8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أكثر من سجادة

شعوب أفنت نور عيونها لإنتاج الروائع، وأمم عصرت زهرات عمرها على زهر السجاد الجميل الذي نتباهى به اليوم.. لكن التعامل مع هذه الحرفة ينبع من الوجود، لما فيها من لغة النقش وحياكة بلاغية صعبة بقدر ما هي بسيطة ومؤثرة. فالسجاد ليس لتطأ عليه الأقدام وتزدهر بألوانه البيوت. هو العرق المتسرب من بين أنامل الصبية والأولاد الصغار.
نمد أيدينا برفق. نغمض أعيننا، نسافر مع الملمس اللذيذ لجسد السجادة، نشعر بهذا الدفء الذي يتسرّب من وبر السجادة إلى عروقنا... وحين نفتح أعيننا نصادف ربيعاً فيه من الألوان ما تحلم به الطبيعة ذاتها.. إنها أكثر من بساط نتمدّد عليه ونتباهى برونقه الهائل لأنها الدنيا بكل ما فيها..
الحياكون هم فنانون من دون دراسة. فنانون من دون صور. مشاهدهم خيالاتهم. يتلهفون إلى الجمال الأصيل الذي لا يبلى والذي عاند على مدى الدهر، مقدما جنته الأبدية رعبونا للعلاقة بين الإنسان وسجادته.
عندما نتحدث عن روائع السجاد، فإننا نتحدث في الأساس عن تلك الأعمال الفريدة التي أنجزتها أنامل شعب آمن بالجمال والرقي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00