تشير اوساط اقتصادية الى انه مع مؤشرات الحلحلة السياسية بعد نيل الحكومة الثقة في المجلس النيابي وتعيين مواعيد اجراء الانتخابات النيابية في 29 ايار المقبل وانعكاس ذلك على موقع لبنان المالي والاقتصادي في المحافل الدولية، بدأت ملامح الانفراج السياحي اللبناني كبادرة اولية في اعادة اطلاق دورات القطاعات الانتاجية وانعاش الروافد الاجتماعية والمعيشية.
وعكست المبادرة التي اطلقتها النائب بهية الحريري لإعادة احياء الوضع السياحي في لبنان من خلال اعلان "السياحة الديموقراطية" والتي تقضي بتمثيل المغتربين اللبنانيين والمصطافين العرب في المجالس البلدية في بلدات وقرى الاصطياف، فورة لبنانية سريعة وتحديدا في الوسط التجاري لبيروت، اذ سجلت النتيجة عودة الحركة التجارية والسياحية الى الوضع الذي عرفته "سوليدير" قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي طالما احب ان يبقى الوسط التجاري ولبنان بنوره وازدهاره.
وأشارت المعلومات الى انه في الايام العشرة الماضية تضاعفت حركة المطاعم والمتاجر ليفوق الاشغال 70% الى 80% الحركة عينها في ايام شهر آب من العام الماضي، اي في عز الموسم السياحي الصيفي. وتوزعت حركة الرواد في 70 مطعماً في الشوارع المتفرعة من الوسط، وتحديدا من ساحة العبد الى ساحة رياص الصلح وصولا الى بلدية بيروت وشارع فوش.
وفي هذا السياق اكد الامين العام للهيئة العليا للسياحة العربية وديع كنعان ان حركة الاقبال فاقت الاستعدادات والامكانات القائمة بما يؤمن تعويض خسارة ثلاثة اسابيع تقريباً. وأوضح ان الوضع السياحي سيشهد انتعاشا جيدا في بداية موسم الصيف خصوصا من المغتربين اللبنانيين والسياح العرب والاجانب الذين يتشوقون لزيارة لبنان مع تحسن الظروف، والتي نأمل ان تتوج بالانتخابات النيابية المقبلة بأجواء جيدة وهادئة.
وأكد ان لبنان يمتلك مقومات السياحة الدائمة لناحية انجاز وتأهيل بنيته التحتية واقامة سلسلة مشاريع سياحية ضخمة كالفنادق والمطاعم والمنتجعات البحرية والتزلج فضلا عن الميزات الطبيعية والسياحية التي يملكها والتي تتوزع كالآتي: 550 فندقا بين 2 و5 نجوم 220 شقة مفروشة ، 6 آلاف مطعم تختلف تقديماتها بين اللبناني والعربي والاوروبي والآسيوي والاميركي، 650 مكتب حجز، 8 وكلاء سفر، 6 منتجعات سياحية وبيئية، 100 مكتب لتأجير السيارات، 50 مجمعا بحريا، 5 مجمعات ضخمةللتزلج، 3 مراكز ضخمة للمعارض، 25 علبة ليل وكازينو واحد.
وقد استأنف اول من امس فندق "مونرو" الذي يملك حق استثماره نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر اعماله بعد توقف قسري منذ 14 شباط الماضي، وكان سبق ذلك في آذار الماضي فندق "فينيسيا"، وتكون بذلك اكتسبت المبادرة التي اطلقتها النائب بهية الحريري فعالية ناشطة مع تجاوز اصحاب الفنادق اعادة التصليح والبدء بالعمل لعودة الحياة الى بيروت وتفاعل الموسم السياحي من جديد.
وتتهيأ المناطق الجبلية ومناطق الساحل اللبناني لاستقبال موسم سياحي كبير في الصيف المقبل، وأكد كنعان ان الفنادق في منطقة ساحل كسروان تجري "نفضة" سريعة على المقومات الاساسية والاثاث وتوسيع الغرف بسبب الحجوزات التي بدأت من المغتربين اللبنانيين الذين يرغبون في اشغال الفنادق في اثناء زيارتهم الى لبنان. وذكر ان هناك عددا كبيرا من هؤلاء المغتربين لم يزر لبنان منذ ما قبل الحرب اللبنانية العام 1975.
ولوحظ ان في منطقة الساحل الشمالي في البترون وشكا وطرابلس والميناء حركة حجوزات مقبولة حتى اليوم كما يؤكد كنعان.
ومن المتوقع ان تشهد منطقة المتن الشمالي والاعلى موسما اصطيافيا مميزا هذا الصيف، اذ يقوم اصحاب الاراضي والعقارات في هذه المنطقة بإعادة تأهيل بيوتهم وعقاراتهم ايذانا بحركة بيع واستئجار مع تنشيط الحركة السياحية الناتجة من تسارع التطورات السياسية التي ادت الى الانسحاب السوري من لبنان.
ويكشف كنعان عن اتصالات يجريها مع رؤساء الوفود العربية في الهيئة العليا للسياحة العربية لعقد اجتماع في بيروت الاسبوع الجاري لاعادة احياء الوضع السياحي في لبنان. وعلم ان وفودا من السعودية والاردن واليمن وسوريا وفلسطين سيزورون لبنان لاجراء مباحثات مع المسؤولين في القطاع السياحي اللبناني ووزارة السياحة للعمل على تنشيط الوضع السياحي وتبادل النقاشات في هذا المجال.
واشارت المعلومات الى ان الاستطلاع سيكون في الدرجة الاولى على موضوع العقار السياحي اللبناني الذي يتوقع ان يكون نقطة جذب اساسية للحركة السياحية المتوقعة ولا سيما ان الاستثمارات التي تدفقت على العقار السياحي في السنتين المنصرمتين تقدر بمليارات الدولارات حط بعضها على الارض والبعض الآخر في طريقه الى التوظيف، وثمة استثمارات اخرى قيد التفاوض.
ويقول كنعان ان اموالا ستنصَبّ باتجاه المناطق التي انسحب منها السوريون خصوصا في بولونيا في المتن الشمالي الاعلى وفي ساحل الشمال، وان الاستثمار الاضافي الذي استفادت منه المشاريع السياحية وخصوصا الفندقية والتي وصلت في بعض الاحياء الى مضاعفة مساحة امتار الاستثمار الاساسي للعقار تحول لبنان كله ساحلا وجبلا وجنوبا وشمالا الى منطقة سياحية متكاملة من عاصمة استعادت كل عناصر الجذب السياحي، الى ساحل المتن الذي تحول سوقا تجارية وسياحية بامتياز، بفضل اقامة المجمعات التجارية والفنادق والمطاعم، ولا تقل عنه تألقا سواحل كسروان وجبيل والبترون وطرابلس، حيث ستنشأ مدينة سياحة متكاملة على مساحة مليون متر مربع في بلدة انفة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.