8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

عن اللقاء الذي لم يحصل بين خاتمي وفضل الله

قبل نحو أسبوعين، وفي مبرة السيدة خديجة في طريق المطار، أقام المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله مأدبة غداء لعدد من المسؤولين الايرانيين العاملين في المجال الثقافي. ومع ان هذا اللقاء بقي في نطاقه بعيدا من الإعلام، الا انه مثل إشارة واضحة إلى وجود تيار كبير داخل الدولة الايرانية يكن الكثير من التقدير والاحترام للسيد فضل الله خاصة، وأن بعض المصادر المطلعة أشار إلى مجموعة من الأسئلة ذات النوعية العالية طرحها هؤلاء على مستضيفهم، ويبدو انهم حظوا بالإجابات اللازمة ذات الجرأة المعهودة عند مرجعية السيد فضل الله.
ويبدو ان هؤلاء المسؤولين وبينهم مَن هو في موقع متقدّم لدى مرشد الثورة الاسلامية الايرانية الإمام السيد علي الخامنئي، والذين نقلوا تحيات المرشد، كانوا يتوقعون ان تسير العلاقات قدماً خصوصاً في ظل الزيارة التي كانت متوقعة للرئيس محمد خاتمي. وعلى ما يبدو، فإن هذا الموضوع لم يطرَح في هذا اللقاء، ولكن الأجواء الايجابية التي انبعثت منه أوحت بأن هذه العلاقة بين السيد فضل الله وإيران تسير نحو الأفضل.
ويلفت مصدر مطلع إلى ان بعض المسلمين اللبنانيين فوجئوا بأن الشخصية الأقرب للسيد فضل الله في إيران اقله على مستوى الخطاب الثقافي والفكري وحتى السياسي، لم تجد سبيلا تسلكه إلى حارة حريك أو إلى مبرة السيدة خديجة نفسها والتي لا تبعد الا مئات الأمتار عن مطار بيروت الدولي حيث كان من الممكن ان تصدر التفاتة من السيد خاتمي لزيارة هذا الصرح الذي يعد أكبر صرح لجمعية إسلامية شيعية في لبنان ليلتقي هناك بالسيد فضل الله.
غير ان ذلك لا يعكس صورة مكتملة بحسب المصدر عن العلاقات بين السيد فضل الله والايرانيين إذ لا يمكن وضع الجميع في سلة واحدة. فهناك داخل التيار المحافظ في إيران الذي كان وراء كثير من الحملات التي يتعرّض لها السيد فضل الله، مَن يقدرونه ويعتبرونه على الاقل الشخصية الحوارية الثقافية الأولى التي يمكن ان تمثل الشيعة في العالم خير تمثيل. وفي المقابل، هناك في التيار الاصلاحي مَن يعلن الخصام وعدم الودّ للسيد فضل الله على الرغم من ان السيد خاتمي شخصياً ينظر نظرة خاصة للسيد فضل الله، وسبق له ان أطلعه خلال زيارة سابقة إلى لبنان على الظروف وكذلك على المواقع الايرانية التي تقف وراء الحملات التي استهدفته.
ويمضي المصدر يقول: كذلك فإن إشارات ايجابية عدة أرسلها السيد خاتمي حين اثنى في احدى المرات امام وفد إسلامي زاره، على أفكار السيد فضل الله.
ويخلص المصدر إلى تأكيد أن علاقات فضل الله بالرئيس خاتمي وبكثير من النخب السياسية والثقافية الايرانية، علاقات قوية ومتينة، وإن كان للعقدة البروتوكولية ما يمكن ان يفسر خارج نطاق الوقائع والأحداث التي قد تفرز الشيء الجديد في المستقبل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00