يحرص المرجع الاسلامي السيد محمد حسين فضل الله على ايصال رسالة اسلامية بالغة الدقة الى من يستقبلهم من الضيوف الغربيين الذين تزايد ترددهم الى دارته في حارة حريك في الآونة الاخيرة الى جانب بعثات ديبلوماسية آسيوية واسكندنافية كالسفير الياباني وسفير النروج وغيرهم.
فحوى هذه الرسالة هي ابراز الجانب المشرق للاسلام على صعيد العلاقة مع الآخر "المختلف" سواء اكان غربيا او شرقيا وبصرف النظر عن انتمائه الديني والعرقي.
وفي لقائه الاخير بالوفد البرلماني الالماني برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الالماني فولغر فوهيه ونائب الماني يدعى وولفغانغ كلوزيه وسفيرالمانيا في بيروت واركان السفارة قال العلامة فضل الله: "لقد دعانا القرآن كمسلمين الى ان نكون اصدقاء العالم في تعاملنا مع الشعوب الاخرى، ولذلك نحن نوصي المسلمين في الغرب ان يكونوا مواطنين صالحين، وعندما نختلف في بعض القضايا كالحجاب وغيرها فإننا نريد لهذا الخلاف ان يبدأ حضاريا وينتهي حضاريا ونطلب من المسلمين ألا يواجهوا هذه المسائل بالعنف، لذلك اكدت في اكثر من رسالة الى الجاليات الاسلامية في اوروبا على ان يكونوا ضيوفا طيبين وان يحافظوا علي امن البلد الذي يرعاهم ويحتضنهم واعطاهم الجنسية والامن وما الى ذلك".
واذا كان هذا اللقاء على المستوى الذي تضعه أوساط السيد في خانة الوزن الاسلامي العام للسيد فضل الله كمرجع له امتداداته الاوروبية من خلال مقلديه ومن خلال حضوره الفكري والسياسي على مستوى التنظير البعيد المدى للحركات الاسلامية، فإن البعض الآخر يضع هذه الزيارات وغيرها والتي اقتصرت في معظمها على اللقاء بالسيد فضل الله، في خانة الوزن العراقي للمرجع فضل الله ولخطابه غير التحريضي في هذا الجانب وللرسالة التي يمكن ان يوصلها الى الجمهور الشيعي العراقي بطريقة وبأخرى.
وتشير أوساط السيد الى ان اللقاء كان حميما من الناحية السياسية مع تقدير متبادل سواء للدور الذي تلعبه المانيا وفرنسا على مستوى "تهدئة الاميركيين الهائجين" في المنطقة وتقدير الوفد الالماني للسيد فضل الله وشخصيته المؤهلة للعب دور استراتيجي على مستوى حفظ التوازن السياسي والاجتماعي في اكثر من موقع في المنطقة وخصوصا في العراق.
ولذلك لم يكن مفاجئا ان ينتهي اللقاء بنصيحة المانية للشيعة في المنطقة خصوصا في العراق ان يكونوا حكماء في لعب دور متوازن في الموضوع العراقي بما يحفظ مستقبلهم ومستقبل الشرائح العراقية الاخرى ومستقبل العراق على مستوى وحدته الداخلية ودوره المستقبلي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.