كشف عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب صلاح حنين بعض الجوانب التفصيلية لاجتماع "اللقاء" مع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود والذي استغرق أكثر من ساعة فأوضح لـ"المستقبل" ان رئيس الجمهورية كان منفتحاً وايجابياً على كل المواضيع التي طرحت للبحث.
ونقل حنين عن الرئيس لحود قوله في ما يتعلق برعاية الحوار الوطني "ان بعبدا بيت الشعب وبابها مفتوح للجميع وأنا موقعي يجعل مني الشخص المحاور، لكنني لا أستدعي أحداً لأنني ان فعلت سوف يأتون إليّ بشروط، وأنا أقول للجميع حضّروا أجواءكم وحواراتكم وأنا جاهز لأكون معكم بالشكل الذي أرى أنه مفيد". كما نقل عن الرئيس لحود تأكيده ضرورة "طي ملف المهجرين في عهده، لكن المسألة تصطدم بموضوع المال".
وأشار حنين الى أن البحث تطرق الى قانون الانتخاب وضرورة تحقيق التمثيل الصحيح من خلاله، لافتاً الى أن الاجتماع تطرق الى قضايا تتعلق بالمياه لجهة بناء السدود والاستفادة من المياه الجوفية ومعالجة المياه المبتذلة وإنشاء المحارق للنفايات، اضافة الى موضوع الكهرباء وتفعيل الجباية وأوضاع القطاع الزراعي.
وقال "ان اللقاء كان ايجابياً ومنفتحاً، وفيه من الانسجام والرغبة لتنشيط أمور عدة وبلورة أفكار يلتقي عليها الجانبان وتفعيلها، منها الموضوع العراقي مثلا. فهذا الموضوع فيه من التفاعل والرضى من كل شرائح المجتمع اللبناني ومنها "اللقاء الديمقراطي". فنحن أبدينا ارتياحا للموقف الذي جسدته الدولة اللبنانية فيما خص الوضع في العراق، وهو موقف رفض الحرب والتضامن الداخلي والوقفة المميزة مع الرئيس بشار الأسد. ونعتبر موقف الدولة في هذا الاطار سليم جدا ونتوافق معه.
"اما بالنسبة للموضوع الداخلي فيسود التضامن الذي يجب ان يستمر في وجه العاصفة التي تعصف بمنطقتنا.
أضاف: "لقد لاحظ النائب وليد جنبلاط خلال اللقاء ان الازهر الشريف دعا للجهاد ضد الاميركيين في حال نشبت الحرب ضد العراق، فأوضح ان هذه الدعوة ليست موجهة ضد المسيحيين. لا سيما وان موقف البابا هو الذي سلخ الطابع المسيحي عن الحملة العسكرية التي يقوم بها الاميركيون ضد العراق. ورأى ان الكنيسة وقفت موقفا مشرفا من القضية العراقية والموقف المتقدم في الدفاع عن الحقوق العربية. فمع هذا الموقف يجب علينا كمسلمين ومسيحيين التضامن وإظهار هذا الوجه المتضامن ولا نطرح عبارات تبين ان هناك موقفاً مسلماً في مواجهة موقف مسيحي أو العكس.
وتابع حنين "لقد اثنى جنبلاط على موقف البابا والبطريرك صفير وتمنى على المشايخ القيّمين على الوضع الاسلامي عدم اطلاق مواقف تؤثر على حساسية الوضع". مشيراً الى أن الموقف من الموضوع الاقليمي شبيه بالموقف من موضوع المقاومة مع الفارق في الوقت بين الموضوعين، فالأول جاء سريعا وحصلت حركة التضامن معه بسرعة ولكن موضوع المقاومة أخذ وقتا حتى تم احتضانه من جميع القوى وتحديدا من القوى المسيحية بعدما تمت بلورته".
وقال حنين "ان موقف صفير أوجد سدا منيعا في عدم المراهنة على اي من العناوين الخارجية غير العنوان العربي المطروح ونصرة القضية العراقية. فحركة الانسجام التي ظهرت اقليميا من الكنائس والبطريرك والدولة وسوريا تبلورت داخليا في المواقف التي شهدناها. فهذا التماسك والانسجام يجب المحافظة عليه لتمر العاصفة الآتية".
وعما اذا كان جنبلاط ينوي لعب دور الوسيط بين لقاء قرنة شهوان وبعبدا قال حنين: "لا أتصور انه يحب لعب دور الوسيط والقيام بوساطات، هذا احساس شخصي وليس موقفاً. لافتاً الى أن المجتمعين "تطرقوا الى الوضع الحكومي فتم التأكيد ان هناك وزراء يعملون بجدية بغض النظر عن بقاء أو ذهاب الحكومة لكن هناك البعض يتأثر من بقائها او عدم بقائها وينعكس هذا التأثر على ادائه في الوزارة".
