8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

وَداعاً أبا وديع

فقد لبنان كبير مصوريه، انطوان دالاتي "أبو وديع" علم كبير من اعلام التصوير.
هوى وسلاحه في يده، ترجل وغادرنا الى حيث الملتقى...
اسمه ارتبط بفن التصوير، عشق مهنته ولم يستسلم للمرض وتابع يعمل حتى سقط...
عامل المصورين كأبنائه. أحبه الصحافيون لكثرة خدماته، واحترمه الرؤساءالذين واكبهم، أسس مكتب دالاتي ونهرا منذ فجر الاستقلال وكان شاهداً على حقبة من تاريخ لبنان الحديث.
لم يرضَ أبو وديع بأي مركز ولم يرغب في وظيفة لِئلا يسقط في الروتين والبيروقراطية. لم يشأ ان يترشح ليكون نقيباً للمصورين، على الرغم انه "النقيب المتوّج" و"عميد المصورين".
"ضيعان التاريخ اللي راح" كلمات ظل يرددها أبو وديع في اشارة الى ارشيفه الذي أكلته نيران الاحداث اللبنانية الاليمة في مكتبه في بناية "المتروبول" في وسط بيروت، لكنه نفض الغبار وتابع..
تابع.. وبين العين وعدسة التصوير نبض فنان اتقن المهنة.. كرّسها بأناقة واحتراف فانتشرت الصورة تتباهى بتوقيع الثنائي "دالاتي ونهرا" الذي لم يغب يوماً عن صفحات الصحف والمجلات ومكاتب المسؤولين وارشيف الشخصيات.
الصورة الرسمية تحمل التوقيع واللقطات النادرة والاحداث الأبرز. صور التقطتها عين وعدسة بالابيض والاسود وبالالوان.
امس أغمضت العين.. توقف النبض.. ذوت عدسة دالاتي..
"ضيعان التاريخ اللي راح"
في ذاكرة لبنان يا أبا وديع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00