فاز لبنان بمنصب الأمانة العامة في منظمة السياحة العربية، التي اتفق على تأسيسها في اجتماعات لجنة القطاع الخاص التابعة لمجلس وزراء السياحة العرب في جده، وسيتم إطلاقها في اجتماع وزراء السياحة العرب، الذي سيعقد في دبي من 2 إلى 6 أيار من العام الجاري.
وكان وفد لبناني قد شارك في هذه الاجتماعات، برئاسة وديع كنعان الذي تحدث الى "المستقبل" عن ظروف نشأة المنظمة، وما اتخذ من قرارات في جده والطائف حيث عقدت اجتماعات لجنة القطاع الخاص، وعن دور لبنان في تنمية السياحة العربية البينية، مشيرا إلى أن لجنة القطاع الخاص "جاءت ثمرة إدراك الحكومات العربية أهمية دور القطاع الخاص في تنمية السياحة العربية، وقد واكبت هذه اللجنة اجتماعات مجلس وزراء السياحة العرب في القاهرة، وارتئي خلالها السعي لتفعيل هذه اللجنة وإعطاؤها كياناً خاصاً، وهذا ما تم في جدة والطائف، حيث عقدت اللجنة اجتماعاتها بدعوة من الشيخ بندر بن فهد آل فهيد بوصفه رئيس اللجنة، ورعاية أمير مكة المكرمة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، وبدعم من الأمين العام للهيئة العليا للسياحة في السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وقد شارك في الاجتماعات 14 دولة عربية وممثلون من الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات، والاتحاد العربي للكتاب، واتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي".
ويضيف كنعان: "إن أبرز ما اتفق عليه في الاجتماعات تحويل اللجنة إلى كيان يطلق عليه اسم منظمة السياحة العربية، وتم تشكيل لجنة تأسيسية لها برئاسة الشيخ بندر، وعضوية أبو بكر محمد أبو بكر من السودان، وميشيل نزال من الأردن. وقد بذلنا جهوداً كبيرة، كوفد لبناني، للفوز بمنصب الأمانة العامة في هذه المنظمة. كما اتفق المجتمعون على أن يتم إطلاق المنظمة خلال اجتماع وزراء السياحة العرب المقبل في دبي".
وعما سيجنيه لبنان من هذا الإنجاز يلفت كنعان إلى " أن مقر الأمانة العامة سيكون في بيروت ويعني هذا المزيد من المؤتمرات والفود السياحية والاستثمارية، كما انه سيتيح للبنان تبادل الخبرات مع سائر الدول العربية، خصوصاً انه من البلدان المصدرة لهذه الخبرات بفضل الدور السياحي الرائد الذي لعبه في السابق والمؤهل ان يلعبه على الدوام. وستتيح هذه الخطوة أيضاً للبنان فرصة التعريف بمنتجاته السياحية، وتعزيز دوره كلاعب أساسي في تنمية السياحة العربية البينية".
وإذا راجعنا بيانات منظمة السياحة العالمية لوجدنا أن السياحة البينية داخل الإقليم الواحد تشكل 82% على مستوى العالم، وداخل أوروبا وحدها تشكل 88 في المئة.
أما بالنسبة إلى البلدان العربية، فان السياحة البينية لم تكن تشكل سوى 32 فقط قبل أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، وارتفعت إلى 42 رغم غياب خطة للسياحة العربية. وهنا يكمن دورمنظمة السياحة العربية في التخطيط لتنمية السياحة ورفع هذه النسبة بشكل ملموس.
أما بالنسبة الى لبنان فقد ظهر التطور من خلال تصاعد عدد السياح عاماً بعد عام، حتى صار العدد عام 2000 نحو 741 ألفاً، وارتفع عام 2001 إلى 837 ألفاً، ثم إلى 957 ألفاً عام 2002، وتعدى المليون عام 2003، وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها هذا الرقم منذ ثلاثين عاماً، ويشكل السياح العرب نحو 40 من مجموع سياح العام الماضي أي 440 ألف سائح عام 2003. ويلاحظ تأثير أحداث الحادي عشر من أيلول الإيجابي إذا عرفنا ان عدد السياح العرب الذين زاروا لبنان قبل ذلك التاريخ أي عام 2000، قد بلغ 300.5 الف سائح. وقد احتل السعوديون المرتبة الأولى في عدد السياح الذين وفدوا إلى لبنان عام 2003.
وعزا كنعان التحسن السياحي في لبنان، أجنبياً وعربياً إلى جملة أسباب تضاف إلى أحداث 11 أيلول أبرزها:
عودة المصايف اللبنانية إلى سابق عزها بعد إنجاز معظم بنيتها التحتية، وتعدد وتنوع المهرجانات الفنية والسياحية مثل مهرجان التسوق، ومهرجانات بعلبك وبيت الدين ودير القمر وغيرها، فضلاً عن المناسبات السياحية العربية، وإنشاء شبكة فنادق ومطاعم ومؤسسات رفيعة المستوى.
وهذا ما يؤكد استمرار لبنان كمحور في صناعة السياحة ضمن الوطن العربي، وهو مهيأ اليوم لأن يتميز بشعارين: خدماته السياحية، والجودة والنوعية.
وعن نظرته إلى واقع السياحة العربية أوضح كنعان "ان صناعة السياحة العربية شهدت شبه ثورة خلال العامين الماضيين مع بدايات الألفية الثالثة، حتى صارت الاقتصادات العربية وجهاً لوجه أمام تحديات العولمة، التي تفرض نفسها اليوم على الكرة الأرضية بأسرها. وأستطيع القول ان الوطن العربي من مشرقه الآسيوي حتى مغربه الافريقي يشكل عنصر جذب سياحي بإمكاناته الضخمة، وكنوزه العظيمة وتراثه، ولاشك في أن تنوع عناصر الجذب هو المحور الأساسي الذي تعتمد عليه الصناعة السياحية، ويتمثل هذا التنوع في العالم العربي بالسياحات على أنواعها: السياحة الدينية، السياحة الصحية (استجمام واستشفاء) والسياحة الرياضية والسياحة الثقافية والفنية، وسياحة المؤتمرات والمعارض، والسياحة الأثرية والتراثية، ومع ذلك لا يزال نصيب البلدان العربية من مجمل السياحة العالمية قليلاً، وان التوجه لزيادة هذه النسبة يرتبط بالعمل على زيادة نسبة السياحة البينية العربية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.