اثبتت نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، الاحد الماضي، وطرابلس، الاحد الذي قبله، ان المنتصر الاول هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكرّس هذا الانتصار الكبير النهج الذي اراده الرئيس الشهيد في حياته قبل مماته. وتوحد الاضداد في عملية شبه مستحيلة، لكن ارادة الوحدة النابعة من وصية الشهيد ترجمت هذا العمل الوطني حيث كانت اول الصرخات العفوية التي خرجت من حناجر المنتصرين الموحدين... ابو بهاء ابو بهاء ابو بهاء. انتصار احد نيسان 2005 تكملة لانتصار احد نيسان 1999، والتشابه قائم في الحدث والمكان مع فارق الزمان. "تيار المستقبل" الذي يمثله النقيب سمير ضومط يخرق الجدار في زمن الصعاب بنكهة توحدية ارادها الجميع اكراما ووفاء للرجل الذي احب رؤية هذا التلاحم في تفاعله العملي في كل الامكنة والازمنة.
لقد اراد المهندسون ان يكونوا السباقين في تطبيق النهج الذي خطه الرئيس الشهيد، ويقدموا النموذج الاول كي يعمل لتطبيقه في كل القطاعات والنقابات والجمعيات والاندية الوطنية.
لقد اختار المهندسون من هو الاكفأ والاقدر على تحمل هذه المسؤولية خصوصاً في هذه الحقبة، اختاروا من هو خارج اطار الصراعات الطائفية والمذهبية وخارج الاحقاد والانتقام وردات الفعل الارتجالية.
لقد صوّت المهندسون لمن كان يحمل همومهم ويعمل لتطبيق القوانين التي تحصّنهم وتحافظ على كرامتهم.
"المستقبل" حاورت النقيب القديم الجديد للمهندسين في بيروت المنسق العام لنقابات المهن الحرة في "تيار المستقبل" سمير ضومط ومنسق مهندسي المستقبل المهندس خالد شهاب.
يقول ضومط تعليقاً على النتيجة: "اثبت مهندسو لبنان مرة جديدة انهم متعلقون بنقابتهم، ومؤثرون في احداث الوطن. الذي جرى اول من امس في نقابة المهندسين بعدٌ ودلالات كبيرة لكون المهندسين جسماً نخبوياً وواعياً، ويستطيعون ان يقربوا نقاط التلاقي فيما بينهم. ولنجاح لائحتنا ابعاد ومعان كثيرة، ولو كان ثمة امكان ان تتسع اللائحة لأكثر لكان عدد المنضوين الى اللائحة اكثر. وهذه المحطة النقابية ليست الاخيرة. وأعد من لم يكن معنا في هذا الفوز ان نعمل واياهم للفوز في المحطات المقبلة، وسأقدم دلائل جديدة في عملي في النقابة. وكان لانتصارنا الاول العام 1999 مؤشر اول لرؤية جديدة ان هذا لا يمكن ان يستمر، وفعلا حدث ما حدث وفازالرئيس الحريري في العام 2000 بأكبر انتصار شعبي، بداية دلالاته كانت انتخابات نقابة المهندسين في العام 1999. قد يكون لانتصار 2005 بالامس مؤشر لحالة من الحوار والانفتاح في البلد. الانتخابات اصبحت وراءنا وما اتصالات التهنئة التي تلقيتها ممن كانوا حلفاء ومن لم يكونوا حلفاء الا الدليل القاطع على السعي نحو رسم منحى جديد في نقابة المهندسين. و"تيار المستقبل" الذي امثل ما هو الا تيار وحدوي، وخطابه جامع ومعتدل وليس نافرا، يقرب الناس ولا يبعدها. نحن لن نستطيع التخلي عن هذا الخط وهذه الرؤية وسنكون اوفياء لهذا النهج. وأعرف تماما أنه كان للمهندسين مكانة خاصة في قلب الرئيس الحريري، لان مسيرة حياته كانت الى جانب عدد كبير من المهندسين الذين عملوا معه. اعتقد ان هذا الانتصار الذي حققه "تيار المستقبل" والمهندسون في لبنان هو وفاء للرئيس الحريري سيكون مؤشرا لوحدة النقابة ووحدة الوطن.
