أكد المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الإيرانية في لبنان محمد حسين هاشمي ان زيارة الرئيس الإيراني السيد محمد خاتمي الى لبنان شكلت نقلة نوعية ليس فقط في علاقات إيران بلبنان بل في العلاقات الإيرانية العربية ككل.
وأشار الى انها تأتي في خضم تحولات ومتغيرات في وضع المنطقة وبعد ما حصل في العراق.
وأوضح هاشمي الذي رافق خاتمي في زيارته ان جولة خاتمي التي بدأت في بيروت جاءت لتؤكد للبنان واللبنانيين ان علاقة إيران بلبنان هي علاقات رسمية مع دولة لبنان وبعد ذلك تواصل مع كل الطوائف والتنوع الموجود.
ولفت الى ان الرئيس خاتمي شدد على ان الديموقراطية ينبغي ان تعطى للمعارضين وليس للموالين فقط وأكد على الثوابت الإيرانية المتمثلة بوقوف إيران الى جانب المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين والى جانب سوريا ولبنان في مواجهة ما يتعرض له من تهديد او في صراعه مع الكيان الصهيوني.
ولفت الى ان الرئيس خاتمي يكن للرئيس الحريري احتراماً خاصاً واللفتة الخاصة التي قام بها خاتمي في زيارته الى الرئيس الحريري بدارته في قريطم هي للتعبير عن ان إيران تكن كل مودة وعلاقة أكثر من طيبة تجاه دولة الرئيس الحريري الى بناء اوثق علاقة تواصل بين البلدين من خلال زيارته طهران 4 مرات.
وعن التساؤلات التي رافقت زيارة خاتمي لجهة عدم لقائه العلامة فضل الله قال هاشمي الرئيس خاتمي مقيّد بالبرنامج الرسمي الذي وضع لترتيب الزيارة وبعض القيادات الروحية أبدت رغبة بلقاء السيد خاتمي ومنهم البطريرك صفير لكن لم يأت اي اشارة او اتصال من مكتب العلامة فضل الله بهذا الخصوص وأكد ان هناك تلاقياً في مواقف عدة بين العلامة فضل الله والسيد خاتمي وان موضوع اللقاء هو محض بروتوكولي.
وفيما يلي نص الحوار:
الإيرانيون يكنّون مودة خاصة للرئيس الحريري
ما هي أبرز نتائج زيارة الرئيس محمد خاتمي لبيروت؟
ـ الواقع ان زيارة الرئيس خاتمي الى لبنان، وهي الزيارة الأولى لرئيس جمهورية اسلامية بعد انتصار الثورة وقيام الجمهورية في إيران، شكلت في اعتقادنا وفي تحليلنا نقلة نوعية ليس فقط في علاقات إيران بلبنان، بل في العلاقات الإيرانية ـ العربية ككل.
الزيارة ذات دلالات ومضامين ورسائل متعددة، لانها تأتي ايضاً في خضم تحولات وتغييرات في وضع المنطقة، وتأتي بعد ما حصل وما آلت اليه الأمور في العراق بعد العدوان الأميركي وسقوط النظام العراقي.
توقيت الزيارة في هذا المضمون وفي هذا المعنى ايضاً، أضفى عليها أهمية كبرى من الجانب السياسي.
الرئيس خاتمي، كما تعرفون شخصية ثقافية ومفكر سياسي وثقافي في إيران قبل ان يكون صاحب منصب سياسي في الدولة، وهو الآتي من الفكر الى السياسة كما أشار الاستاذ جورج جرداق في تقديمه لكتاب السيد خاتمي الذي طبعناه أخيراً في بيروت.
هذا الرجل يملك ثقافة سياسية واسعة، اضافة الى ثقافته الدينية الحوزوية، لذلك كانت للزيارة نتائج وأبعاد متعدّدة، وكانت ناجحة في كل المقاييس، سواء على الصعيد الرسمي او الشعبي، وعلى المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي، لأن هناك اتفاقات تم توقيعها في هذا المجال ولها أكثر من بعد.
المهم في الزيارة انها جاءت لتؤكد للبنان واللبنانيين ان علاقات إيران بلبنان علاقات رسمية مع دولة لبنان، كما ان الزيارة مباشرة الى بيروت أخذت هذا الطابع، مما يعني ان التواصل الإيراني هو تواصل دولة إيران مع دولة لبنان في الدرجة الأولى، وبعد ذلك تواصل مع كل الطوائف والمذاهب والتنوع الموجود في لبنان.