وفي موضوع الحوار قال حنين "جرى التركيز على ان الحوار يجب ان يكون من خلال المؤسسات وهنا تكمن أهمية قانون الانتخابات الذي يؤمن التمثيل الصحيح ويوصل الممثلين الحقيقيين الى السلطة، وعندها يكون الحوار انحسر داخل المؤسسات التنفيذية والتشريعية وبالتالي تكون النتيجة ايجابية. فالحوار يجب ان يكون لبناء المؤسسات لتأمين رغبة المجتمع اللبناني. ولا يكون من خلال اقتراحات مرادفة من خارج المؤسسات للاقتراحات المطروحة. هنا الحوار ينتج عملية بناء للدولة". وعن قانون الانتخابات قال: طالب اللقاء ان يؤمن قانون الانتخابات التمثيل الصحيح وكما سبق وطرح وليد بك من خلال آخر كلام له وهو القضاء كدائرة انتخابية هذا هو موقفنا. لأنه يؤمن الضمانة الحقيقية للتمثيل".
وكشف حنين أنه تخلل اللقاء مع رئيس الجمهورية مواضيع انمائية عدة: أولها موضوع المياه، اذ ان هناك مشكلات ثلاث في ما يتعلق بالمياه هي المياه والسدود والمياه الجوفية والمياه المبتذلة والنفايات والبيئة. وقد كشف جنبلاط انه قام في الايام العاصفة بجولة على مناطق وقرى جبلية وتحديدا المناطق التي تمر فيها الانهراللبنانية وصولا حتى الوزاني. وقد أدهشه حجم غزارة المياه التي هطلت ولا تخزن، وقال ان الانهر أصبحت ممرا للمياه التي تهطل من السماء الى البحر من دون الاستفادة منها. وهنا شدد فخامة الرئيس على ضرورة رعاية هذه المياه وهي اهم استثمار اذ ان المياه هي "النفط المتجدد" يعني بناء السدود وانشاء هيئة واحدة للنظر بمواضيع المياه وإنشاء شبكة مترابطة لكل لبنان خصوصا ان في لبنان 15 نهرا 12 منها أنهر داخلية تؤمن الوفر في المياه يجب استغلالها في تحسين الوضع الزراعي والاجتماعي وتأمين توليد الطاقة الكهربائية.
وتابع "ان اللقاء تناول موضوع المحارق الذي نوقش بالتفصيل من حيث الفرز وإعادة الاستفادة من المواد في الاسمدة وغيرها بعيدا عن التلوث. كما خص اللقاء الموضوع الزراعي اذ اكد الرئيس لحود ان الزراعة قطاع مهم جداً. ولفت الى ان أهمية الزراعة في ابقاء المزارع في ارضه وقريته. فيما يعتبر الوزير جنبلاط من اول المدافعين عن هذا القطاع. وقد تم التوافق على ان يعطى هذا الموضوع حقه في المعالجات. وتحدث الرئيس لحود عن التصنيع الغذائي حيث يمكن الاستفادة من الزراعة واستثمارها وتسويقها، كما شدد على "ضرورة طي ملف المهجرين في عهده لأنه لا أحد يعرف المستجدات المقبلة لكن هذا الملف يصطدم بالمال".
وفي موضوع الكهرباء قال حنين تم التشديد على ضرورة ايجاد الحلول لموضوع غلاء الطاقة فضلا عن موضوع الجباية. وأوضح رئيس الجمهورية في هذا المجال انه "لا يجوز ان يدفع المواطن ثلاث مرات حيث ان غيره لا يدفع والآلية موجودة ، وفي كلامه اصرار على تفعيل الجباية". وأشار الى ان هناك لجنة تدرس المواضيع التي يمكن لها ان تؤثر ايجابا على المجتمع اللبناني من دون ان تشكل كلفة على الدولة اللبنانية في كل الاطارات. وقال لحود: "انا علي واجبات وعلى غيري ايضا".
واستخلص حنين من لقاء بعبدا "أن لحود منفتح على الحوار مع الجميع ولم يصدر عنه اية كلمة تقول عكس ذلك. وهو يقول "موقعي يجعل مني الشخص المتحاور والمنفتح على الجميع وهذا واجب الموقع". وعليه فالرئيس لحود منفتح للحوار وبعبدا بيت الشعب والباب مفتوح للجميع. وهو يريد التلاقي والتواصل مع الجميع وليس لديه اي عائق لاجراء حوار لكنه يقول ايضا: "انا لا استدعي الناس لأنه اذا "قلت لفلان تعا بدو يقللي انا عندي شروط". وانا موجود لتفعيل التلاقي بين الآخرين وهو قادر لطرح اي شيء في اللقاءات النيابية أو الوزارية. ويفتح المجال لحوار بين فريق وآخر برعايته الخاصة. والرئيس موجود للعمل في هذا الاطار دون ان يستدعي احدا لجلسات حوار وقال الرئيس "حضًّروا اجواءكم وحواراتكم وأنا جاهز ان أكون معكم في الشكل الذي نرى انه مفيد".
وختم حنين قائلا: " المبادرات يجب ان تكون مستمرة من الجميع ويكون الحوار ذا جدوى للخروج بنتيجة لبلورة الأفكار ويجب ألا يقتصر الحوار على مستوى التلاقي فقط. بل يكون الحوار مبني على أسس وبذلك تكون المعارضة تجاوبت مع الموالاة وبالعكس".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.