"إنها جوهرة بيروت" بهذه الكلمات وصف المعماري العالمي الياباني أراتا إيتسوزاكي الساحل البحري لمدينة بيروت وتحديدا منطقة الروشة المنارة. فعلى الرغم من كل التطورات السياسية والعسكرية، وعلى الرغم من كل ما مرَّ عليها، الكل يُجمِع بأن المنطقة المطلة على شاطئ الرملة البيضاء والمنطقة المجاورة لها والمطلة على الروشة هي حقا "جوهرة بيروت"العقارية، حيث تخطو هذا المنطقة خطوات نوعية على مستوى التطور العقاري، وتعد الاغلى بعد الواجهة البحرية لوسط بيروت التجاري "سوليدير".
ويتوقع أمين سر نقابة التخميين العقاريين في لبنان الخبير العقاري بشارة أيوب ان "تتضاعف اسعار هذه المنطقة العقارية فور الشروع بتنفيذ مشروع اليسار، اي اعادة ترتيب المدخل الجنوبي لمدينة بيروت لقربها من الواجهة البحرية لمنطقة "سوليدير" شمالا.
و قد اخذت هذه المنطقة الريادة، وبدأ يراهن عليها كثيرون لتكون المنطقة الحية للواجهة البحرية، والبديل للروشة والرملة البيضاء، لأن الواجهة البحرية لسوليدير محدودة جدا ولا توجد الا ست قطع أرض يفصل بينها وبين المارينا في سوليدير شارع.
وفي تقرير لشركة رامكو العقارية عن تطور السوق العقارية في لبنان لعام 2005 ان الطلب العربي على العقارات اللبنانية بلغ مستويات عالية بسبب تضافر عاملين رئيسيين هما الثروات الخليجية المتزايدة من جهة والازمة الاقتصادية والمعيشية المستمرة في لبنان من جهة أخرى، ما دفع عددا من اللبنانيين بما في ذلك الاسر الثرية عقاريا في السابق الى أن تلجأ الى تصفية قسم من ممتلكاتها. وقد زاد ذلك من المعروض العقاري، خصوصا في مناطق بيروت البحرية (الروشة ـ المنارة) وساهم تاليا في إبقاء الضغوط على أسعار العقارات اللبنانية، التي حولت موجودات رخيصة الثمن إذا ما قورنت بالاسعار التي تحققها العقارات الاخرى التي يستهدفها الخليجيون في بعض المدن أو المنتجعات الاوروبية. الا ان تصاعد الطلب العربي، وخصوصا على الاراضي المعدة للتطوير وبعض المناطق المفضلة من بيروت، بدأ يحدث مفاعيله، إذ قفزت أسعار الاراضي في بعض مناطق بيروت بنسبة 50% في غضون السنة الماضية وحدها بعدما شهدت تحسنا بمعدلات معتدلة في الاعوام السابقة.
ويركز التقرير على مشتريات العرب من الاراضي اللبنانية التي يتم تملكها بموجب قرارات ترخيص تصدر عن مجلس الوزراء، والتي تزيد من مساحتها على الحد الاقصى المسموح به وهو 3000 متر مربع للمستثمر الواحد وافراد اسرته في كل الاراضي اللبنانية. اي انه يركز فقط على الصفقات الكبيرة، ولا يشمل المشتريات الصغيرة التي تتم في حدود المساحة القصوى المسموح بها.
وهذا ما دفع بمستثمرين عرب وبشركات عقارية لبنانية الى حشد المزيد من الاستثمارات، في مشاريع عقارية في المنطقة، فهناك مشروع عمارة "هورايزون" في منطقة المنارة التي تطل على البحر والجامعة الاميركية، لصاحبه رجل الاعمال السعودي محمد الفضل رئيس مجموعة الفضل للتجارة والمقاولات في جدة في المملكة العربية السعودية.
أما شركة جميل ابراهيم العقارية فلديها أربعة مشاريع عقارية في المنطقة، منها ما شارف على الانتهاء ومنها ما هو في طور الانجاز. ويقول مدير التسويق جهاد ابراهيم: "الحركة الايجابية التي شهدها القطاع العقاري منذ سنة ونصف السنة ولغاية اليوم دفعت بالكثير من المقاولين الى شراء الاراضي لمواكبة الفورة العقارية. لدينا مشاريع في السوق بعدد لا يستهان به، منها ما شارف على الانجاز، واخرى ما زالت في طور العمل. عمارة "رملة البيضا 3646" شبه منجزة ولا يزال فيها بضع شقق خالية". أمّا عمارة "استوريا" في الروشة فقد شرعنا في بنائها وستنتهي منتصف 2007. وبالنسبة لعمارة "سكاي هوم" عند منطقة رأس بيروت والمطلة على الروشة فقد بيع منها ما يفوق 80 بالمئة، ويتألف المشروع السكني من ثلاثة ابراج متلاصقة ومتشابهة من حيث الشكل، لكنها مستقلة من حيث المداخل والمخارج في الوقت عينه. وتبلغ عدد الطبقات في كل برج 20 يشكل كل طابق منها شقة واحدة للتمتع بمنظر دائري متكامل وحديقة خاصة و3 مصاعد سريعة في كل بناء إضافة الى مخرجين عبر السلالم. وهناك مشروع "دريم بييي" في الروشة، الذي يتضمن تصاميم هندسية جميلة جدا".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.