ عدد المقترعين 6883 مقترعاً".
اضاف: "ان نقابة المهندسين تعيش حياة ديموقراطية لاننا جزء من الوطن العظيم الذي لا يمكن أن يحيا الا بحياته الديموقراطية، ونقابات المهن الحرة كانت المنابر الحرة على مدى العقود الماضية، واليوم ازدادت حريتها، فالمهندسون بأعمالهم عبر القطاعات التي يعملون بها يمثلون30 في المائة من الدخل القومي للبلد حيث يصل عدد المهندسين في بيروت وطرابلس الى 37 الف مهندس، وهم بالتالي محط انظار المجتمع لجهة ارتباطهم بالبناء والزراعة والصناعة والمقاولات وغيرها من القطاعات الحيوية في البلد".
وتابع: "الديموقراطية مسار طويل وتميزنا اننا البلد الوحيد الذي مارس الحياة الديموقراطية، المطلوب ان يتجذر المهندسون في الحياة الديموقراطية لاننا صناع الزوايا ونمتلك قدرات تدويرها لمصلحة البلد".
فتحة
أبرز الناجحين مرشح "تيار المستقبل" محمد سعيد منير فتحة قال لـ"المستقبل": "اهدي هذا الفوز إلى المهندس الأول المهندس الشهيد رفيق الحريري، مهندس اتفاق الطائف والوحدة الوطنية وإعمار لبنان".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.