8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بعد صور CNN وكلام الصحاف

أثار كلام وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف دعوته الطائفة الشيعية في العالم الى التصدي للغزو الأميركي ـ البريطاني على العراق حفيظة بعض المراجع الشيعية في لبنان لاسيما أنه تزامن مع ما بثته شبكة CNN الأميركية عن بعض المواطنين الشيعة الذين يرحبون بالقوات الغازية.
فدعت أوساط مقربة من السيد محمد حسين فضل الله الشيعة الى مواجهة الاحتلال الأميركي ـ البريطاني في العراق الى جانب اخوانهم المسلمين الآخرين ومن الفئات الأخرى، كما يواجه أي احتلال، مؤكدة أن المسألة لا تحتاج الى فتوى من السيد بالمعنى الديني للفتوى، لأن القضية قد تتصل بالظلم الكبير، والاحتلال يمثل أقسى أنواع الظلم، فضلاً عن ان الأخطار المترتبة على الاحتلال الأميركي للعراق تتجاوز العراق الى مجمل المنطقة وتأثيراتها ضمن هذه الدائرة الواسعة بالاضافة الى أن هذه التأثيرات لا تتصل بحاضر العراق وحاضر المنطقة فقط بل تصل الى مستقبل العراق ومستقبل المنطقة.
وأشارت الأوساط الى أن مرجعيات دينية شيعية كبرى سبق لها ان حذرت المعارضة العراقية ولاسيما الذين حضروا مؤتمر لندن والمؤتمرات الأخرى في صلاح الدين وتركيا ان جل ما تريده الادارة الأميركية من هذه المؤتمرات هو أن تضفي شرعية على حربها على العراق.
كما أن هذه المرجعيات ومن بينها قيادات اسلامية كبرى كالمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله سبق لها ان حذرت بعض الاسلاميين الشيعة العراقيين من خطورة انسياقهم وراء الوعود الأميركية في اعطائهم دوراً ما في أعقاب الحرب، وانهم سوف يكونون الضحية التالية في العراق لأن أميركا ستعمل على اعادة ترميم بقايا النظام العراقي لجعله يحكم العراق على أساس استبدال طاغية بآخر مع تغيير في الديكور تحت عنوان الديموقراطية وما الى ذلك.
وكشفت الأوساط عن أن الأميركيين سوف يسيرون أكثر في ما رسموه سابقاً من عدم اعطاء المعارضة العراقية الشيعية الدور البارز في حكم العراق بعد الحرب على اساس ان هذه المعارضة أظهرت ضعفاً على مستوى التمثيل الداخلي بالاضافة الى قراءتها الخاطئة لمجريات الحرب وهو الذي يكون قد ساهم أكثر في اغراق الأميركيين بالوحول والرمال العراقية وخصوصاً رمال جنوب العراق.
وتشير الأوساط الى أن الفريق الاسلامي المعارض الذي لا يزال يتمتع بشعبية كبرى داخل الساحة العراقية والمتمثل بحزب الدعوة بقي بعيداً عن الانخراط في اللعبة الأميركية الساعية لاجتذاب المعارضين العراقيين والاستفادة منهم على المستوى الاعلامي والسياسي، ولذلك تشير الأوساط الى أنه من المتوقع ان يتسم هذه الموقف بالكثير من الصدقية على المستوى الشعبي داخل العراق حتى في ما بعد الحرب، سواء التزم حزب الدعوة بفتاوى المرجع فضل الله أم لم يلتزم، فرفض الانخراط في علاقة مع الأميركيين أو أنه قرر بنفسه أن ينأى عن الانخراط في هذه اللعبة.
وختمت الأوساط انه بين الضعف الذي اعترى هذه المعارضة على مستوى الشعبية والقراءة السياسية وبين المأزق الميداني الذي يواجه الأميركيين، تساءلت الأوساط عن المأزق السياسي المقبل لهذه المعارضة والذي قد يقود الى متاهة جديدة في رمال العراق الداخلية بعد متاهات الغربة عن الأرض والأهل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00