خطاب السيد خاتمي كان خطاباً شاملاً، وكان حريصاً جداً على ان يخاطب اللبنانيين بكل طوائفهم وتنوعهم وتعددهم واحزابهم. هذا الخطاب الشامل وهذا الحرص على ان يكون التوجه الإيراني الى لبنان كل لبنان من دون استثناء، حمل رسالة خاصة الى لبنان وأكد العلاقات الرسمية بين الدولة الإيرانية والدولة اللبنانية، وفي الوقت نفسه حملت الزيارة رسالة الى العالم العربي عبر لبنان، وهذا يأتي ضمن نتائج الزيارة على الصعيد العربي.
بداية الزيارة من بيروت لها ايضاً مضمونها الخاص، اي ان الرئيس بدأ من البوابة الواسعة في العالم العربي، بدأ بلبنان وسيزور سوريا والبحرين واليمن ايضاً، ولذلك هي رسالة من لبنان الى العالم العربي، ان إيران تعلن وقوفها الى جانب العالم العربي في شكل عام في قضاياه المصيرية وفي هذه الظروف الصعبة التي يعانيها العالم العربي في شكل خاص والعالم الاسلامي في شكل عام، وحالة الإحباط واليأس التي تحكم الساحة العربية والاسلامية، وتأتي هذه الزيارة لتدعم الموقف، ولتعيد الأمل بأن التواصل الإيراني ـ العربي وتواصل العالم العربي مع الدولة الإيرانية سيغيّر في الخارطة وسيغير في الوضع، وهذا باعتقادي أهم ما في الزيارة، وهو تحليل خلف الأضواء إذا صح التعبير، يعني ان هناك رسالة موجهة إلى العالم العربي عبر لبنان، وعبر ما يمثل لبنان من موقع متقدم على مختلف الصعد، ان هناك يداً إيرانية ممدودة إلى العالم العربي في هذه الظروف الصعبة وأمام هذه التحديات الكبرى التي تواجهنا لكي نصنع من جديد كإيرانيين وكعرب في هذه المنطقة حضارتنا ومدنيتنا ومجتمعنا، وفي اعتقادنا، كما في اعتقاد الكثير من المفكرين، انه لا تقوم للعالم العربي ولا للعالم الإسلامي قائمة من دون هذا التعاون بين الأمة العربية والأمة الإيرانية، لأنه في الواقع، وتاريخياً أيضاً، العرب والإيرانيون استطاعوا ان يكونوا هم النواة للحضارة العربية والإسلامية التي نتغنى بها جميعاً.
كان هناك لفتة شعبية خاصة للرئيس خاتمي، ما مدى تأثير هذه اللفتة على القيادة الإيرانية وعلى مضامين الزيارة. كيف أحسّ الإيرانيون بهذه اللفتة التي اعتبرها أحد مرافقي الرئيس خاتمي بأنها أنجح زيارة قام بها إلى الخارج؟
ـ الواقع ان لبنان بالانفتاح والحريات والتنوع والتعددية الموجودة فيه، والثقافة والفكر والأدب أيضاً، ليس دولة كباقي الدول الأخرى عربية كانت أو أجنبية، لذلك كنا نتوقع هذا الاستقبال وهذه الحفاوة من الشعب اللبناني. وهذه الحفاوة لم تأت من طرف واحد أو من طائفة معينة، ونحن كنا وما زلنا نتواصل في لبنان مع المسؤولين الرسميين وغير الرسميين، من الأحزاب والطوائف والمنظمات الوطنية والحزبية، والواقع ان الجميع سعى لكي يكون له نصيب في الاستقبال فجاء الجمهور من كل الطوائف والأحزاب والفصائل وكان الحشد الكبير الذي شاهده العالم كله في لبنان.
القيادة الإسلامية شعرت وكأن هناك محبة ووفاء من الشعب اللبناني بتوجهاته كافة لايران ولمواقف ايران طيلة السنوات الـ23 الماضية تجاه لبنان والمقاومة والعناوين البارزة الأخرى في لبنان، لأن لبنان كان وما زال حاضراً في خط المواجهة الأمامي مع الكيان الصهيوني، فكان لا بد لايران تجاه هذا الواقع المرير ان تقف إلى جانبه، وقد رآها الشعب اللبناني فرصة لاعلان محبته ووفائه لها وقد تجسدت هذه المحبة بالاستقبال الحاشد واللافت للرئيس خاتمي.
