8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

فوز ساحق للائحة المستقبل ـ أمل ـ الشيوعي في نقابة المهندسين

أثبت "تيار المستقبل" وحلفاؤه من حركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني حضوره القوي في نقابة المهندسين بعد الفوز الساحق الذي حققته لائحة "التضامن النقابي" التي تضم (تيار "المستقبل" ـ حركة أمل، والحزب الشيوعي اللبناني) مدعومة من بعض الأحزاب الأخرى. في مقابل لائحة العمل النقابي التي تضم (حزب الله ـ الجماعة الاسلامية والتيار العوني) وبعض الجامعات الألبا والكسليك.
وبهذا الفوز يصبح مجلس النقابة منسجماً انسجاماً كليا بعد ايصال عشرة أعضاء من المتحالفين ممن يشكلون قوة قوية تستطيع اجراء نقلة نوعية في العمل النقابي الذي استرخى طيلة السنة الماضية لاعتبارات عدة.
جرت في نقابة المهندسين في بيروت انتخابات لاختيار خمسة أعضاء لعضوية مجلس النقابة حيث فازت لائحة (التضامن النقابي) بكامل أعضائها والتي ضمّت تحالف حركة أمل والمستقبل والحزب الشيوعي والجامعات والمستقلين وهم ميشال برمكي عن الفرع الثاني (1991 صوتاً)، شوقي الحاج عن الفرع السادس (2303) أصوات، بشرى عيتاني (المستقبل ـ 2167) وعلي حناوي (حركة أمل ـ 1809 أصوات) وانطوان فواز (الشيوعي ـ (1838 صوتاً) عن الجمعية العامة ـ مقابل اللائحة الخاسرة لائحة العمل النقابي والتي ضمت حزب الله سعيد غصن (1615 صوتاً) ـ التيار العوني (ايلي قصيفي (1717 صوتاً) والجماعة الاسلامية شوكت حمدان (1245 صوتاً).
ويطمح الفائزون أن تكون في النقابة نقلة نوعية بالأداء النقابي وإعادة الاستفادة من قضايا اساسية كقانون البناء والسلامة العامة والمواصفات.
وأعاد "تيار المستقبل" اعتباره بعد الخسارة التي مُني بها على مركز النقيب السنة الماضية. والتي كانت نتيجة التزامه بكامل اللائحة، وهو سيستمر على هذا المنوال لأن ذلك هو المصداقية في العمل النقابي وفي التحالفات مع القوى الصديقة.
وقد أجرت جريدة "المستقبل" لقاء بعد الانتخابات مع كل من رئيس اتحاد المهندسين العرب المهندس سمير ضومط ومع منسّق قطاع المهندسين في تيار المستقبل المهندس خالد شهاب، ليتحدثا عن تفاصيل العملية الانتخابية والفوز الذي حققه التيار وحلفاؤه.

ضومط: سيؤسس لاستراتيجية جديدة للعمل النقابي
شهاب: "تيار المستقبل" بصماته جسّدت مصالح المهندسين

وفي ما يأتي نص الندوة:
شهاب: الانتخابات عكست الرأي الصحيح للشريحة الأكبر من مجتمع المهندسين، التي حاول البعض بأساليب ومفاصل مختلفة أن يغيبوا دورها ووجودها. هذه الشريحة، وعلى رأسها تيار المستقبل، اكدت اليوم انها موجودة وحددت موقفها من العمل النقابي المنفتح على الجميع من دون أي "فيتو" على أي مجموعة كانت سوى تلك المجموعات التي ترفض نفسها.
نقول للذين لم يفوزوا "هاردلاك"، ونتمنى للفائزين ان يكونوا على مستوى من المسؤولية في العمل النقابي.
ضومط: طبعاً اضافة الى ذلك، أقول ان هذه المجموعة التي نجحت هي عيّنة من الكادرات المتقدمة في التيارات التي تحالفت بعضها لإيصال هذه المجموعة لتكون بخدمة النقابة، لا سيما اننا عندما نتحدث عن النقابة فإننا نتحدث عن النقيب والنقابة، لأن النقيب هو رمز النقابة، وبالتالي ان الفائزين يمتلكون من الخبرات في العمل النقابي والشأن العام ولديهم من الكفاءة للالتفاف حول النقيب والنقابة للقفز بالنقلة النوعية التي نطمح لها، والتي على أساسها ترشحوا للانتخابات ضمن برامج متطورة تصب في خدمة النقابة.
