8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

اللقاء الأول للسعيد بعد اختفاء صدام تم مع فضل الله

قد يكون من المفاجئ للكثيرين ان يبدأ السفير الكويتي في لبنان علي السعيد نشاطه السياسي والديبلوماسي في جولته الجديدة مع بداية سقوط نظام صدام حسين بزيارة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في منزله بحارة حريك.
وقد يتساءل البعض عن اهمية هذه الزيارة ومحتواها في ظل التطورات الراهنة التي تعصف بالعراق والتي يلتقي فيها سفير بلد من اكثر البلدان المجاورة للعراق تأثراً وتأثيراً بما حصل ويمكن ان يحصل في العراق، خاصة وان المرجعية التي قصدها السفير الكويتي هي صاحبة القرار ـ الفتوى الحاسمة في الاتجاهين: "يجب اسقاط النظام العراقي. ولا يجوز مساعدة الولايات المتحدة الاميركية في ضرب الشعب العراقي".
ولكن العارفين بخفايا الامور وبحقائقها الواضحة ايضاً، يعرفون ان المسألة ليست بهذا التعقيد، ولا تحمل المفاجآت التي يتحدث عنها البعض او يتساءل عن حيثياتها، فالعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله يحظى باحترام وتقدير كبيرين في الكويت سواء من المسؤولين الكويتيين او من الشعب الكويتي، وقد لا يكون من الضروري الاشارة هنا الى عناية ودعم الكثير من "أهل الخير" في الكويت للمؤسسات الرعائية والاجتماعية الضخمة التي انشأها سماحة السيد فضل الله في لبنان والتي تعتبر في طليعة المؤسسات الاهلية اللبنانية لجهة اهتمامها بهذا العدد الكبير من الايتام والمعوقين، بالاضافة الى دورها التربوي الرائد.
كما ان المرجع الديني السيد فضل الله الدقيق في قراءته السياسية للاحداث والتطورات "دقيق" ايضاً في نسج علاقات سياسية قوية ومتينة ليس مع الحركات الاسلامية او الاحزاب التحررية التي تنظر اليه كمرشد ديني وقومي ووطني او كحكيم وموجه، بل ايضاً حتى مع بعض الدول التي تطلب نصائحه وترى فيه ضابطاً لايقاع تيار اسلامي كبير يحلو لهم تسميته بالتسمية التي اطلقها سماحته عليه منذ البداية "تيار الاسلام الحركي" والذي يشكل حزب الدعوة العراقي المقرب جداً من العلامة فضل الله وصاحب النفوذ الشعبي القوي في الاوساط الشيعية العراقية واحداً من مكوناته..
بعض المصادر المطلعة على اجواء اللقاء بين سفير الكويت والسيد فضل الله تعكس ارتياحاً كويتياً من مواقف سماحته وخاصة لجهة تأكيده في كل نداءاته ومواقفه التي اطلقها حيال الحرب في العراق على ضرورة العمل لاسقاط النظام العراقي وهو الامر الذي كان يشكل احدى الاولويات في الحركة السياسية الكويتية الرسمية والشعبية بالنظر الى ما تسبب به هذا النظام من مآس للكويتيين وخاصة لجهة قضية الاسرى الكويتيين التي لم تشهد نهاية سعيدة على الرغم من تداعي التطورات قبل الحرب.
كما تؤكد المصادر بأن السيد فضل الله تحدث للسفير الكويتي عن تحذيراته السابقة من هذا النظام وانه هو الذي اربك المنطقة وهيأ كل الظروف لنشوء القواعد العسكرية الاميركية في الخليج، وان هذا النظام كان يمثل الوحش الذي قد لا يوجد في التاريخ مثيلاً له، وانه النظام الاكثر ولوغاً بدماء شعبه وعلمائه.
كما ان السيد فضل الله حذر من ان الادارة الاميركية قد تفسح المجال لفوضى جديدة على المستوى العراقي الداخلي، لتقدم نفسها ـ بعد ذلك ـ كراعية للامن وعاملة على إعادة التوازن للنظام الداخلي في العراق.. مشيراً الى ان اهمية ان نسمع صوت الشعب العراقي، هذا الصوت الذي اسكته النظام لعقود خلت.. وقد سمع الناس صوت المعارضة العراقية من الخارج، ولا بد ان يسمعوا صوت الشعب العراقي في الداخل.
ويبدو ان زيارة السفير الكويتي للعلامة فضل الله لا تطل فقط على ما هو كائن في العراق الآن بل على ما يكون في المستقبل حيث للكويت قراءة قد تقترب كثيراً من قراءة المرجعية المتمثلة بالسيد فضل الله لهذا المستقبل في آلامه وآماله.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00