انعكست جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري على الوضع الاقتصادي عموما في لبنان، وتأثرت القطاعات الانتاجية مباشرة، وأولها قطاع السياحة، فمنذ عملية الاغتيال انعدمت الحركة السياحية في الفنادق والمطاعم في بيروت وضواحيها وتحديدا في منطقة الوسط التجاري لبيروت، وقدرت مصادر وزارة السياحة عدد الفنادق المتضررة ب 14 فندقا وان الخسائر تجاوزت في هذه الفنادق الستين مليون دولار اميركي. فيما تجاوزت الخسائر ال20 مليون دولار للقطاعات الملحقة.
ويذكر ان فندقا واحدا يحمل بوليصة للتأمين من شركة انكليزية في لندن لمثل هذا النوع من الاضرار هو فندق فينيسيا، وتبلغ قيمة هذه البوليصة 10 ملايين دولار اميركي، فيما يقدر القيمون على الفندق ان تتجاوز قيمة الاضرار العشرين مليون دولار اميركي.
وتؤكد المصادر ان الحركة في المطاعم والملاهي في الوسط التجاري انعدمت، فضلا عن تراجع كبير في حركة المطاعم والملاهي في المناطق المحاذية وصولا الى المدن الاخرى مثل جونيه وجبيل والبترون وطرابلس وصيدا وصور التي سجلت تراجعا ما فوق ال50 %، مما ينذر بكارثة في هذا القطاع في حال استمر الوضع على ما هو عليه لمدة شهرين تقريبا.
وتفاوتت قيمة الاضرار التي لحقت بالفنادق، التي تقع ضمن المنطقة التي حصلت فيها عملية الاغتيال، اذ يقدرالمسؤولون في فندق "بالم بيتش" ان الاضرار تجاوزت 900 الف دولار اميركي، في حين يشير القيمون على فندق "الفاندوم" ان الاضرار قدرت بأكثر من مليون دولار، وعلى الرغم من ذلك فإن الفندق سيعاود نشاطه آخر الشهر الحالي على اكثر تقدير. اما فندق "المونرو" الذي يملك حق ادارته، نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر فتجاوزت الاضرار التي لحقت بفندق، المونروالقيمتين المذكورتين بأضعاف لتأثير قوة الانفجار مباشرة على تجهيزات الفندق وخسائر التشغيل المباشرة وغير المباشرة، اذ ان "المونرو" و"فنيسيا كان اشغالهما شبه كامل يوم وقوع الجريمة.
ويشير خبير في المجال السياحي الى أن الوضع النفسي للمواطنين اللبنانيين وللرعايا العرب والاجانب والصدمة التي يعيشونها اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هما السبب الاول في عدم ارتياد المطاعم والمقاهي والملاهي وغيرها، فضلا عن الوضع السياسي المتأزم ، ويلفت الى ان الرئيس الحريري شكل حالة ثقة كاملة بالنسبة للسياح العرب والاجانب وللبنانيين المغتربين، الذين يترددون الى لبنان بكل المواسم وخصوصا في الصيف للقاء الاهل والسياحة في المناطق اللبنانية، اما اليوم فاللافت انه في العاشرة مساء تقفر الشوارع كليا وتصبح الحركة معدومة، والخوف أن ايجارات المحال مرتفعة جدا، إذ كان السياح يغطون بشرائهم وتردادهم الى المطاعم والملاهي هذا البدل المكلف، لكن اذا بقي الوضع على ما هو عليه اليوم فسيقفل عدد كبير من هذه المحال التي ليس بمقدورها الصمود.
وفضلا عن الوضع الفندقي والمطاعم والملاهي، هناك مصالح اخرى تعطلت بعد الجريمة النكراء مثل شركات تأجير السيارات، التي تراجع العمل فيها كثيرا، مما ينبيء بمؤشرات سيئة في ما يخص هذا القطاع، ويقول اكثر من صاحب شركة في هذا الاطار "إن العمل شبه معدوم وننتظر الفرج، وكنا نتكل بالدرجة الاولى على اللبنانيين المغتربين وعلى السياح العرب والاجانب، لكن وجودهم شبه معدوم في هذه المرحلة، نعوّل إن شاء الله على موسم الصيف ونسأل الله اللطف".
من جهة ثانية قال مصدر في وزارة السياحة انه "سيتم الاسبوع المقبل اصدار تقويم شامل للوضع السياحي لمرحلة النصف الثاني من الشهر الماضي، في بيان تفصيلي عن الوزارة، ويتوقع ان تكون حركة السياحة قد تراجعت على نحو ليس بالقليل، لأن الجريمة النكراء أثرت تأثيرا مباشرا في هذا القطاع، وننظر نتائج حركة الدخول والخروج للزوار من المطار والتي يزودنا بها الامن العام اللبناني".
ويشير المصدر الى ان الترتيبات المتعلقة بالترويج للسياحة في لبنان "ما زالت مستمرة خصوصا في المنتديات العالمية، ولم يتم الغاؤها. فيوم وقوع عملية الاغتيال في 14 شباط الماضي كان وفد من وزارة السياحة يمثل لبنان في معرض للترويج السياحي في ميلانو ايطاليا، وسنشارك في معارض مماثلة في كل من تشيكيا وتركيا والمانيا وموسكو لتعزيز موقفنا واظهار قدراتنا السياحية التي يجب ان لا تتراجع".
وتستمرالورش في الفنادق الواقعة قرب مسرح الجريمة النكراء بوتيرة بطيئة لكون المنطقة ما زالت تخضع للتحقيقات الناتجة عن عملية الاغتيال، لكن الوضع النفسي للمواطنين اللبنانيين وللرعايا العرب الاجانب والصدمة التي يعيشونها اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري السبب الاول في عدم ارتياد المطاعم والمقاهي والملاهي وغيرها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.