8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

17 فندقاً في ثلاث سنوات وأكثر من 1500 غرفة

إذا كان القطاع العقاري اللبناني يشهد حركة نشطة، ولا سيما بعد أحداث 11 أيلول، فإن العقار السياحي كان نقطة الجذب الأساسية في هذا القطاع حتى كاد هذا النوع من العقارات في لبنان يكاد يكون الأغلى سعراً في المنطقة وربما في العالم.
ومن يتتبع التطورات في هذا المجال، يدرك أن الاستثمارات التي تدفقت على العقار السياحي في السنتين المنصرمتين تقدر بمليارات الدولارات، بعضها حط على الأرض والبعض الآخر في طريقه إلى التوظيف، وثمة استثمارت اخرى قيد التفاوض.
ويتبين من بعض الاحصاءات ان بيروت وحدها شهدت منذ العام 2001 بناء 6 فنادق من فئة الخمس نجوم: "موفنبيك" ـ "رويال بلازا" ـ "جفينور روتانا" ـ "كراون بلازا" ـ "ميتروبوليتان بالاس" ـ "سفير هيلوبوليتان". بلغ عدد غرفها 1035 غرفة. و4 فنادق من فئة 4 نجوم بلغ عدد غرفها 417 غرفة ، وفندق واحد من فئة نجمتين "بورفيو" بلغ عدد غرفه 28.
أما في المناطق فقد سجل انشاء فندقين من فئة الخمس نجوم: رويال في ضبيه، وغراند هيلز في برمانا وثلاثة فنادق فئة اربع نجوم وفندق واحد من فئة ثلاثة نجوم.
وهناك مجموعة اخرى من الفنادق متعددة الفئات في طريقها إلى الافتتاح او الانجاز كفندق "رويال ريجنسي فردان" الذي تقدر تكاليفه بـ 12 مليون دولار اميركي سيفتتح في كانون الأول من العام المقبل. أما فندق "روتاتاسويت" في الحازمية فسيفتتح قريباً جداً، كما سيفتتح في وقت لاحق من العام الجزء الثاني من فندق "جفينور روتانا" في قلب العاصمة بالتزامن مع فندق "فوربوينتز" (132) وبرنتانيا سويت تاور في مصيف برمانا 40 جناحاً ملكياً ودوبلكس وهذا الفندق سيفتتح في العام 2006.
هذا وقد تحولت واجهة بيروت البحرية في السنوات القليلة الماضية إلى نقطة جذب سياحية مميزة تدفقت عليها مئات ملايين الدولارات من الداخل اللبناني، ومن دول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى وتتكون هذه الواجهة من 6 مناطق او دوائر هي: المدور ـ ميناء الحصن، المرمأ، عين المريسة، رأس بيروت والمصيطبة.
وقد تفاوتت الاستثمارات بين المنطقة وأخرى، وربما فازت ميناء الحصن بالحصة الكبرى من هذه الكعكة لوقوع منطقة وسط بيروت التجاري "سوليدير" فيها، التي تضم مجموعة كبيرة من المشاريع (مجمعات سكنية وفنادق بصورة اساسية) وابرزها، مجمع "ماريتا تاور" الذي قامت مجموعة "ستو" البريطانية بوضع تصاميمه وباشرت بتنفيذه بتكلفة تقدّر بنحو 150 مليون دولار ومجمع "بيروت تاور" الذي وضع حجر الاساس له في نهاية العام الماضي والذي تنفذه الشركة الأهلية الكويتية للاستثمار، ويبلغ ارتفاعه 110 أمتار، وكلفته نحو 135 مليون دولار، ويتوقع انجازه في العام 2006، "مجمع بلاتينيوم تاور" الذي سيقوم على مساحة 5600 متر مربع.
وقد فاز بمرسوم خاص أجيز له الارتفاع إلى 145 متراً بدلاً من 90 متراً. ومجمع "افينيو بلازا" الذي تموله مجموعة "كابيتال تراست الاستثمارية" وتنفذه شركة كتانة اللبنانية للمقاولات. ومجمع "بارك فيو" ومجمع بلوك 24 اللذان أنجزا في العام 2003.
أما فنادق "سوليدير" فأهمها "فورسيزن" للأمير الوليد بن طلال والذي يجري تنفيذه في الوقت الراهن، وفندق "مونرو" والذي كان نادياً للضباط وحولته القيادة إلى فندق فاز بعقد استثماره على 12 سنة نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر.
ولا يقتصر الاستثمار السياحي في الفنادق فحسب، بل تعداها إلى المجمعات السياحية الترفيهية كـ "المتروبوليتان بارك" التابعة لمجموعة الحبتور، او مدينة الملاهي الضخمة التي ستقيمها شركة اميركية في احدى ضواحي العاصمة، فضلاً عن المجمعات البحرية ذات الطابع التراثي مثل مجمع اده ساندرز على ساحل جبيل.
واللافت أن تألق العقار السياحي تزامن مع حركة سياحية ناشطة، حيث سجل عدد الوافدين الى لبنان خلال الصيف الثاني من العام الحالي، على سبيل المثال، زيادة بلغت نسبتها 30.5 في المئة، كما تزامن مع تعزيز السياحة الشتوية (التزلج). والسياحة التراثية، والسياحة الدينية والسياحة البيئية، والسياحة الصحية والسياحة الترفيهية، (مهرجانات تسويقية وفنية ورياضية) واعادة تأهيل شارع الحمراء الذي كان قبل الحرب قلب العاصمة النابض، واعادة ترتيب منطقة الروشة لتستعيد جاذبيتها السياحية الراقية.
ويحدد رئيس لجنة السياحة في نقابة اصحاب الفنادق وديع كنعان العوامل التي ساهمت في تألق العقار السياحي، وفي استمرار هذا التألق حاضراً ومستقبلاً، لوجدنا أن اللائحة تطول ولكن ابرزها هي الآتية:
أولاً: استمرار انسحاب رؤوس الأموال الاغترابية والخليجية والعربية عموماً من الدول الغربية خوفاً من سيف المصادرات المصلت عليها، وتوجهها نحو ملاجئ او ملاذات أكثر أماناً وأفضل مردوداً.
ثانياً: التسهيلات التي احدثتها التعديلات الأخيرة على قانون تملك الأجانب، ان لجهة الرسوم المفروضة على الملكية الأجنبية.
ثالثاً: الحوافز التشجيعية التي قدمتها المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات (ايدال) للمشاريع السياحية.
رابعاً: دعم فوائد التسليفات المصرفية للقطاعين نهاية آذار من العام 2003، بلغت حصة القطاع السياحي منها 37.9%.
خامساً: تراجع الفوائد على الودائع المصرفية، الأمر الذي جعل أصحابها يسعون وراء مجالات ربح أفضل.
سادساً: الاستثمار الاضافي الذي استفادت منه المشاريع السياحية وخصوصاً الفندقية والتي وصلت في بعض الأحياء إلى مضاعفة مساحة أمتار الاستثمار الأساسي للعقار.
سابعاً: تحول لبنان كله، ساحلاً وجبلاً، جنوباَ وشمالاً إلى منطقة سياحية متكاملة من عاصمة استعادت كل عناصر الجذب السياحي، إلى ساحل المتن الذي تحول سوقاً تجارية وسياحية بامتياز، بفضل اقامة المجمعات التجارية والفنادق والمطاعم ولا تقل عنه تألقاً سواحل كسروان وجبيل والبترون وطرابلس، حيث ستنشأ مدينة سياحة متكاملة على مساحة مليون متر مربع في بلدة أنفه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00