هناك تفسيرات عدة لخطاب الرئيس خاتمي في شأن حزب الله، فهناك من يعتبر انه أعطى إشارة غير مباشرة لحزب الله بعدم إعطاء إسرائيل الذرائع لاجتذاب القوة الأميركية الموجودة في المنطقة، والبعض الآخر فسّر خطابه بأنه تأكيد للمواقف الايرانية الثابتة من "الحزب" والمقاومة، فما هو الموقف الحقيقي بالنسبة إلى هذا الموضوع؟
ـ من خلال ما طُرح، أؤكد أولاً ان ليس في لبنان أي شيء خافياً، ففي لبنان لا يمكن ان تبقى الأمور خافية، فالشفافية الموجودة لا تسمح لأمر مهم يحصل أثناء لقاءات الرئيس خاتمي أو زياراته ان يبقى خافياً غير ظاهر أو في الكواليس. فالموقف معلن تماماً، والرئيس خاتمي كان صريحاً جداً وواضحاً جداً وكان له أكثر من حديث وخطاب ومحاضرة إن عبر اللقاء مع المفكرين والجامعيين والاكاديميين في الاونيسكو أو اللقاء في الجامعة اليسوعية أيضاً مع الأساتذة والاكاديميين فيها، وكذلك في الجامعة اللبنانية حيث منح الدكتوراه الفخرية، وانتهاء باللقاء الجماهيري الحاشد في المدينة الرياضية، ولا ننسى أيضاً اللقاءات السياسية التي تحدث فيها إلى الصحافة والاعلام وأهمها المؤتمر الصحافي.
فقد كان الرئيس خاتمي صريحاً وواضحاً إلى أقصى الحدود.
وفي تقويمي الشخصي لكل هذه الأحاديث واللقاءات، فإن قسماً من خطاب السيد خاتمي كان محاولة لتجسيد رؤية معينة تجاه قضايا هامة نعيشها.
الجميع يعرف ان الرئيس تطغى عليه الصبغة الثقافية، حتى عندما يتحدث في السياسة يتحدث عن الثقافة السياسية أو السياسة الثقافية إذا صح التعبير، المهم ان هناك فكرا وجانبا ثقافيا يطغى على شخصية الرئيس وعلى كلامه ومواقفه.
لقد تناول قضايا متعددة، أهمها قضية العلاقات الدولية وأعطى رؤية في هذا المجال، ان هناك علاقات دولية قائمة على القهر والقوة والعنف والحرب، وأوضح رؤيته ورؤية إيران الداعية إلى علاقات دولية قائمة على التعايش والحوار والسلام والوئام. هذه الرسالة الإنسانية وهذه الرؤية الإنسانية لموضوع العلاقات الدولية موضوع مهم أوضح فيه الرئيس خاتمي في أكثر من مكان رؤيته تجاه هذه العلاقات.
وفي خضم هذا الموضوع تناول قضية العراق والمقاومة والانتفاضة في فلسطين المحتلة، وأكد من خلال رؤيته الصورة التي تتبناها الجمهورية الإسلامية.
اضافة الى ذلك، تناول الرئيس خاتمي في بعض لقاءاته الجامعية والعلمية قضية علاقة الدين بالحرية، وتقابل الدين والحريات وأوضح ان الدين والحرية ينبغي ان يكونا متلازمين، ومتى ضعف الجانب الديني طغت الحرية ومتى طغى الجانب الديني ضعفت الحرية، لقد طرح نوعاً من الموازنة بين الدين والحرية.
كما تطرق ايضا الى الكثير من القضايا وأبدى رؤية معينة، ونحن بحاجة الى هذه الرؤى باعتقادي اكثر من كونها مواقف سياسية معينة. لقد دخل الى اعماق الكثير من الأمور وأوضح الرؤية الايرانية القائمة على فلسفة خاصة ورؤية خاصة.
وكذلك طرح الرئيس خاتمي مجموعة من الثوابت الايرانية المتعلقة بالشأن السياسي خصوصا ما يتعلق بالقضايا الداخلية وايمان النظام الاسلامي الايراني، بالتعددية السياسية وبالأكثرية وبالديموقراطية التي نحن نؤمن بها والوجه الذي نعبر عنه في ايران بالديموقراطية.
لقد أكد الرئيس خاتمي هذا الموضوع، وشدد على ان الديموقراطية ينبغي ان تعطى للمعارضين وليس للموالين فقط مؤكدا ان "هذا دأبنا في ايران، ونحاول ان نكرس هذا المنحى".
