8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

عندما يقرأ جنبلاط وفضل الله في كتاب واحد

لم يكن من المستغرب أن يقدّم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أحد الكتب وهو تحت عنوان "أوهام الإسلام السياسي" لمؤلفه عبدالوهاب المؤدب وهو باللغة العربية، وكتاب آخر بالانكليزية لمؤلفه طارق علي حول "مصير الأصولية وآفاقها"، وأن يبدر العلامة فضل الله لإطلاع النائب جنبلاط على آخر ما قرأه في كتاب "جواسيس بين العرب" الصادر عن دار رياض نجيب الريّس.
فمن الواضح ان الشخصيتين تقرآن في كتاب واحد يلخّص المرحلة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، وكان من اللافت ان عناوين الكتب الثلاث تكاد تختصر معطيات المرحلة الراهنة وآفاقها المستقبلية، فالنائب جنبلاط الذي سبق له أن زار سماحة السيد فضل الله قبل بضعة أشهر مبدياً خشيته من "تقسيم المنطقة وتشتيتها وفق التصوّر الجديد للإدارة الأميركية الملتحفة باللحاف اليهودي"، أكد في هذه الزيارة ما كان يخشاه في الزيارة السابقة من خلال المعطيات الميدانية المتمثلة بتطورات الحرب الأميركية على العراق.
ليس هذا فحسب بل يبدو ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يعتبر ان ما يحصل في العراق "بداية الطريق"، لأنه يعتبر ان المشروع الأميركي يذهب بعيداً.. وبعيداً جداً عن العراق. ويزحف إلى أبعد مما تزحف إليه الدبابات الأميركية في تيه العراق وصحرائه.
كما انه يتخوّف من ان ما تطمح إليه الإدارة الأميركية الحالية هو العمل على إزالة كل تيار قد يواجه إسرائيل أو يشكّل أزمة كبرى لها في المستقبل، وأنها ستحاول بكل ما تستطيع من قوة وعلى ضوء النتائج التي ستترتب على المعركة في العراق ان تزيل النخب التاريخية وبعض البيوت التي لها قدم راسخ في مسار القومية العربية وفي نهضة الأمة العربية والإسلامية لأنها تعتبر ان القومية العربية دخيلة على المنطقة وانها مستوردة وكذلك الأمر بالنسبة للإسلام السياسي المقاوم.
وإذا كان من الطبيعي ان يتطرق الحوار في رحاب العلامة فضل الله إلى الموقف الإيراني ازاء ما يجري وما يخطط لعناصر المقاومة والممانعة في الأمة في مرحلة ما بعد العراق وأن يتطرق البحث إلى هاجس القومية الكردية في "الاتحاد العراقي المقبل"، فإن الهاجس الأكبر الذي أشار إليه جنبلاط، حسب مصادر اطلعت على أجواء اللقاء هو في ان تستمر المقاومة بوجه المشروع الأميركي القادم بالنبرة العسكرية الإسرائيلية في بعض الأحيان وأن تستجمع طاقات الأمة وامكانياتها بشكل حاسم في مواجهة الأخطار الداهمة.
أما لبنان الذي مرّ الحديث حوله سريعاً، فمن الواضح ان جنبلاط يريده كما قال، على درج الأمانة العامة لحزب الله في زيارة سابقة: "نريد لبنان فكر السيد فضل الله".
فمن خلال هذا الفكر يمكن الاطلالة من لبنان على المنطقة في اطار هذه القراءة والمقاربة الواحدة بين جنبلاط المقاوم وحكمة العلامة فضل الله.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00