عصامي اتى من جبل عامل طلباً للعلم فحصده ، لكنه ابى الا ان يعلمه بتفان واخلاص، فانطلق في مهمة تربوية بارزة حتى وصل الى الريادة. انه المربي الدكتور حسين علي يتيم صاحب ومؤسس مدارس المعهد العربي في بيروت. شرع في التربية والتعليم في مسيرة ممزوجة بالسياسة المنطلقة من المبادئ التي آمن بها وهي مسلمات الامة، حمل قضية فلسطين في وجدانه وعكسها في تعليم ابناء هذه القضية وتابعها في تعليم المحرومين من كل الطوائف.
"المستقبل" التقته في احدى مدارسه الاثنتي عشرة لسؤاله عن سر نجاحه التربوي فقال:
"بدأت العمل التربوي في العام 1952، ومضى لي في الحقل 51 سنة ، وبدأت العمل كمدرس في العاملية، كأستاذ في مدرسة الصادق ثم كمدير في هذه المدرسة العريقة، وكان من طلابي العالم رمال رمال والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون، فضلاً عن سياسيين مثل النائب غازي زعيتر وضباط ورجال اعمال، وفي عهد الرئيس كميل شمعون في العام 1958 اسست اول مدرسة في منطقة زقاق البلاط التي كانت لا تحوي الا كتاتيب اي مدارس صغيرة تعلّم القرآن والخط واللغة، وكانت اقرب مدرسة هي مدرسة حوض الولاية الواقعة بين منطقتي البسطا والمصيطبة في ما يعرف بحوض الولاية. ومن الجانب الآخر كان هناك ثلاث مدارس عريقة هي البطريركية والانجيلية ومار يوسف الظهور. فيما عدا ذلك لم يكن هناك مدارس وطنية، فأسست كما ذكرت في العام 1958 المدرسة العربية قبل الظهر وفي الفترة المسائية المعهد العربي ثانوي كما نحن اليوم".
اضاف: "اقفلت الكتاتيب بعد مرور خمس سنوات ومعظم اهالي زقاق البلاط والجوار التحقوا بمدارسنا وكان هناك نحو 500 طالب، الامر الذي دعانا الى التوسع في ذاك الحين. فأخذنا مقرا جديدا للمقر الرئيسي وسميت المدرسة حينها مدرسة الفلاح وهي اليوم تعرف بإسم مدرسة لبنان الاخضر. وأسسنا بعد ذلك الثانوية العربية التي هي نهارية ومسائية . كما اننا أسسنا مدرسة اخرى للاطفال سميناها دار الحنان. كما اسسنا حضانة الفردوس.
فكل هذه المدارس تتبع النظام الاكاديمي المواكب للتطور التربوي. فكنت اواكب التطورات التربوية العالمية ونكون من السباقين في ترجمة هذه التطورات".
كان همي في هذه المنطقة الشعبية العزيزة وانا من هذه الطبقة اذ كان والدي فلاحا، فرسالتي كانت ان اقدم العلم لأولاد هؤلاء الطيبين الذين ترعرت مثلهم. من هنا انشأت هذه المدارس (الفردوس ـ دار الحنان ـ لبنان الاخضر ـ ثانوية بيروت العربية ـ ثانوية ابن عربي).
وتابع: هناك خط آخر مواز تنبهنا اليه مع بدايات الحرب اللبنانية حيث انطلقت الثورة التكنولوجية العالمية وبدأت معالمها تغزو الدول المتقدمة من خلال الاقنية التلفزيونية التي تنقل البث المباشر الى الخلوي وغيرها، وهذه الثورة التي تجاوزت الثورة الصناعية لما لها من آفاق واسعة. من هنا كانت الفكرة منذ ربع قرن تقريبا بتوجهنا على خط مواز نحو التعليم المهني والتقني. ولم يكن هناك حينها من مدرسة تدرّس وتخرج مهنيين الا مدرسة الصنائع التي كانت اختصاصاتها بدائية. فأسست مهنية الحسين بن علي في قلب الضاحية الجنوبية بعملية ذاتية دون مساعدات من احد، وتكاد تكون اليوم عروسة الضاحية لما تضمن من اختصاصات فضلاً عن مدرسة للتمريض والتجميل النسائي ومدرسة فندقية وعلوم مصرفية وكل ما يتعلق بالكومبيوتر بحيث اننا اصبحنا وكلاء مايكروسوفت، نحن الوكيل الرابع لمايكروسوفت في لبنان. كذلك ركزنا على تعليم اللغة الانكليزية اذ وصل العدد الى الف طالب يدرسون هذه اللغة لما لها من انتشار عالمي".
