8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ملفات كثيرة تنتظر الوزير ياسين جابر

تنتظر وزير الاشغال العامة والنقل الجديد ياسين جابر سلسلة ملفات تحتاج الى البت والمتابعة، وكانت الازمات السياسية تحول دون ذلك وابرزها إطلاق ورشة العمل في الطيران المدني فضلاً عن استكمال مشاريع اساسية في مجال الطرق والمباني والنقل البحري والنقل المشترك والسكك الحديد والتنظيم المدني، وكلها مشاريع تتعلق بوزارة الاشغال والنقل في المناطق اللبنانية كافة.
في ما خص موضوع النقل المشترك، الذي سيكون ملفاً حافلاً امام الوزير جابر لما له من تداعيات وتفاصيل واشكاليات، يؤكد مصدر في الوزارة ان الحكومة مهتمة جدا بتنظيم هذا القطاع البالغ الاهمية بالنسبة الى الدورة الاقتصادية في البلاد. ودون ان ندخل في التفاصيل وهي كثيرة وربما ايضا حافلة بالسلبيات، فإن النقل المشترك يواجه دون شك صعوبات بسبب تلك الفوضى. ومصلحة النقل المشترك تؤمن خدمات النقل المشترك على 23 خطاً في بيروت والضواحي وبعض مناطق جبل لبنان، كما ان هناك 9 خطوط في محافظة البقاع و3 في محافظة الشمال على امل تعميم خدمات نقل الركاب بواسطة حافلات النقل المشترك.
وسبق لمجلس الوزراء ان شكل لجنة وزارية لوضع مقترحات خاصة بتنظيم النقل برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، قد قدمت المقترحات الخاصة بها، في ما يتعلق بتحديث الاسطول والحصرية الى ما هنالك من مسائل تؤدي الى تنشيط النقل المشترك كمرفق يؤمن للمواطن الانتظام والفاعلية والتواتر الدقيق.
وبعبارة اخرى، فإن النقل المشترك وان اخذ من الناحية القانونية الاطار الاستثماري فإن فلسفة الدولة من اقامته، وكما هي الحال في سائر دول العالم هو تأمين نقل الركاب في مختلف المناطق بتعرفة متدنية، وبالطبع مع الانتظام والشمولية، اذ ان المصلحة تقوم بتسيير خطوط غير مجدية على المستوى المادي لكن الاولوية دائما هي تقديم الخدمة للمواطنين.
وهناك مديريات شبه معدومة ويبدو ان استمرارها بمفاعيلها الحالية يشكل هدرا يعبر منه الفساد قناة للتفشي اكثر واكثر وابرزها مثلا لابد ان يكون السؤال الاول حول القطار، الذي نستذكره رومانسياً وان كانت شبكة السكك الحديد قد انطلقت في الهزيع الاخير من القرن التاسع عشر لأغراض استراتيجية، وها هي اليوم تعود وفي كل ارجاء العالم كمرفق استرتيجي على المستوى العالمي، حتى اننا في الشرق نستعيد صورة طريق الحرير وقد تحول الى خط للسكك الحديد عابراً للقارات.
ويقول مسؤول في وزارة النقل ان الشبكة اللبنانية تتألف من ثلاثة محاور اساسية: الخط الساحلي بين الشمال والجنوب مروراً ببيروت، وكان خطاً عريضاً وخط بيروت ­ رياق ­ القصير باتجاه حمص وهو ايضا خط عريض، والثالث بين يحفوفة وبيروت اي انه الخط الضيق الذي يربط بين مرفأ بيروت ودمشق.
هذه الشبكة بمحاورها الثلاثة تعرضت للتلف والنهب والتخريب ابان سنوات الحرب، وتوقفت القطارات كلياً عن العمل. واذ لا يستطيع لبنان إلا ان يكون مرتبطاً، استرتيجياً، على المستوى الاقتصادي بالداخل العربي كما بالعمق الآسيوي واوروبا فقد وضعت خطة سيباشر بتنفيذها قريباً لإعادة تأهيل الخط الحديدي بين طرابلس والعبودية في الشمال.
وحين يربط هذا الخط بالخطوط السورية، وهذا ما تلحظه الخطة حكماً تعود السكة الحديدية اللبنانية الى لعب دورها المركزي، دون اغفال نقطة مهمة وهي ان التصورات المستقبلية مد الخط من طرابلس الى بيروت ومنها الى مدينة صور، مع ما لذلك من مفاعيل حيوية على المستوى الاقتصادي والانمائي، اذ ان خطأ من هذ القبيل اذ ينعش مناطق متفرقة من لبنان، ويطلق العنان لمشروعات اقتصادية فإنه يحد استخدام السيارات للتنقل ويحد معدّل التلوث.
كما ان مشروعاً سيباشر بتنفيذه قريباً، وهو يتعلق بإعادة تأهيل الخط الحديدي الضيّق بين رياق والحدود السورية باتجاه دمشق، وهو الخط التاريخي الذي استخدمه بعض نجوم القرن الفائت مثل الملك فيصل الاول والملك غازي والجنرال شارل ديغول، فضلاً عن رؤساء لبنانيين وسوريين مثل بشارة الخوري وشكري القوتلي وغيرهما.
اضاف: ان اللجنة المشتركة لوزراء النقل في كل من لبنان وسوريا والاردن قد بحثت في موضوع خط حديدي يربط ما بين عمان ودمشق وبيروت. وهو مشروع تحدث عنه وزير الاشغال العامة والنقل السابق نجيب ميقاتي عن بعده المستقبلي الشديد الاهمية. وتوضع الآن دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع التي يشارك فيها لبنان في المرحلة الحالية للقسم الممتد من الحدود السورية الى رياق.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00