8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

التفسيرات المتداولة لزيارة بري البقاعية ليست في حسابات "أمل"

كثرت التفسيرات والتأويلات حول ابعاد زيارة رئيس مجلس النواب رئيس حركة "امل" نبيه بري إلى البقاع اخيرا، ذلك ان البعد الانمائي الذي اعطي لها اعتبره البعض اخفاء لمضمون سياسي، بفعل تزامنها مع اقرار مجلس النواب قانون انشاء محافظة بعلبك ـ الهرمل، وتركيز بري على وجوب اعادة تعويم حركة "امل" في البقاع اثر فصل اثنين من قيادييها الكبار بعد المؤتمر العاشر للحركة. فهل هذا صحيح؟ وماذا يقول مصدر مقرب من بري؟
ينفي مصدر في حركة "امل" ان تكون الحركة في موقع الضعيف في منطقة البقاع، وتحديدا في بعلبك الهرمل، ويؤكد أن "البقاع كان على مر الايام خزانا للمقاومة، ولاننسى احتفال القسم للكوادر الاساسية للحركة في ساحة المرجة في منطقة رأس العين في بعلبك، الذي حضره المؤسس السيد موسى الصدر واكد فيه اهل البقاع ولاءهم ووفاءهم له".
وينتقد المصدر "التفسيرات التي نتجت من زيارة الرئيس نبيه بري الى البقاع حول اللامركزية الادارية او محافظة بعلبك الهرمل " وقال : "إن كتلا كبيرة في مجلس النواب هي التي وافقت على اقرار هذه المحافظة والجميع صوّت لها والذين عارضوا هم قلة معروفة، فلا يجوز ان يجيّر الموضوع لمصلحة احد لان في ذلك اجحافا في حق أهل المنطقة ونضالهم في هذا المجال".
وعن سبب اطلاق الرئيس بري شعار "بقاعا در" يقول المصدر إن "هناك مقولة لا تزال صالحة، وهي ان احدا سأل أمّاً: مَن احبُّ اولادكِ اليكِ، فقالت: "صغيرهم حتى يكبر وغائبهم حتى يحضر ومريضهم حتى يُشفى". وهكذا فان الهمّ ركز على الجنوب لانه كان يعاني، وهو في خط المواجهة مع العدو الصهيوني. من هنا كانت عناية الحركة بالجنوب وقد اخذ هامشا اكبر من غير مناطق وكان "مريضهم حتى يشفى". وبعد تحرير الجنوب اطلق الرئيس بري رئيس الحركة شعاره الجديد "بقاعا در" لان هذه المنطقة هي من لبنان وعانت الحرمان منذ ما قبل الاستقلال اذا جاز التعبير، وهي في حاجة الى جملة مشاريع انمائية توفي الناس فيها حقهم. فشعار "بقاعا در" هو البداية، والزيارة التي قام بها الاخ الرئيس تأتي في اطارها الطبيعي، وليس لها علاقة باللامركزية الادارية ولا بموضوع الانتخابات. نحن في حركة امل معنيون برفع الحرمان عن اي منطقة من لبنان، فضلا عن رفع الحرمان عن اي انسان الى اي منطقة انتمى. كذلك فإن الزيارة كانت مقررة قبل موافقة مجلس النواب على المحافظتين.
ويشير المصدر إلى أن موضوع رفع الحرمان عن البقاع "ليس من مسؤولية حركة أمل وحدها، بل هو مسؤولية الدولة مجتمعة نوابا ووزراء ومسؤولين". ويؤكد "أن أمل لم تكن في لحظة من اللحظات منفصلة أو بعيدة عن الموضوع البقاعي بكل مفاعيله، لأن أمل للناس، والبقاعيون يكنون لها ولرئيسها كل ولاء وتقدير، وما الحشد الشعبي الذي رافق زيارة الاخ الرئيس الاخيرة سوى دليل على تأييد نهج الحركة ومبايعته".
ويختم المصدر القيادي في حركة "أمل": " لا يجوز ان نفصّل المشاريع الانمائية على مقاس فردي او شخصي، انما المشاريع الانمائية تقاس على مقاس الوطن. فكل اهلنا في البقاع نعتبر انهم بحاجة الى حركة انماء تنقذ الوضع الاقتصادي الذي يعانون تردياته، لاسيما انهم التزموا إتلاف محاصيل المزروعات الممنوعة. وهذا كان بمثابة فعل ضرورة بالنسبة الى البقاعيين وليس فعل ترف، الا انهم لم يعاملوا كما عوملت بعض الدول كتونس مثلا، حيث كان حجم المساعدات المقدرة للمناطق التي كانت تزرع الممنوعات نحو 800 مليون دولار من المؤسسات الدولية مقابل ازالة الزراعات الممنوعة، اما اهلنا في البقاع فلم يحصلوا على مساعدات بربع هذا الحجم، لذا يجب رد الجميل لهم بحركة مشاريع انمائية من مدرسة الى مستشفى وخلاف ذلك".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00