اخذ عليك بعض المعارضين انك خرقت الصف، ولم تترجم الوعد الذي قطعته بدعم مرشح القوات اللبنانية في حال ترشح لمنصب نقيب؟
ـ ان محطة الانتخابات انتهت، والمدة التي انفصلنا فيها كانت ست ساعات لا اكثر كنا حلفاء قبل الانتخابات وسنظل بعدها كذلك، والفراق الذي حصل كان ديمقراطيا، وانا سمير ضومط بنفسي، كنت اوثق حليف، ولمّا أزلْ، للقوات اللبنانية بما يعنون لنا، وكنت خير صديق لهم وهم يعرفون ذلك جيدا، عملنا معا في محطات عدة، وحققنا نجاحات مشتركة. وكنا نعمل معا ضمن امكاناتنا لمصلحة العمل السياسي العام فيما بيننا. لا اعتقد ان المحطة التي مرت هي خرق صف، فالصف ليس مرتبطا باستحقاق انتخابي معين، الوطن اكبر من الاستحقاق. ونكن كل صداقة للزميل عماد واكيم الذي نجح على لائحة سمير ضومط للمرة الاولى. وانا واثق من محبتهم لي، ولن اسمح لاحد ان يطلق الشائعات والاقاويل. سيظل عماد واكيم الى جانبي هو ورفاقه في القوات اللبنانية.
هنا احب ان انوه بمنسقي "مهندسي المستقبل" الذين لا يعرفون لا الكلل ولا الملل. الفضل الاول والاخير في انتصارنا للرئيس الحريري الذي كان حاضرا، والناس كانت تنتخب الرئيس الحريري وليس سمير ضومط. وللمعلومات الذين راهنوا على الماء العكرة خصوصا في صناديق الشباب الكبيرة، لقد صوتت بمعظمها لمصلحتنا. سنبقى اوفياء لنهج الانفتاح والحوار مع الآخر".
ما هي اول مبادرة ستقوم بها بعد فوزك بمركز النقيب مرة ثانية، وما هي العناوين الرئيسية لبرنامجكم الجديد؟
ـ عناوين كبيرة ومتشعبة، ولكن اول الورش التي سنطلقها هي ورش داخلية، لقد انقطعت ثلاث سنوات عن النقابة، وسنطور ما بدأه زميلنا النقيب صبحي البساط الذي تفانى في العمل في النقابة وسنجتمع مع القوى الهندسية التي لم يحالفها الحظ في الانتخابات سنبذل جهدا واياها لمصلحة النقابة لنكون موحدين، لان الانتخابات اصبحت وراءنا، وانا اليوم نقيب لكل المهندسين وليس لطرف معين.
وأضاف "اما في اطار المهنة، فسأعطي اولويات الى ايجاد فرص عمل للمهندسين، والى رفع مستوى اداء المهنة، المهندس الذي اثقل علمه بمعرفة اضافية يحظى بفرصة عمل سريعة، سنعمل على اثقال هذا المهندس والعمل لايجاد فرص العمل، لهذه الثروة البشرية الموجودة. سنحاول ان نكون موجهين لكل الاختصاصات التي تحتاج اليها سوق العمل، ونستمع الى الجامعات التي تخرج المهندسين، واقول اني بعد شهر من اليوم سأدعو عمداء كليات الهندسة في الجامعات التي تخرج المهندسين لمناقشتها والتباحث معها في مشاكل هذه المهنة، خصوصا في رفع اداء التخريج الجامعي لان الهم سيطالنا جميعا، لانه ليس مهما ان نخرج ولا فرص عمل. سنستعمل حق ابداء رأي نقابة المهندسين لرفع اداءالتخريج.
وسنطلب من الدولة وقف منح تراخيص لجامعات جديدة لاننا سنواجه كارثة في المستقبل كبيرة جدا. ويجب التعاون مع لجنة التربية التي تترأسها السيدة بهية الحريري التي تمتاز بطاقات هائلة، واستطاعت ان تحدث نقلة نوعية في اطار التعليم الجامعي، كما استطاعت ان تقحم مجلس النواب للتعاطي مع هذه الازمة، فضلا عن برنامج الامم المتحدة في معالجة موضوع التعليم الجامعي. يجب البحث في شحذ ادوار كل المؤسسات والروابط وفروع النقابة لتكون لها صلاحيات على صعيد تنظيم نفسها، وتخرج المهندسين من الروتين وتكون المسؤوليات موزعة ويكون مجلس النقابة مجلسا لوضع سياسة التوجيه ومراقبة التنفيذ. وستتحول النقابة الى ورشة عمل، وسندعو كل الذين لديهم افكار كي يشاركوا في هذه الورشة.
