يكثر الطلب العربي وتحديدا الخليجي على العقارات اللبنانية في ظل السيولة الناتجة عن ارتفاع اسعار النفط، وتبرز بيروت كسوق لتوظيف هذه الاموال، وبرهنت سوق العقار اللبنانية انها قطاع واعد، وهي تجذب اليوم الكثير من الاستثمارات الخليجية.
في تقرير لشركة "رامكو" العقارية عن تطور السوق العقارية في لبنان لعام 2005 ان الطلب العربي على العقارات اللبنانية بلغ مستويات غير مسبقة بسبب تضافر عاملين رئيسيين هما الثروات الخليجية المتزايدة من جهة والازمة الاقتصادية والمعيشية المستمرة في لبنان، التي جعلت عددا من اللبنانيين بما في ذلك الاسر الثرية عقاريا في السابق تلجأ الى تصفية قسم من ممتلكاتها. وقد زاد ذلك من المعروض العقاري، وتصاعد الطلب العربي، وخصوصا على الاراضي المعدة للتطوير، وبعض المناطق المفضلة من بيروت، بدأ يحدث مفاعيل عكسية إذ قفزت أسعار الاراضي في بعض مناطق بيروت بنسبة 50% في غضون السنة الماضية وحدها بعدما شهدت تحسنا بمعدلات معتدلة في الاعوام السابقة، فضلا عن الفورة العقارية التي تشهدها منطقة ساحل المتن الشمالي، وهي الآن في ورشة متواصلة.
ويركز هذا التقرير على مشتريات العرب من الاراضي اللبنانية التي يتم تملكها بموجب قرارات ترخيص تصدر عن مجلس الوزراء، والتي تزيد من مساحتها على الحد الاقصى المسموح به وهو 3000 متر مربع للمستثمر الواحد وافراد اسرته في كل الاراضي اللبنانية.
بدورها اشارت مصادر "سوليدير" الى انه اواخر العام الماضي بيعت اراض في وسط بيروت بحوالي 245 مليون دولار، اشترى بيت ابو ظبي للاستثمار ثمانية عقارات بمساحة 22 الف متر مربع تمتد من محيط ساحة رياض الصلح حتى ساحة الشهداء، وصولا الى جسر فؤاد شهاب. ويعرف هذا المشروع باسم "بوابة بيروت" وتناهز كلفته 550 مليون دولار، وسيتم تطوير هذه الاراضي لتستوعب منطقة سكنية واخرى تجارية وثالثة ترفيهية تضم فندقا ومركزا تجاريا وثقافيا. وستناهز مساحة البناء الاجمالية في مشروع "بوابة بيروت" 295 الف متر مربع من ضمنها 90 الف متر مربع للطبقات السفلية والخدمات.
ومشروع "بوابة بيروت" هو اول مشروع عقاري لبيت ابو ظبي للاستثمار في لبنان، ويتم تمويله بواسطة صندوق للاكتتاب انشئ اوائل العام الجاري، وتتم عبره عمليات اكتتاب عدة.
يتولى ادارة المشروع وتصميمه مكتب argE الهندسي اللبناني، الذي صمم مشاريع عقارية مهمة في العالم العربي.
واشارت المصادر في "سوليدير" الى انه عدا عقود البيع الموقعة في 2005 والتي بدأت العمل بمعظمها في شباط 2006، هناك عقود بيع اضافية هي في طور التوقيع وعمليات بيع اخرى يتم التفاوض عليها سوف تتحقق قريبا وتعزز مداخيل وارباح "سوليدير" لعام 2006. بالاضافة الى ذلك هناك مشاريع عدة هي قيد الاعداد او الانجاز ستضفي مع المشاريع المنجزة نشاطات جديدة وتجعل من وسط بيروت مرة اخرى منطقة تعج بالحركة والحياة.
ويجري حاليا العمل على تنفيذ حوالي 50 مشروعا جديدا بمساحة مبنية تزيد على 850 الف متر مربع، وسيكون لهذه المشاريع اثر بالغ الاهمية في إغناء وسط بيروت.
وقد انتقل الطلب العربي على العقارات الى منطقة ساحل المتن الشمالي، ففضلا عن الاستثمارات العقارية السياحية، هناك طلب على الشقق في منطقة انطلياس النقاش اللتين شهدتا حركة عقارية ناشطة في اواخر السنة الماضية وبداية السنة الحالية، حيث عرفت المنطقة حاليا طلبا ملحوظا على الابنية التجارية والفيلات الفخمة نظرا لقربها من بيروت ولتمتعها بمزايا عدة.
وتشير المعلومات الى ان اسعار الشقق في انطلياس ارتفعت بين 600 و800 دولار اميركي للمتر الواحد وهي تشهد إقبالا واضحا للرعايا العرب متوسطي الدخل. ويفوق الطلب على الشقق السكنية. اما بالنسبة للفيلات والابنية الفخمة فيراوح سعر المتر الواحد بين 1000 و1500 دولار اميركي للمتر الواحد.
ويقول المدير العام لمؤسسة "كونتوار الامانة العقارية" وديع كنعان ان الامر يقتصر بصورة كبيرة على المستثمرين العرب والخليجيين، ولعل ابرز هؤلاء، مجموعة الفطيم الاماراتية التي ستقيم على مساحة 30 الف متر مربع مشروعا سياحيا تجاريا كبيرا يتضمن فندقا من 5 نجوم و"مول" سيحمل اسم "كارفوري" باستثمار يفوق المليار دولار اميركي، مما سينعش سوق العقار اللبنانية.
ويشير كنعان الى ان اتحاد بلديات المتن يشهد على تطوير هذه المنطقة، حيث سيقيم حديقة عامة كبرى الى جانب المركز الرياضي.
وهذه الفورة العقارية على الواجهة البحرية لساحل المتن، رفعت سعر المتر المربع الى ما بين 1600 و2200 دولار اي ما نسبته 60% عما كان قبل بيع العقارات في "ضبية مارينا".
ويتوقع كنعان ان يلامس هذا السعر 3 الاف دولار اميركي بحيث يتنافس هذا السعر مع سعر المتر المربع في "سوليدير". ويحدد اسباب هذه الفورة بجملة من العوامل ابرزها:
1 ـ كون هذه الواجهة البحرية امتدادا للواجهة البحرية لبيروت، وتحديدا لسوليدير، فضلا عن طول هذه الواجهة الممتدة من المول الضخم الذي اقيم عند اول الواجهة في منطقة نهر الموت وحتى مصب نهر الكلب.
2 ـ رفع نسبة الاستثمار في المنطقة الى 40% سطحيا و2.2 مرة مساحة العقار ارتفاعا، بحيث باتت هذه النسبة هي الاعلى في المنطقة.
3 ـ استكمال البنية التحتية في المنطقة وربطها بشبكة الاتوسترادات الجديدة، دخولا وخروجا.
4 ـ تشبع الجانب الشرقي من الاتوستراد بالبناء التجاري والسكني وحتى السياحي.
5 ـ تحول المنطقة الى ملتقى المشاة والساهرين على غرار ما هو حاصل في "سوليدير".
من هنا يتوقع العاملون في القطاع العقاري ان تشهد هذه السنة حركة عقارية خليجية وعربية ولبنانية بارزة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.