تشهد منطقة ساحل المتن الشمالي تطورات عقارية وعمرانية على جانب كبير من الأهمية توحي بأن المنطقة مقبلة على فورة عقارية تجارية وسياحية بدأت ملامحها مع مطلع الألفية، وهي الان في ورشة متواصلة على جانبي الاوتوستراد، الشرقي، والغربي المتمثل بالردميات التي بدأت تتحول الي مراكز تجارية وسياحية لافتة.
وتقسم المنطقة قسمين: شرق الاوتوستراد، وغربه، وفيما كانت منطقة الردميات لا تزال قيد الدرس، ويجري تطويرها ببطء، كان شرق الاوتوستراد يشهد فورة عقارية تكاد تغطي الجانب الشرقي بكامله، باستثناء بعض العقارات غير المبنية في شمال هذه المنطقة والتي بدأت تنبت فيها الابنية السكنية والتجارية والسياحية. ولعل ابرز ما ظهر في هذه المنطقة هو "سبينس" و "CBA" و "فندق هوليداي تاور"، وفندق "هاي واي سيتي" الذي لم يفتتح رسميا بعد، وفندق "رويال" الذي يتوقع ان ينشئ "تلفريك يربط الفندق بالشاطئ"، ومجمع "ستاندرد تشارترد بنك"، فضلا عن اربعة مشاريع جديدة تقوم على العقارات التي كانت لا تزال غير مبنية. وقد راوح سعر متر الارض في هذه المنطقة بين 1800 و2000 دولار. حتى الخط الخلفي للجانب الشرقي من الاوتوستراد سجل ارتفاعا ملحوظا في الاسعار بحيث سجلت آخر صفقة 1500 دولار للمتر الواحد السكني المبني. فيما لم يكن هذا السعر يتعدى، قبل سنوات تقريبا 700 دولار.
ولوحظ انه حتى العام 1996 كان الجانب الغربي والمنطقة، لا تزال قيد الدرس وقيد التطوير. وكانت اول منشأة اقيمت هناك منشأة سياحية للمساهم الاساسي في مشروع الردميات جوزف خوري، وهي كناية عن مارينا لليخوت، ما لبثت ان تحولت جاذبا للاستثمارات في هذه المنطقة التي صنفت منطقة سياحية وتجارية".
وعلى الرغم من ان المشروع الاول التجاري الذي اقيم الى جانب المارينا، لم يكن في المستوى الذي يطمح اليه مطورو المنطقة، فقد استطاع ان يجذب اهم المؤسسات ذات الماركات المعروفة، والمطاعم الفخمة. ثم توالت في السنتين الاخيرتين المشاريع المميزة بدءاً من مبنى "مارينا سيتي، الذي طرحت اسهمه للاكتتاب بسعر 100 دولار للسهم الواحد على ان يغطي الاكتتاب 30% من كلفة المشروع المقررة بـ 116 مليون دولار. وهذا المشروع سكني وتجاري وسياحي، باعتبار انه سيضم شققا سكنية فخمة وفندقا من فئة 5 نجوم، و"مول". وتبلغ مساحة المشروع 20 الف متر مربع، وهو سيباع بطريقة التملك الحر (تايم شير). وكان قد اقيم ما سمي بقصر المؤتمرات.
ويرى مدير عام مؤسسة كونتوار الامانة العقارية وديع كنعان ان الامر لم يقتصر على المستثمرين اللبنانيين في هذه المنطقة بل تعداه الى المستمثرين الخليجيين، ولعل ابرز هؤلاء مجموعة الفطيم الاماراتية التي ستقيم على مساحة 30 الف مترمربع مشروعا سياحيا تجاريا ايضا يتضمن فندقا من 5 نجوم و"مول" سيحمل اسم "كارفوري".
ويشير كنعان الى ان اتحاد بلديات المتن يسهر على تطوير هذه المنطقة، حيث سيقيم حديقة عامة كبرى الى جانب المركز الرياضي التي تشرف على بنائه وزارة الشباب والرياضة.
ويلفت الى ان هذه الفورة العقارية على الواجهة البحرية لساحل المتن رفعت سعر المتر المربع الواحد الى ما بين 1600 و2200 دولار، اي ما نسبته 60% عما كان قبل تنفيذ المشاريع المشار اليها ايضا.
ويتوقع كنعان ان يلامس هذا السعر 3 آلاف دولار بحيث يتنافس هذا السعر مع سعر المتر المربع في "سوليدير"، ويحدد اسباب هذه الفورة بجملة من العوامل ابرزها:
أ ـ كون هذه الواجهة البحرية امتدادا للواجهة البحرية لبيروت، وتحديدا لسوليدير، فضلا عن طول هذه الواجهة الممتدة من المول الضخم الذي اقيم عند اول الواجهة في منطقة نهر الموت، وحتى مصب نهر الكلب.
ب ـ رفع نسبة الاستثمار في المنطقة الى 40% سطحيا والى 2.2 مرتين مساحة العقار ارتفاعا، بحيث باتت هذه النسبة هي الأعلى في المنطقة.
ج ـ استكمال البنية التحتية في المنطقة وربطها بشبكة الاوتوسترادات الجديدة، دخولا وخروجا.
د ـ تشبع الجانب الشرقي من الاوتوستراد بالبناء التجاري والسكني وحتى السياحي.
هـ ـ تحول المنطقة الى ملتقى المشاة والساهرين على غرار ما هو حاصل في سوليدير ولكن من دون كلفة أو تكلف.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.