ان الذين فازوا لم يكونوا لوحدهم ممثلي هذه القوى، فالقاعدة التي انطلقوا منها هي قاعدة عريضة، هناك قوى ممثلة في اللائحة وقوى لم تكن ممثلة فيها، فالقاعدة العريضة ممثلة بتيار المستقبل مروراً بحركة أمل والقوات اللبنانية والحزب الشيوعي وبدعم من الحزب التقدمي الاشتراكي والكتلة الوطنية ومن جمعية المشاريع ودعم جزئي من الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الأحرار. فتوسعت هذه القاعدة لأن هذه القوى رأت ضرورة عدم أسر النقابة وتفصيلها على قياس مشروع معين وعدم حصرها أيضاً بالدهاليز السياسية.
فعدد كبير من هذه القوى لم يكن له مرشحون في اللائحة مباشرة، ورغبت في هذا الانتصار للاعتبارات التي ذكرت.
إن هذا التلوين السياسي الذي ذكرته هدفه النقابة والمهنة، وهذا التآلف هو تآلف نقابي بحت، هدفه خدمة النقابة، لأن من الضروري أن يكون هناك دم جديد يرفع من مستوى أداء النقابة ويحسنها ويدفع بها لاستعادة دورها وتألقها، طبعاً بمعية نقيب المهندسين الذي حاول البعض زجه في اتون هذه المعارك. فكنا واضحين حيث أبلغناه أنه ليس معنياً، وأن المعركة ليست موجهة ضده، بل هي معركة نقابية الهدف منها خدمة نقابة المهندسين، وإلا لما التقى هذا التآلف العريض. وكان هناك في المقابل أيضاً تآلف عريض مؤلف من العونيين وحزب الله والجماعة الإسلامية والمنبر الديموقراطي والمنبر النقابي والتجدد الديموقراطي والخيار المهني.
ونأمل أن تعود كل هذه القوى إلى مواقعها الأساسية وأن يزول الاستغراب الذي اكتنف تشكيل التآلف الأخير، لأن هذا الانتقال غير مسبوق.
شهاب: القوى الأساسية التي كانت معنا في التحالف كتيار مستقبل، كانت حركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني والقوات اللبنانية، وطبعاً ان القوى التي دعمتنا هي الكتلة الوطنية، الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب البعث، خصوصاً جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي تقاطعنا واياها على كامل اللائحة، فضلاً عن الحزب السوري القومي الاجتماعي على نحو جزئي وحزب الأحرار الذي لم يعلن دعمه لنا في الإعلام لكنه دعمنا عملياً على الأرض وكان دعمه ممتازاً.
نحن أكدنا ونؤكد أن بابنا مفتوح للجميع، ولم نضع فيتو على أحد، في بداية المعركة الانتخابية التي جرت الشهر الماضي والتي كان لنا انتصار مميز فيها، لكن للأسف استطاعت اللائحة المقابلة أن تثير حفيظة أحد أبرز المرشحين عن فرع العمارة، وهو المهندس اندره بخعازي، وتمكنت من استمالته بشكل أو بآخر، فعندما انتقل اندره إلى الضفة الثانية رشحنا ميشال برمكي من "تيار المستقبل".