كذلك سنعمل بكل ما لدينا من قوة لتطبيق القوانين خصوصا المادة 54 من القانون العام فيما يخص التحقيق مع المهندسين او الدخول الى مكتبه دون اخذ اذن نقيب المهندسين. سنحاول بكل محبة ان نضع حدا لتجاوزات القانون، تأمينا لحصانة المهندس وحفاظا على كرامته.
شهاب
ويقول منسق مهندسي "تيار المستقبل" خالد شهاب "بداية اشكر كل الذين ايدونا او عارضونا، ونقول باسم "تيار المستقبل" ان نتشرف ان يكون سمير ضومط نقيباً لكل المهندسين في لبنان، النقيب ضومط هو من اوائل المؤسسين لـ"تيار المستقبل" وحين كان نقيباً للمرة الاولى لم يكن نقيبا لـ"تيار المستقبل" داخل النقابة بل لكل المهندسين. لنا شرف ان يكون المنسق العام.
اضاف: "غالبية الاخوة في القطاعات الهندسية سرا وعلانية طالبوا بترشيح النقيب ضومط. وكما سبق ان قال النقيب ضومط كان يفترض ان يكون هناك لائحة اكبر تحتوي عدداً اكبر من المقاعد كي نرضي الناس. ان الذي لم يعلن يوم الاحد انه مع النقيب ضومط وكان بمكان آخر تصويتا، كان يرغب ان يكون له مقعد. للاسف، عند البعض وليس الكل وليس عند الغالبية ايضا، ولو وجد له مقعد لما كان اصطف في مكان آخر اوصوت لمرشح آخر.
في كل الاحوال "تيار المستقبل" في معركة 1999 رفض ان يضع فيتو على اي طرف من الاطراف، والدلالة إلى ذلك هو اول من ادخل علنا القوات اللبنانية الى النقابات سنة 1999، ورفض "تيار المستقبل" سابقا الفيتو من اي طرف من الاطراف صغيرا كان ام كبيرا. كنا نتمنى ان يحصل اجماع عام لترشيح نقيب واحد لنجنب النقابة والبلد انتخابات قاسية كالتي حصلت. لكن للاسف ثمة من مارس دورا معاكسا لهذا الطلب، وحاول بطريقة او اخرى ان يقول نعم لاي مرشح ماعدا النقيب ضومط. فهذا التصرف كان استفزازيا بأبعد الحدود. وهنا اسمح لنفسي القول بحضور النقيب ضومط اننا لم نكن نسعى اطلاقا لهذا المركز، كان قرارا من "تيار المستقبل" حفاظا وانقاذا للنقابة، منعا لمعركة قد تكون شرسة، وتكون ردة فعلها غير محسوبة. نعم، ان ترشيح النقيب ضومط جمع بين قوى مختلفة فيما بينها سياسياً وسمح هذا التحالف بفتح ثغرة حوار في جدار الانقسام السياسي في البلد، ونتمنى من السياسيين ان يحذوا هذا الحذو. ثمة طرف حاول ان يدير المعركة ضد سمير ضومط هو طرف حاقد على رفيق الحريري قبل وبعد استشهاده، هذا الطرف لانستطيع ان يكون معنا. ولن نسمح له ولامثاله ان يكون لهم اي دور لانه يحاول ان يستبعد "تيار المستقبل" حقداً، اذا اراد ذلك نقول له اننا متسامحون لأن هضمنا ليس بسهل، "تيار المستقبل" تيار فاعل. المهندسون صوتوا للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
لقد استطاع "تيار المستقبل" والتيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل ان يصنعوا هذا الانتصار الذي هو انتصار كبير لنقابة المهندسين في بيروت.
