اجمع طرفا الاشتباك الذي حصل الاسبوع الماضي في منطقة برج ابي حيدر، حركة "امل" و"جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" على ان الاشكال كان فرديا وليس له اي خلفيات معينة، ويصر الطرفان على تجاوز ما حصل نظرا للبعد "الاستراتيجي" الذي يلتقيان عليه، لا سيما ان اشكالات من هذا النوع لا تخدم سوى العدو الصهيوني وتفسح في المجال امام المتربصين والمصطادين بالماء العكر للعب ادوارهم في اشعال الفتنة بين ابناء الصف الواحد، ويؤكدان ان المطلوبين يجب ان يسلّما للقوى الامنية المختصة للتحقيق معهم.
لكن كل هذا لا يعني ان اشتباكا لم يحصل وان عناصر مسلحة انتشرت في شوارع منطقة برج ابي حيدر دبت الذعر في قلوب المواطنين الذين ذاقوا مرارة هذه المناظر، واكثر من ذلك اطلاق النار الذي تعرضت له القوى الامنية اثناء محاولتها القيام بمهامها لاعتقال الفاعلين واحالتهم على القضاء للتحقيق معهم، وثمة سؤال بارز هل اصبح من السهل العودة الى لغة السلاح التي طالما كرهها اللبنانيون عموما والبيروتيون خصوصا؟
بانتظار ما ستفسر عنه التحقيقات نورد ما حصل في ذلك اليوم حسب شهود عيان:
ان تلاسنا حصل امام المقر الرئيسي لـ"جمعية المشاريع" في منطقة برج ابي حيدر بين شخص من آل حمود لا ينتمي الى حركة "امل" وأحد ابناء رئيس "جمعية المشاريع" السابق المرحوم الشيخ نزار الحلبي تدخل على اثره احد المقربين من "الجمعية" ويدعى عبد الرحمن الكردي لمصلحة ابن الشيخ الحلبي وذكر انه من اصحاب السوابق، فصودف مرور عنصرين من حركة "امل" على معرفة بالأول، فحصل تلاسن ادى الى اشتباك جرى على اثره اطلاق الرصاص مما ادى الى اصابة احد المتدخلين من حركة امل ويدعى حسن شرف وهو موظف في مجلس الجنوب، حيث اصيب اصابة طفيفة استدعت ادخاله المستشفى لمدة يومين. فتبع ذلك انتشار مسلح للطرفين في شارع سيدي حسن قرب محلات "نخال" وامام مسجد برج ابي حيدر قرب المقر الرئيسي لـ"جمعية المشاريع".
وبعد ذلك قام عناصر من "الحركة" بالتوجه الى منزل رئيس "جمعية المشاريع" الشيخ حسام قراقيرة لتقديم شكوى بما جرى واطلاعه على حيثيات ما حصل، وصودف وقت ذلك وصول القوى الامنية من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي لفض الاشتباك واعتقال الفاعلين فارتأى حرس منزل الشيخ قراقيرة ان عددا كبيرا من الناس يقدربـ200 شخص يتوجهون الى المنزل ومعهم القوى الامنية فأطلق احد حراس المنزل النار ثم لاذ بالفرار، وتبين من التحقيقات ان هذا الشخص يدعى وليد ناصر وهو مقرب من "جمعية المشاريع" و لايزال فاراً.
وجرت اتصالات على اعلى المستويات بين الطرفين ادت الى اجتماعات متواصلة اتفق فيها على ضرورة تسليم الفاعلين الى القضاء كي لا تتكرر مثل هذه الحوادث التي تضر بالمصلحة الوطنية وبمصلحة الطرفين.
وبعد اجتماعات بين الطرفين، ذكرت مصادر المجتمعين ان جمعية المشاريع اكدت ان كلا من الكردي وناصر ليسا تابعين لها انما هما من المناصرين وليسا على علاقة مباشرة بها.
ويؤكد المسؤول التنظيمي لاقليم بيروت في حركة "امل" المهندس سعيد ناصر الدين انه ليس للموضوع اي خلفية سياسية ولا حتى غير سياسية، وان العنصر المصاب من حركة "امل" صودف مروره في المكان وتدخل لفض الاشكال بين شاب من آل حمود على معرفة به وأحد عناصر "المشاريع"، وشدد على عمق العلاقة الاستراتيجية مع جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقةالعربية بأسرها في ضوء الهجمة الصهيونية، واوضح انه حتى ولو قدر الله وسقط ضحايا من الطرفين فهذا لا يلغي كون الحادث فردياً بامتياز.
وكرر المسؤول الاعلامي في "جمعية المشاريع" الشيخ عبد القادر الفاكهاني ما قاله ناصر الدين ان الاشكال لا يتعدى كونه اشكالا فرديا وانه اصبح خلفنا وتمت معالجته فورا بالتعاون بين القيادتين والقوى الامنية، وان التواصل قائم مستمر لما فيه المصلحة العامة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.