ومن الشهادات التي تمنح في مهنية الحسين بن علي وفق النظام الاكاديمي الرسمي BP-BT-TS. في الاختصاصات المعلوماتية والكهرباء والالكترونيك والمحاسبة واللغات والكومبيوتر والفندقية.
وقال: افتتحنا في زقاق البلاط المعهد العربي للعلوم التقنية في الاختصاصات نفسها التي تعطى وفق المنهاج الرسمي. كذلك افتتحنا مهنية في منطقة كورنيش المزرعة تحت اسم معهد المعلوماتية والعلوم الالكترونية .
وعلى خط آخر، دخلنا مرحلة التعليم الجامعي. فبين ليلة وضحاها اعطت الدولة اللبنانية رخصاً لجامعات لبنانية ولم يحالفنا الحظ ان نحظى شرف الحصول على رخصة من هذه الرخص دون معرفة الاسباب، على الرغم اننا نملك المواصفات الفنية والشروط المطلوبة. واظن اننا اولى من البعض لأننا تربويون منذ نصف قرن ونمارس التعليم عن جدارة وثقة واحتراف. فارتأينا ان نتوجه للخارج من خلال التعاقد مع الجامعة الافتراضية السورية التي تتعاقد مع عدد كبير من الجامعات العريقة في بريطانيا وكندا وفرنسا واستراليا من خلال التعليم عن بعد. والذي كان في السابق التعليم بالمراسلة.
اننا الوكلاء الحصريون في الاكاديمية الاميركية للعلوم التقنية التي هي الفرع الحصري للجامعة الافتراضية السورية في لبنان. ان الاكاديمية هي مؤسسة تهدف الى تأمين ارفع مستويات التعليم الجامعي للطلاب من مكان اقامتهم بواسطة شبكة الانترنت، عن طريق انشاء بيئة تعليمية الكترونية متكاملة تعتمد على شبكة فائقة التطور. وهي تقدم مجموعة من الشهادات الجامعية من اعرق الجامعات الاميركية والاوروبية والعالمية المعترف بها دولياً. كما نؤمن كل انواع الدعم والمساعدة للطلاب بإشراف تجمع افتراضي شبكي يضم خيرة الخبراء والاساتذة الجامعيين في العالم.
وشرح يتيم اهمية الاكاديمية فقال: ان اهميتها في انها توفر امكانية التعليم في اي مكان او اي زمان بواسطة مركزها في لبنان، فضلاً عن انها تأتيك بأفضل الجامعات في العالم مجاناً دون ان تذهب اليها. واشار الى ان هذه المراكز التعليمية تؤمن لك الوصول المجاني والسريع الى شبكة الانترنت وبالتالي الى خدمات الدروس الافتراضية المطلوبة. ويمكن الجمع بين العمل والدراسة في آن واحد في مراكز الاكاديمية في لبنان، ولاحاجة للسفر والاقامة في الخارج بعد اليوم، فكل الحاجات التعليمية في متناول يدك. والاكاديمية تقدم خيارات متعددة من الرسوم المالية تتناسب مع الاوضاع الاقتصادية للطلاب.
والشهادات الممنوحة اجازة ـ دبلوم (دراسات عليا) ـ بكالوريوس ـ ماجستير ـ دكتوراه. ومن الاختصاصات المتوافرة الآن: ادارة الاعمال ـ التسويق ـ المحاسبة ـ اعلام واتصال ـ علوم كمبيوتر ـ هندسة ـ تكنولوجيا المعلومات ـ تجارة الكترونية ـ اعمال الكترونية ـ تكنولوجيا التعليم والتربية ـ تكنولوجيا ـ هندسة بيئية ـ ادارة الهندسة ـ علوم صحية ـ ادارة المؤسسة الصحية ـ ادارة سياحية ـ سياحة ـ دراسات عامة ـ ادارة وتطوير الطاقات البشرية ـ تأمين ـ حقوق ـ ادارة معلوماتية للمكتبات ـ الاقتصاد السياسي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.