8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

اجتماع دار الفتوى يؤكد ثوابتها في اعتدال الاسلام ويرفض مظاهر التطرف والخروج على القانون والإساءة الى الخارج

لفت الاجتماع الكبير الذي عقد في دار الفتوى مساء امس لمناسبة المولد النبوي الشريف ومتابعة المتغيرات والاحداث التي تجري في لبنان والعالمين العربي والاسلامي اهتمام الاوساط الوطنية والاسلامية خصوصا حضور رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري الذي تحدث فيه شارحاً الابعاد الوطنية والعربية والاسلامية لما يجري وضرورة اليقظة والتنبه والابتعاد عن التطرف والتأكيد على ثوابت الاعتدال في الاسلام.
يؤكد مصدر اسلامي بارز حضر الاجتماع ان هدفه تكريس الاسلام المعتدل لا سيما وان الرئيس الحريري يمثل وطنياً الاعتدال في الوسط الاسلامي والاعتدال في العلاقات الخارجية.
ويلفت المصدر الى حرص دار الفتوى على ان تلعب الدور بقيادة المفتي لكونها مركز الاعتدال ومركز الثقل الاسلامي في لبنان. وانطلاقاً من ممارسة هذا الدور في لبنان والعالم العربي يبرز الدور اللبناني التقليدي في الوفاق الحواري الذي اعتادت الدار عليه من انطلاقتها.
وجاء اجتماع دار الفتوى تعزيزاً لهذا التوجه وتقوية لدار الفتوى على كل القوى الجانبية التي تحاول ان تعيق وتشوه دورها على الصعيد الوطني والاسلامي، لا سيما وان المرحلة التي تمر فيها المنطقة تتطل فيها من وقت الى آخر حركات تطرف، تشكل مظاهر غير طبيعية تتنافى مع الاسلام الحقيقي والمعاصر، من هنا تحتاج الى كبح ولجم حتى لا تشوه الصورة العامة لدور المسلمين في لبنان في الخارج فضلاً عن تعزيز دور دار الفتوى خدمة لمسلمي لبنان ولدورهم للاطلالة اللبنانية الخارجية على اساس ان الاسلام ليس متطرفاً وليس في حالة صراع مع الآخر.
ويقول المصدر ان دار الفتوة التي كانت دائماً بيئة اعتدال وتهدئة وتضامن ووحدة وطنية ارادت في ذكرى مولد الرسول الاعظم ان تؤكد بمواقفها الوطنية والعربية والاسلامية التي تصب في منطلقاتها التأسيسية في الحوار وفي التفكير الرصين في المشكلات وفي اعتبار الاسلام الذي ترفع لواءه مقتدية بالقرآن الكريم وبالسيرة النبوية الشريفة.
لقد اعتادت دار الفتوى والقيادات الاسلامية الدينية والسياسية ان تلتقي في هذه الدار في كل الظروف والمناسبات وبخاصة ظروف الحذر والخطر فتوجه وتعيد التذكير والتفكير في مجريات الامور وفيما ينبغي القيام به لصون وحدة الوطن وحريته ولضبط النفس في مواجهة وجوه التشدد والتصرفات العشوائية سواء على الساحة اللبنانية او في المدى العربي والاسلامي الاوسع، ولتؤكد على الثوابت الدينية والوطنية.
اما بالنسبة للساحة الوطنية فقد كان هناك اجماع على الحفاظ بكل سبيل على وحدة الوطن والمواطنين في هذه الظروف الدقيقة وعلى التضامن مع الشقيقة سوريا لدرء الاخطار ومع الشعب الفلسطيني والعراقي في الوصول الى حياة السلام والكرامة والعدالة والحرية.
ويتابع المصدر ان المجتمعين في دار الفتوى كانوا مهتمين بوحدة الصف وبضرورة التعاون والتضامن لحفظ وحدة الساحة الداخلية واستنكار كل ما من شأنه ان يفرق الصف او يعطي صورة مشوّهة عن الاسلام بما في ذلك بعض مظاهر التطرف والخروج على القانون والاساءة الى علاقات لبنان العربية والدولية ويمضي المصدر قائلاً: انه وسط هذه الظروف الاستثنائية تبرز الحاجة الى قيادية دار الفتوى ودورها الرائد في التأكيد على ثوابت الاعتدال في الاسلام وفي ان تكون المرجعية التي تحضن كل الفئات وتتعامل برحابة على المستويين الوطني والعربي لكي تصان مصالح الوطن ومصالح المسلمين وسائر المواطنين. فلن يخدم الاسلام والمسلمين في شيء الصمت أمام بعض التصرفات العابثة باسم الاسلام، كما لن تكون الأمور على ما يرام إذا لم يكن دور دار الفتوى أساسياً في مواجهة كل التطورات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00