8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"المستقبل" تحاور وزير السياحة عن خطته الجديدة

مهندس ناجح يثق به "الحكيم"وزوجته، مخلص، فكان اول شخصية "قواتية" بعد "المعاناة" تشغل ارفع منصب في الدولة "وزير". نجح في بلدية بيروت بعد انتخابه عضوا عام 1998 ممثلا لمنطقة الاشرفية. وهذا امر طبيعي، لانه آت من القطاع الخاص ومن اهم شركة هندسية في الشرق الاوسط. وتنازل عن المنصب في 2004 التزاما بالقرار .
بقي "قواتيا" يوم لا يجرؤ الآخرون، وقدم ولاءه للحكيم وبقي على العهد يوم تشتت "القواتيون"، الى ان حان القطاف، إذ سماه "القائد"، فعين وزيرا، ليس للاشغال كما كان يرغب بل للسياحة لان الظروف تتطلب ذلك، ويقول: "نحن لسنا بمعرقلين خصوصا مع حلفائنا".
وزير السياحة الجديد جوزف سركيس او "جو" كما يحلو لرفاقه مناداته. محب، بشوش، لكنه ينظر بالعين الحمراء لمن لا يريد العمل، ولم يخف هذ الشيء بل اطلقه علنا انه "سينصف المتفانين" ويعاقب "المتخاذلين ولو كره المسؤولون".
"السياحة" و"القوات" التقيا، بلغة جديدة ومفهوم جديد ،"دفاعا عن لبنان" بالتسويق والترويج لقدراته السياحية.
"المستقبل" حاورت سركيس في مكتبه في الوزارة وبادرته السؤال عن تقويمه للسياحة اللبنانية بشكل عام ؟
ـ "السياحة هي ثروة لبنان الحقيقية، لان طبيعة ارضه ومناخه ونفسية شعبه وكرمه، كلها عوامل سياحية، تضع لبنان في مصاف البلدان السياحية الاولى في الشرق الاوسط، من هنا يأتي التساؤل لماذا لا يكون الطابع السياحي هو الطابع الاساسي للبنان.
إن لبنان يمتاز بطبيعته السياحية ولديه مستوى في تقديم الخدمات، خصوصا للرعايا العرب الاجانب.
اضاف: "لقد سررت كثيرا عندما عينت وزيرا للسياحة على الرغم من كوني مهندسا اعمل في مؤسسة تعهدات وهندسة شرق اوسطية كبيرة.فمن هذا المنصب نستطيع ان نساهم في إعادة لبنان الى واجهته العالمية على الاقل في هذه المنطقة التي نعيش فيها، لقد انكببت منذ تسلمي مهامي ان استكشف واتعلم كل تفاصيل الوزارة، وتقنيات السياحة، وهذا ليس بعيد عن اختصاصي، لان قاعدة الهندسة الادارة والتنظيم". "فالسياحة يجب ان تكون وجه لبنان، ويجب ان ينعكس ذلك صورة جميلة الى الخارج وان ينطبع في اذهان الجميع ابداعية السياحة اللبنانية".
هل لديكم المقومات الكافية للوصول الى الابداع في السياحة، سيما وان شكوى كبيرة من معظم الوزراء الذين مروا في هذه الوزارة عن ضعف الميزانية المخصصة؟
ـ "لقد اكتشفت ان السياحة هي مشاركة مستمرة ودائمة وفعلية وصريحة بين الوزارة والقطاع الخاص بكل اوجهه لان المصلحة مشتركة في النجاح. نحن نعلم ان مشاركتنا في السياحة كوزارة ضئيلة لكنها فاعلة، فمن مهماتنا الاساسية الرعاية وتهيئة البنى التحتية السياحية في البلد وادارة السياحة، من هنا نحتاج الى جهاز كبير للتنفيذ وهذا ما نسعى اليه"."اما القطاع الخاص في لبنان فهو قطاع ناجح. ويأتي التنسيق المستمر بين القطاعين العام والخاص في اطار التكامل لانجاح قطاع السياحة الذي ينعكس ايجابا على القطاع الاقتصادي.
