8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"معطيات لبنانية لا حيثيات دولية"

ينظر مصدر اسلامي بارز بعين الاستغراب حيال ما تعرض له وزير المال فؤاد السنيورة من منع للسفر الى الولايات المتحدة الاميركية بحجة تبرعه بمليون ليرة الى "جمعية المبرات الخيرية الاسلامية".
ويأتي استغراب المصدر من خلال جملة معطيات يسوقها على النحو الآتي:
اولا: إن جمعية المبرات الخيرية هي واحدة من كبريات الجمعيات الخيرية اللبنانية، ان لم تكن الاكبر، وهي بما وبمن تمثل تحظى بإحترام شديد من اركان الدولة اللبنانية بكل اطيافها.
وتعرف الجمعية التي تأسست في العام 1978 على يد المرجع الاسلامي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، باستقلاليتها المالية والاجتماعية، بالمستوى نفسه الذي يعرف عن استقلالية العلامة فضل الله سياسيا واقتصاديا ودينيا، وربما لهذا السبب ولغيره يحظى السيد فضل الله باحترام الجميع اذ لم يسجل عليه احد انه ارتهن في لحظة من اللحظات او في اي مرحلة سياسية لدولة او تنظيم اولأي فئة من الفئات.
وفي هذا الجانب يشير المصدر الى ما ادلى به مسؤول سياسي بارز في دولة مجاورة من ان الشخصية الوحيدة في لبنان التي تمتلك رصيدا وطنيا واسلاميا وعربيا من دون ان تمتلك رصيدا ماليا من احد، هي السيد فضل الله.
ثانيا: المعروف عن هذه الجمعية انها تشترط على العاملين فيها، خصوصا اولئك الذين هم في مواقع المسؤولية، عدم الارتباط بأي جهة حزبية، على اساس ان يكون الولاء للمهمة التي نذروا انفسهم لها وهي رفع الحيف وشظف العيش عن الايتام والمعوقين والفقراء والمساكين، وخدمة من يحتاج على المستوى الاجتماعي حسب امكانات هذه الجمعية وطاقاتها.
ثالثا: ان هذه الجمعية اصبحت بمثابة "مزار" لأكثر من جهة انسانية دولية، فقد صنفت الامم المتحدة بعض مؤسسات جمعية المبرات الخيرية، كـ"مبرة السيد الخوئي" في الدوحة و"معهد الهادي للمكفوفين" على طريق المطار، بأنها "مؤسسات أولى" في لبنان والشرق الاوسط في ما يختص بطرق الرعاية الاجتماعية للايتام والمعوقين. ولذلك، فمن المستغرب ان ينظر اليها بعين الريبة والشك، وخصوصا ان بعض الديبلوماسيين الغربيين في لبنان الذين زاروا مراكزها وتوقفوا مليا امام طرق التدريس ومناهج الرعاية الاجتماعية فيها، اعربوا عن ذهولهم لروعة ما شاهدوا من ابداع علمي وتربوي.
لذلك، يعتقد المصدر، ان ما تم من تداول لاسم الجمعية في هذه القضية قد يكون ناشئا من معطيات لبنانية لا من حيثيات دولية، خصوصاً ان اسم الجمعية ليس واردا على لائحة الجمعيات التي تخضعها الولايات المتحدة الاميركية لتصنيفاتها المعروفة في مسألة "رعاية الارهاب".
وعليه، يلفت المصدر الى ان هذه القضية، وإن اخذت حجما كبيرا من الضجة ككل قضية مشابهة في لبنان، فإنها في طريقها الى التوضيح وربما التصحيح، كما هي العلاقات الاميركية ـ اللبنانية التي تسلك طرقا ضبابية والتوائية في هذه المرحلة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00