على الصعيد الخارجي اكد الثوابت الايرانية المتمثلة بوقوف ايران الى جانب المقاومة والانتفاضة في فلسطين والى جانب سوريا ولبنان في مواجهة ما يتعرض له من تهديد او في صراعه مع الكيان الصهيوني.
تأكيد هذه الثوابت جاء بلغة عقلانية منفتحة. البعض حاول ان ينتخب من كلام خاتمي بعض المقاطع او بعض الجمل تاركا القسم الاخير، اتصور ان هذا يوقع في الخطأ الفادح، يجب الاخذ بكامل الرؤية وبكامل الصورة. هو يطرح رؤى معينة بشكل عقلاني وتسامحي وحواري وفي الوقت نفسه يؤكد ثوابت تؤمن بها الجمهورية الاسلامية انطلاقا من المبادئ التي طرحتها.
نفهم من كلامكم ان كلام خاتمي قد دحض كل ما سربته بعض وسائل الاعلام الغربية عن ان هدف زيارته هو تقزيم حزب الله؟
ـ تماماً..
هل سيترجم خطاب السيد خاتمي في لبنان اداء في المؤسسات الايرانية بالنسبة الى لبنان؟
ـ الواقع ان المؤسسات الايرانية ومنذ فترة ليست قريبة تتواصل مع لبنان بكل اوجهه الرسمية وتكرس هذا التواصل وتعزز بزيارة الرئيس خاتمي التي حققت نجاحاً كبيراً، لقد كان هناك وفد اقتصادي كبير حيث وقعت اتفاقيات اقتصادية للتعاون والتبادل التجاري بين البلدين. وكان هناك دعم ايراني في مجالات السدود والبيئة وتبادل الخبرات والنشاطات النِّسْوية بين لبنان وايران لان المرأة في ايران تلعب دوراً كبيراً في المجالات كافة، وتسعى الى تعزيز تواجدها خارج ايران. واملنا ان يكون الجانبان جادين في تنشيط الاتفاقيات التي توقع عادة بين الدول لا سيما وان لبنان وايران يتميزان بمميزات وبخصائص يمكن ان تكون على صعيد المنطقة انموذجاً في التعاون وفي التواصل، وهناك مجالات واسعة ثقافية وعلمية وثقافية وتجارية وسياسية تمكن البلدين من ان يحققا شيئاً على الأرض.
لوحظ ان الرئيس خاتمي زار الرئيس الحريري في دارته في قريطم، فما هي طبيعة هذه الزيارة؟
ـ السيد خاتمي يكن للرئيس الحريري احتراماً خاصا وهذا ما اعرفه شخصيا، واللفتة الطيبة التي كانت للسيد خاتمي تجاه الرئيس رفيق الحريري هي للتعبير عن ان الرئيس خاتمي وايران يكنان مودة وعلاقة اكثر من طيبة تجاه دولة الرئيس الحريري، ويعود ذلك الى التواصل الذي بناه الجانبان، اذ زار الرئيس الحريري ايران اربع مرات، لتوثيق العلاقات في المجالات كافة فضلاً عن العلاقة المميزة التي نشأت بين الرئيس الحريري والسيد خاتمي..
لقد اراح لقاء السيد خاتمي بالبطريرك صفير المسيحيين في لبنان لا سيما في تبدل الخطاب الايراني الانفتاحي، هل سيكون لهذا اللقاء مدلولات عملية على الارض في المراحل المقبلة؟.
ـ ايران، ممثلة بالرئيس خاتمي، كانت حريصة كل الحرص على التواصل الشامل مع التشكيلة اللبنانية والتعددية اللبنانية وبالتالي الاطراف اللبنانية كافة.
الاهتمام بالجانب المسيحي واللقاء بغبطة البطريرك صفير، الذي حضرته شخصياً، كان ودياً جداً، وهو اللقاء المميز بين اللقاءات كلها، لقد كان هناك حوار تعلق بالوضع الاسلامي ـ المسيحي وبالمقدسات، اضافة الى ما يعانيه اتباع الديانات السماوية اليوم. تحدث الرئيس خاتمي بصراحة وود، ووجه كلمات طيبة جداً الى غبطة البطريرك الذي كان له ايضاً كلمات طيبة ايضاً، حتى ان الرئيس خاتمي قال لغبطة البطريرك "آمل ان يجتمع السياسيون ويستفيدوا من هذه النصائح التي ابديتموها، هذه النصائح التي تسعد الانسان في لبنان، وخارجه، وآمل ايضاً ان يحكموا العقل والنصائح التي تسدى من القيادات الروحية في لبنان وخارجه التي تدعو الى الوئام والود والمحبة والسلام وتأخذ مكان الحقد والبغضاء".