تسلمتم مهامكم منذ ثلاثة اسابيع فكيف تقومون الوضع داخل الوزارة في صورة اولية؟
ـ "إنه ليس بالوضع المثالي، ويحتاج لمزيد من الشغل، واول ما نحتاجه لنفقات ليست ضئيلة، فضلا عن ضبط أداء الموظفين، يجب ان يصار الى اعادة شاملة للتقويم، وهنا اوضح انني لا اريد ان ألحق أذية بأي موظف، لكن كل ما اريده ان يقوم الموظف بواجبه كاملا لقاء الاجر الذي يتقاضاه، سيما وان هناك بعض الموظفين يتقاضون مبالغ ليست قليلة، فمصلحة البلد ومصلحة الجميع ان يقوم هذا الموظف بواجبه كاملا، وليس لي التعاطي بانتمائه الفكري والحزبي والايديولوجي بل لي التعاطي المباشر والقوي في ادائه الوظيفي لمصلحة الوزارة والبلد والمواطن. واذا رفض القيام بواجبه الوظيفي فسأضطر لان اتخذ بحقه العقوبات المسلكية التي ينص عليها القانون، وليعرف مسؤوله الحزبي او مرجعه السياسي انه انسان متقاعس في عمله ويريد ان يتقاضى اموالا من الدولة من دون عمل.
الحكومة بدأت تمارس عملها في عقلية وذهنية جديدة وجلسات مجلس الوزراء تثبت مدى الانسجام الكامل في ما خص موضوع الادارة.
ويقول سركيس "ان الترويج والتسويق هما عنصران مهمان في الحركة السياحة، وهنا يأتي دور القطاع الخاص الذي له دور واسع يجب ان يلعبه، شرط ان نحدد له ما نريد كوزارة وكدولة مع مراعاة مصلحة هذا القطاع".ونحن بصدد العمل على تسويق اسم لبنان من خلال حملة اعلانية كبيرة وواسعة وذكية. واقصد بذكية هنا ان الحملة الاعلانية في الخارج عن "لبنان السياحة" ليست مقتصرة على الارزة والتبولة وقلعة بعلبك فقط، بل على حملات مبرمجة ومنظمة وتقديمها لكل بلد حسب ما يهوى ابناؤه، مثلا الاعلان في الخليج العربي يجب ان يكون مختلفا كليا عن الاعلان في اوروبا واميركا وكندا . فضلا عن الاعلان الموجه للبنانيين في الخارج لاني لا ارغب في استعمال كلمة مغتربين لان استقطابهم الى البلد اسهل بكثير من استقطاب الاجنبي نظرا لارتباطهم ببلدهم الام من جوانب عدة .
فلكل منطقة من العالم توجهها الاعلاني لتسويق لبنان في الاطار الذي ترغبه للوصول الى النتيجة المرجوه من الاعلان الذي يبث. واقول انه يجب ان يتشارك الجميع في اطلاق هذا الاعلان، وزارة السياحة والمؤسسات الاعلامية، وحتى المواطن، لان المسؤولية مشتركة و النجاح هو لمصلحة بلدنا جميعا. وهذا لا يحتاج الى مزيد من التفكير او التمويل فبإمكانياتنا الموجودة ان تخطط ونطلق حملات تكون ذكية وبنفس المبالغ التي كانت مخصصة.
هل هناك تنسيق مع الوزارت الخدماتية التي يحتاج الى خدماتها السائح والمغترب؟
ـ "الوزارات الخدماتية كلها يجب ان تكون بخدمة السياحة، يجب ان لا يعاني السائح من اي مظهر من مظاهر البيروقراطية والروتين فضلا عن توفير الخدمات من كهرباء وماء وهاتف ومعاملات الامن العام والشرطة وحتى البيئة والثقافة وغيرها. يجب ان تكون من اولويات وزارات الخدمات، خدمة السياحة والسائحين. وسأطالب واحث كل هذه الوزارات على التنسيق الدائم والمستمر لخدمة السياح.
ماذا عن الوضع الامني؟
ـ "الوضع الامني في لبنان مقبول جدا، والاحداث التي حصلت، تحصل في كل دول العالم، الصبايا الشباب يسربون الى بيوتهم في الفجر بعد سهر طويل، لكن في الخارج لا يمكن ان تخرج بعد الساعة السادسة مساء".