لاحظنا تحالفات جديدة مع حزب الله والتيار الوطني الحر. كيف تقرأ هذا التحالف؟
ـ التحالف ليس جديدا، وحاولنا سنوات عدة الا نبتعد عن حزب الله والتيار الوطني. ولدينا قناعة تامة ان للمقاومة دورا كبيرا، ومن المفارقة الا نكون مع حزب الله باستمرار. اقول ان جميع القوى في نقابة المهندسين ابدت رغبة في ترشيح سمير ضومط ما عدا القوات اللبنانية، لأن لديهم مرشحا. وهنا اقول اننا كنا دوما مع القوات وحركة امل. وكان يفترض ان يعرف مرشح القوات ان هذا التحالف الذي حصل هو لمصلحة هذا البلد وهنا لا احمل عماد واكيم المسؤولية لان الرجل يتمتع بأخلاق عالية جدا، كذلك الزميلة فريدا شماس، واعتز أن المنافسة كانت رياضية بالنهاية، وهذه المنافسة نعتز بها. غالبية قوى المعارضة والموالاة اعلنت رغبتها في ترشيح سمير ضومط.
ختم قائلاً: لدينا تمنّ على نقيب المهندسين، الذي هو حامل الامانة ان ما بدأه في نهاية ولايته حول قانون البناء ان ينهيه في بداية ولايته هذه. وهناك اشكالات على تفسيرات هذا القانون ومواده. وان يكون محط دراسة واصلاح مع ما يمكن اصلاحه.
واشكر اعضاء المكتب الرئيسي ومكاتب المناطق في "تيار المستقبل" والحلفاء وجميع الذين صوتوا ولم يستطيعوا ان يصلوا، واقول ان المعركة صارت وراءنا. ونحن نمد يدنا للجميع لما فيه مصلحة البلد والنقابة. ونكرر تأكيدنا ان نبقى اوفياء لنهج الرئيس القائد الشهيد رفيق الحريري وان نلتزم مبادئ وقرارات "تيار المستقبل".
مهنئو النقيب الجديد
توالت اتصالات التهنئة بفوز نقيب المهندسين في بيروت سمير ضومط بمركز النقيب واللائحة التي يرأسها من عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ومن ابرز المهنئين: عقيلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري السيدة نازك الحريري والشيخ سعد الحريري والنائب بهية الحريري، والوزراء السابقون: فؤاد السنيورة، سمير الجسر، الياس حنا وكريم بقرادوني. كما اتصل مهنئا وزير الاتصالات جان لوي قرداحي.
والنواب: مروان حمادة، محسن دلول، جان عبيد، باسم السبع، وليد عيدو، محد قباني، غنوة جلول، جان اوغاسبيان، سيرج طو سركيسيان، محمد علي الميس، احمد فتفت، محمد الحجار، عاطف مجدلاني، نبيل دوفريج.
كذلك استقبل وتلقى اتصالات من نقيب الاطباء ماريو عون، ونقيب المحامين سليم اسطا ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان وعدد كبير من المديرين العامين الحاليين والسابقين، ونقباء المهن الحرة السابقين والحاليين ورؤساء عدد كبير من الجمعيات والروابط والاندية في كل المناطق اللبنانية.
من جهة ثانية، اعلنت نقابة المهندسين في بيروت عن استقبال المهنئين لمناسبة انتخاب النقيب والاعضاء الجدد لمجلس النقابة في بيت المهندس في دار النقابة بئر حسن يومي الخميس والجمعة في 14 و15 نيسان الجاري بين الساعة الثالثة والثامنة مساء.
العريس: تجديد لخط الشهيد
هنأ رئيس مجلس بلدية بيروت عبد المنعم العريس نقيب المهندسين الجديد سمير ضومط، وأشار الى "أن هذا الفوز هو تجديد لوحدة نقابة المهندسين ولمصلحة الحفاظ على مهنة الهندسة وكرامة المهندسين".
وأكد العريس في تصريح أمس "أن الثقة التي نالها النقيب ضومط للمرة الثانية في تاريخ انتخابات نقابة المهندسين، انما هي تجديد لخط تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، ولفت الى "أن استشهاد الرئيس الحريري، خسارة أحدثت زلزالا في لبنان، سنعمل بكل ما في وسعنا وكل حسب موقعه على الاستمرار في مشروعه ونهجه".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.