المهم ان اللقاء كان ودياً جداً. ومثل هذه اللقاءات لها تأثيرها النفسي والروحي سواء في ايران او في لبنان.
ومن ناحية ثانية هناك دعوة موجهة الى غبطة البطريرك صفير لزيارة ايران. وباعتقادي ان هذه الزيارة سيخطط لها بالشكل المطلوب لتكون زيارة ناجحة بكل المقاييس. وسيكون لها ردود فعل جيدة في لبنان وايران.
ففي ايران هناك اقلية مسيحية ولكنها كبيرة وممثلة في البرلمان الايراني ولها كنائس عدة في طهران واصفهان وفي بعض المدن النائية في ايران، والمسيحيون الايرانيون يتعايشون مع المسلمين الشيعة والسنة وكل الاديان الاخرى في ايران بكل راحة وصفاء. والسادة المطارنة الذين زاروا ايران عادوا منذهلين نتيجة ما شاهدوه من الفة ومحبة بين جميع ابناء ايران مسلمين ومسيحيين، وكذلك نتيجة للوضع الذي يعيشه المسيحيون في كنائسهم ومدارسهم والمراكز المختلفة التابعة لهم.
وهذه الزيارة سيكون لها اثر ايجابي جداً في ايران، وسيكون لها ايضاً الاثر الايجابي في لبنان، مع ان البعض كان يتصور ان ايران يمكن ان تقزم في طائفة معينة او مجموعة معينة، ولكن اليوم، يعرف الجميع ان ايران منفتحة على الجميع في لبنان مسلمين ومسيحيين واحزاباً وجمعيات.
وليس مستغرباً ان يكون هناك في لبنان مهتمون باللغة الفارسية، وغالبية مدرسي اللغة الفارسية هم من المسيحيين. وهذا التواصل الفكري والثقافي والادبي مع المسيحيين كان ولا يزال قوياً وهناك تواصل في الوفود الثقافية ومؤخراً استضافت ايران الدكتور حنا الفاخوري الذي منح دكتوراه فخرية فضلاً عن الاستاذ سليمان كتانة الذي كتب في الرسول وآل البيت.
لوحظ ايضاً ان الرئيس خاتمي لم يزر مرجعاً اسلامياً شيعياً في لبنان هو العلامة السيد محمد حسين فضل الله. والكل يعلم ما يمثل السيد فضل الله من حجم ديني وسياسي. لماذا؟.
ـ الرئيس خاتمي تقيّد بالبرنامج الرسمي الذي وضع، بهذا المعنى. لجهة وضع ترتيب الزيارة. فبعض القيادات الروحية اللبنانية اعربت عن رغبتها مسبقاً في لقاء السيد خاتمي لكن لم يأت اي طلب من مكتب سماحة السيد فضل الله في شأن موضوع اللقاء لا في سياق البرنامج الموضوع ولا في التعديلات التي حصلت على برنامج الزيارة، فلم يأت اي طلب من مكتب السيد. وهذا ليس بالامر الخلافي ونكن كل احترام وتقدير للعلامة فضل الله.
ألم يكن في الامكان التعويض عنها باتصال هاتفي سيما وان السيد فضل الله مرجعية دينية كبيرة لها مقلدون على مستوى الطائفة الشيعية التي ينتشر ابناؤها في كل بقاع الارض؟
ـ انا واثق ان السيد خاتمي في شكل خاص يكن لسماحة السيد فضل الله كل التقدير والاحترام. ان زيارة السيد خاتمي تأتي ضمن بروتوكول معين. لو كان الامر في ايران يمكن زيارة المراجع كما ذكرتم، لكن نحن في لبنان وينبغي ان يتقيد الرئيس خاتمي بالبروتوكول الرسمي اضافة الى انه لم يأت اي طلب من مكتب السيد فضل الله يرغب في اللقاء كما حصل مع بقية القيادات الروحية التي التقت السيد خاتمي. وأعود وأكرر انه ليس هناك اي اشكال.
الا يمكن لمبادرة اللقاء بين السيد خاتمي والعلامة فضل الله ان تقلل من حجم التفسيرات التي يمكن ان تنطلق وتقطع الطريق امام المصطادين في الماء العكر؟.
ـ لا شك في ان حصول لقاء كان افضل من عدمه، وكما قلت، الموضوع لا يخرج عن كونه موضوعاً بروتوكولياً محضاً ولا دخل لأي عامل آخر بهذا الموضوع.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.