ماذا تقول لوسائل الاعلام في عملية الترويج للسياحة؟
ـ " لي عتب كبير على وسائل الاعلام في لبنان وعتب نابع من محبة على الطريقة والاسلوب في نقل صورة الاحداث واخراجها، الجميع لاحظ ان انفجارات لندن التي ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، لم نر صورة واحدة على شاشات التلفزة لقتيل او جريح. كي لا يبثوا الذعر في نفوس المواطنين او السياح او كل انسان يقطن هذه الاراضي. اما عندنا يصار دوما الى تضخيم الامور والتركيز على الدم، الامر الذي يجسد صورة مفزعة في نفوس السائح الذي يرغب بزيارة البلد. القتل والدم موجود في كل دول العالم لكن بنسب متفاوتة ولبنان من اقل هذه النسب.
لقد اجتمعتم مع النقابات السياحية في لبنان وخرجتم بسلسلة توصيات الى اي مدى يمكن تطبيق هذه التوصيات ، وهل تعتقد ان هذه الاجتماعات ستجدي نفعا ام انها كلام بكلام كما كان يحصل في الاوقات الماضية؟
ـ "لقد لمست لدى المسؤولين في النقابات السياحية ارتياحا من الكلام الذي اطلقناه فيما خص تطوير السياحة في لبنان وتوضيح ان القطاع السياحي هو مسؤولية الجميع،واعتقد ان انطباعا تكوّن لدى المجتمعين ان النية طيبة والعمل سيختلف في المرحلة المقبلة".
ماذا بشأن الشرطة السياحية التي هي شبه مغيبة والتي يطالها شكاوى بحقها؟
ـ "الشرطة السياحية من ضمن الورشة التصحيحية التي نضعها في خطتنا، ولقد اجتمعت مع قائد الشرطة السياحية وقلت له حرفيا: "ان صيتا كبيرا يحوم حول عمل هذه الشرطة وعملها"، و"قلت له ان شكاوى عدة اتتني ضد عمل افراد في هذه الشرطة" واعطيتهم فرصة لتصحيح مسارهم وتحسين ادائهم وتحديد مهماتهم ولكل حادث حديث، لانني انا المسؤول اولا واخيرا". من هنا لا أقبل بأي تجاوز للقوانين او تقاعس او التفاف.
هل التعيينات الادارية ستشمل وزارة السياحة ايضا وهل انت راض عن المسؤولين في هذه الوزارة؟
ـ اعتقد ان لا اجراءات في التعيينات قبل استشارة والاخذ برأي الوزراء المعنيين، وفي هذه المناسبة احب ان اقول انني اكتشفت ان في هذه الوزارة سيدة تشغل منصب المدير العام هي السيدة ندى السردوك لديها من الكفاءة والنزاهة الكاملتين لتقود هذا القطاع على نحو ممتاز جدا لما تتحلى به من دماثة خلق وديناميكية في العمل وتستحق ان تكون واجهة لبنان في إطلالتها وشخصيتها ولغاتها . وانا راض جدا، اما على صعيد بقية الموظفين هناك اصحاب الكفاءة والمتفانين في العمل وهناك من يحسبون ان القوانين لا تطالهم. فهذا امر مرفوض وسيرون.
انت الوزير الاول للقوات اللبنانية بعد الطائف هل انتم راضون عن هذه الحقيبة وتعتبرونها تفي بطموحكم للتأسيس للمرحلة المقبلة؟
ـ "اردنا تسهيل الحكومة عند تأليفها، وكنا الفريق الاكثر تجاوبا وتسهيلا لمهمة الرئيس المكلف حينها، القوات سمت جو سركيس الذي هو مهندس ومكانه الطبيعي في وزارة الاشغال لكن التقسيمات حالت دون ذلك، فلم تعترض القوات، سيما ان وزارة السياحة ليست وزارة عادية، لانه في مفهومنا ليس هناك حقيبة اساسية وحقيبة غير اساسية، ومشاركتنا اليوم بعد 15 سنة تأتي في إطار لعب دورنا الاساسي الذي غيبنا عنه لمدة 15 سنة، لاسباب تدخل في قناعتنا بأن المشاركة في تلك الحقبة لم تكن لمصلحة لبنان ودفعنا ثمن عدم المشاركة في ادخال قائدنا الى السجن لمدة 11 سنة و3 اشهر. من هنا نقول اننا اليوم مقتنعون كل القناعة في المشاركة مع حلفائنا في تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لما فيه مصلحة البلد.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00