8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

فضل الله ينصح سعد في "لقاء أبوي": أنت شخص واعد وأريدك أن تصنع استراتيجيتك

"لقاء أبوي" حميم جمع سعد الحريري مع العلامة السيد محمد حسين فضل الله في دارة الثاني في حارة حريك أمس، قدم خلاله فضل الله لسعد النصائح "الأبوية" للانطلاق بحياته السياسية حاملاً الارث الكبير الذي خطه الرئيس الشهيد في حياته.
ويعرف الصحافيون والشخصيات الذين لهم علاقة دائمة بالعلامة فضل الله، أن الرجل مقلٌ في الحديث عن الشخصيات السياسية أو الدينية وما الى ذلك. ليس بسبب اعتباراته المرجعية أو موقعه الإسلامي الذي يفضل فيه أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، ولكن لأن السيد اختط لنفسه طريقاً في العمل السياسي يعد أسلوباً أو "مدرسة" كما يسميها البعض.
ولكن فضل الله في هذا "اللقاء الأبوي" تكلم بصراحة تامة من القلب والعقل عن علاقته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري "الذي كانت له ميزة أنه يختار الكفاءات وكان من ايجابياته الكبرى أنه كان يعمل على تبسيط الأمور المعقدة، أقولها من دون مجاملة" قال السيد، مضيفاً "إنها خسارة للمسلمين في لبنان خصوصاً وللبنانيين عموماً، لقد كان الرجل يتمتع بامتداد استراتيجي، وكان ينفتح من موقعه الإسلامي على كل الطوائف بأسلوب لا يتنازل فيه عن هويته". ويتابع: "إن هذه الرحابة التي كان يمتلكها في الامتداد الدولي والاقليمي مع عدم تنازله عن العناوين الكبرى التي كان يعمل لها جعلت له فرادة في هذا الواقع كله".
واستعرض الزميل مصطفى ناصرلمحطات الأساسية في العلاقة بين الرئيس الشهيد والعلامة فضل الله منذ اللقاء الأول الذي حصل في دارة السيد في بئر العبد في العام 1985 حين كانت المنطقة تتعرض للقصف. وأصر الرئيس الشهيد حينها على زيارة السيد بسيارته التي قادها بنفسه، وصولاً الى اللقاءات الأخرى التي حدثت في مكة المكرمة والأخرى في دارة السيد في دمشق، وشكر سعد الذي جلس الى جانبه النائب المنتخب غازي يوسف، السيد على مواقفه وعلاقته "المميزة بالوالد". وقال: "نحن على استعداد لتقبل أي ملاحظة تراها وسعداء بالتواصل مع سماحتكم".
بدوره توجه فضل الله الى سعد قائلاً: "أنت شخص واعد وقد تابعت تصريحاتك وخصوصاً تلك الحريصة على الوحدة بين المسلمين، وكذلك بين اللبنانيين، ووجدت أن هذه المواقف متوازنة ومنطلقة من فهم للواقع اللبناني، وأنا أريد لك لا أن تكون ناجحاً فحسب بل أن تكون مبدعاً. وقد يعيش الشخص في موقع القيادة حالة الغربة على الرغم من اجتماع الناس حوله، ولكن عليه وهو يستمع الى كلمات المستشارين، على أساس أن من استشار الناس شاركها في عقولها، أن يعود الى نفسه ويدرس الخيارات بدقة حتى يتخذ القرار".
أضاف: "ونحن نريدك أن تنجح لا لحسابك شخصياً أو لحساب آل الحريري بل لحساب الواقع العربي والإسلامي وللحفاظ على وحدة اللبنانيين وعلى كل قضايا العرب".
وتابع فضل الله في حديثه لسعد: "أمام هذا الجو العاطفي والحماسي الذي يحيط بك والذي لا يخلو من محبة واخلاص أريد لك ـ مع اخلاصك لاستراتيجية والدك ـ أن تصنع لنفسك استراتيجية سعد الحريري لأن المراحل تتطور والعالم يتحرك بسرعة ولا بد للإنسان من أن يستفيد من تجارب الآخرين ليصنع المستقبل في ضوء رؤيته العميقة للماضي والحاضر، ولا بد لك في ذلك كله من أن تأخذ خلاصة التجربة ، تجربة الشهيد الوالد لتصنع تجربتك التي تؤصل فيها الخط وتستمر في طريق العطاء المستقبلي".
وتوقف اللقاء الذي حضره عضو المؤتمر الدائم للحوار الإسلامي ـ المسيحي محمد السماك والمستشار الإعلامي للسيد هاني عبد الله، عند حالة الشحن الطائفي الموجودة في البلد بحيث كان هناك توافق تام على نبذ هذه الحالة وعلى العمل لصون الوحدة الداخلية للبنان من خلال تمتين الساحة الإسلامية والتعاون الدائم مع الساحة المسيحية بما يحفظ العناوين الوطنية والقضايا الكبرى.
وأكد الطرفان أن المرحلة المقبلة أي مرحلة ما بعد الانتخابات، هي المرحلة الصعبة والأساسية على أساس "ان هذه التركيبة التي نراها ليست هي تركيبة لبنان الجديد، وأن ذلك يستدعي جهداً فكرياً وتخطيطاً سياسياً لا سيما مع تشابك الخطوط الداخلية بالخطوط الخارجية".
الملاحظ أن هذا اللقاء اختلف عن لقاءات أخرى لسعد الحريري كونه كان يحمل عناوين استراتيجية أكثر من التصاقه بالعناوين السياسية المباشرة، ولأنه اتجه اتجاهاً أبوياً ليعبد الطريق أمام تعميق هذه العلاقة مع هذا المرجع الكبير والتي أسس لها الرئيس الشهيد.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00