أما عن معركة السنة الماضية على منصب النقيب، فإن أحد أبرز أسباب سقوط مرشح "تيار المستقبل" هو التزام التيار بكامل اللائحة وصدقه في ممارسته على الأرض، وهذا ناجم من قناعتنا وادائنا وسلوكنا، وهذه السنة لم نحد عن هذا الاداء واستمرينا ملتزمين بكامل اللائحة وفقاً لتوجهات دولة الرئيس رفيق الحريري بضرورة الالتزام والمصداقية في التعامل مع كل القوى المتحالفة معنا. التوافق الذي حصل جاء بعد معركة الفرع الأول. طلبت منّا بعض الجهات تبني ممثلي "تيار المستقبل" وممثل حزب الله سعيد غصن وايلي بصيبص المرشح عن التيار العوني بالنسبة لنا على الأقل، فضلاً عمن يختاره تيار المستقبل في الفرع الثاني. وكان الهدف من هذا العرض إخراج ممثلي أمل والشيوعي وخلق إرباك لمرشحي المستقبل من الداخل. وطرحت هذه الجهات ما مفاده أنه إذا تحالف تيار المستقبل والتيار العوني تصبح المعركة وفاقية، وكان جوابنا الرفض وبأن كل القوى مهما علا شأنها أو صغر حجمها هي قوى موجودة يجب استشارتها، فالتوافق يعني أن الكل موجود على الطاولة، ورفضنا هذا العنوان بالمطلق. كان المطلوب منّا أن نستغني عن كل حلفائنا وعن كل الناس الداعمة لتيار المستقبل ولا يعلم إلا الله ما كان سيحصل وما ستكون عليه النتيجة. بالنسبة إلينا هذا المطلب خيانة مرفوضة وبالتالي تستتبع بسقوط في السياسة وفي العمل النقابي.
نحن قدمنا قياديين من مهندسي تيار المستقبل الى اللائحة التوافقية التي خضنا الانتخابات معها، قدمنا امينة سر مكتب بيروت بشرى عيتاني وهي من الصف الاول، في المقابل كان حضور مهندسي المستقبل مميزاً.
ضومط: هذه اللائحة نفسها التي لم توفق السنة الماضية في ايصال نقيب، لكنها اوصلت خمسة من اعضائها، عادت وجددت نفسها هذه السنة ووسعت قاعدة الانضباط واحكمت حيث استطاعت تحقيق الانتصار نفسه بالاعضاء الخمسة. وهذا يؤسس لقراءة لمستقبل استراتيجي في النقابة، لان استمرار هذه التحالفات من سنة الى اخرى يرسي مفهوماً جديداً للنقابة ويزيل الصراعات التي تنقلب تحالفات. واعتقد ان هذه القاعدة التحالفية العريضة والتي اثبتت حرصها على النقابة ستؤسس لمرحلة جديدة يجب قراءتها من جديد في النقابة، فقد اثبت الفائزون السنة الماضية وهذه السنة انهم حريصون على مصالح النقابة والمهندسين وبعيدون كل البعد عن الغوغائية والمواقف المتشنجة وتفصيل النقابة على قياسهم.
الرسالة واضحة شعارنا "التعاون والتضامن النقابي" لخدمة النقابة، وليس التضامن على النقابة، ونطالب لمصلحة المهندسين وليس على مصلحتهم.
شهاب: تيار المستقبل له بصماته في السنوات العشر الاخيرة من حياة النقابة ومفاصلها مع الشركاء الاساسيين، الذين مارسوا ممارسة ممتازة جسدت مصالح المهندسين والمهنة والدور الريادي، وما وصلت اليه النقابة من دور متقدم ومن مشاريع متقدمة ومن توسيع آفاق كانت هي جزء من القوى المتحالفة مع تيار المستقبل.
ضومط: كان ملاحظا الدور المتقدم الذي لعبته الجامعة العربية على الرغم من المحاولات التي مارسها بعض من هم في اللائحة المنافسة، لكن الجامعة اثبتت قواعد وقيادة انها تريد مصلحة النقابة. والكل يعلم ما هي الجامعة العربية كخزان رافد للجان النقابة.
شهاب: ان قاعدة اللائحة الثانية كانت مكونة من: حزب الله، الجماعة الاسلامية والتيار العوني والمنبر النقابي الذي ينضوي تحته ما يسمى المنبر الديموقراطي (المنشقون عن الحزب الشيوعي وجماعة حبيب صادق) والتجدد الديموقراطي والخيار المهني. كان مؤيدا لهذه اللائحة تجمع الجامعات (الجامعة اللبنانية فرع رومية) ايضاً الكسليك والالبا وبعض الفاعليات الهندسية التي انتقلت من موقع الى آخر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00