8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

وصايا فضل الله إلى الشعب الفلسطيني

لم تنقطع زيارات القادة والمسؤولين الفلسطينيين إلى دارة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في حارة حريك، خصوصاً في بعض الاطلالات التي مثلت رسالة بعيدة الدلالة في الالتفات الى هذا الموقع بالذات والأخذ بنصائحه وحتى ببعض المواقف في شكل دقيق ولافت.
فإذا كان المسؤول عن ملف القدس، الراحل فيصل الحسيني آثر زيارة العلامة فضل الله لوحده من بين القادة الشيعة في لبنان، فإن زيارة وزير الاتصالات الفلسطيني عزام الأحمد بالأمس وقبلها زيارة الوزير عماد الفالوجي تبدو في السياق عينه، ان اختلفت ظروف لقاءات اليوم عن الأمس، بفعل المتغيرات في فلسطين والمنطقة.
ولعل اللافت أكثر أن الأحمد الذي شغل منصب سفير فلسطين في العراق لسنوات عدة، اخبر السيد فضل الله انه زار المرجع السيد أبو القاسم الخوئي في العام 1985 في النجف، وأن السيد الخوئي تحدث إليه في أول كلمة عن السيد فضل الله الذي كان في ذلك الوقت يملك وكالة شرعية مطلقة من السيد الخوئي حيث أشار هذا الأخير امام ضيفه الفلسطيني الى أهمية موقعية السيد فضل الله في لبنان من خلال امكاناته العلمية والفقهية والسياسية واحتضانه القضية الفلسطينية.
ومن الطبيعي، بحسب مصادر مقربة من فضل الله، ان الحديث تطرق الى "خارطة الطريق" حيث يبدو ان الجانب الفلسطينين لا يثق في ان الولايات المتحدة الأميركية ستسعى الى وضع هذه الخارطة على طريق التطبيق، وإن كان البعض على الساحة الفلسطينية يلمح الى "امكان استرضاء اميركا لسحب البساط قليلاً من تحت اسرائيل".
وأشارت المصادر الى أن الفلسطينيين متنبهون الى أن شيئاً ما يرسم من أجل احداث شرخ على الساحة الفلسطينية، وفي المقابل سمع الضيف الفلسطيني موقفاً حاسماً من المرجع فضل الله يصل الى مستوى الفتوى بتحريم اي تقاتل فلسطيني ـ فلسطيني خصوصاً في هذه المرحلة، لأن ذلك سوف يعني ضياع القضية الفلسطينية، بالاضافة الى كونه خيانة للدماء التي سالت انهاراً منذ انطلاقة "انتفاضة الأقصى".
"بيدكم ورقة الطابو فحذار من التوقيع. أمامكم الشعب الذي أثبت للعالم انه لا يتعب. حافظوا على هذا الشعب.. في مدنكم وقراكم ودساكركم، بندقية عاقلة واعية، فحافظوا على هذه البندقية.. مستقبل العالم العربي يتوقف الآن على المسألة الفلسطينيين، فكل الطرق تؤدي الى فلسطين، وليس الى روما، فحذار من أن تفتحوا الطريق الى واشنطن وغيرها". كلمات هي بمثابة وصايا فاضت بها أريحية المرجع فضل الله الى الشعب الفلسطيني وقيادته في هذه المرحلة، وقد بعث بها من خلال الوزير الأحمد، فهل يعمل القادة الفلسطينيون بهذه المواقف ـ الوصايا؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00