إعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أن التنسيق الأمني بين لبنان مصر على أحسن ما يكون. وأكد أن الارهاب والتطرف عدوٌ مشترك. ورأى أن محاربة الجماعات المتطرفة تبدأ بقيام تحالف سياسي قادر على الاستيعاب والنجاح. وشدد على أن الإعتدال هو الذي سينتصر على التطرف. وأشار الى أن الأزهر كان وسيبقى قبلة الاعتدال للمسلمين وللعرب.
حفل اليوم الثاني من زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى العاصمة المصرية القاهرة، بنشاط حافل تمثل بزيارة نظيره المصري اللواء محمد ابراهيم وامام الازهر الشيخ احمد الطيب والهيئة العربية للتصنيع.
ففي العاشرة صباحا زار الوزير المشنوق مركز الهيئة العربية للتصنيع العسكري والمدني يرافقه الوفد الامني الذي ضم: المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان وعددا من الضباط، حيث تم عرض نبذة متلفزة عن تاريخ الهيئة التي تأسست في العام 1973 وصناعاتها. واستمع الوزير المشنوق من نائب رئيس الهيئة محمود زغلول والخبراء العسكريين والمدنيين واعضاء الجهاز التنفيذي الى شروحات مفصلة عن الصناعات التي تنجزها الهيئة من الاسلحة الحربية وصناعة الطائرات والسيارات والعربات الحربية والمدنية، ونظم التسلح الخفيفة الوزن والمعدات الالكترونية المخصصة للتجهيزات العسكرية. وابدى المشنوق اعجابه بالاسلوب المتطور الذي وصلت اليه الصناعة المصرية على المستويين العسكري والمدني، مما يشجع على مزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين والاستفادة من الخبرات العسكرية والامنية.
وبعد الظهر زار الوزير المشنوق والوفد المرافق مقر مشيخة الازهر الشريف في جادة صلاح سالم في القاهرة والتقى امام الازهر الشيخ احمد الطيب واستمر الاجتماع زهاء ساعتين تم فيها استعراض لمجمل الاوضاع على الساحة الاسلامية في المنطقة والعالم في ضوء المستجدات الطارئة المتمثلة في الظواهر الجديدة البعيدة عن الاسلام الحنيف، والتي تريد شرذمة الامة والسعي الى ضرب التعاليم الصحيحة التي يدعو اليها الازهر الشريف.
وتحدث المشنوق فقال: إن سبب الزيارة لمشيخة الازهر هي لاخذ بركة من مولانا شيخ الازهر باعتباره الركيزة الاولى كشخص وكمؤسسة للاعتدال في العالمين العربي والاسلامي، وهو صاحب وذو فضل كبير بالفتاوى التي اصدرها في الاوقات الصعبة بكل العناوين الخلافية. وتحدثنا عن ضرورة استمرار ومزيد من التعاون بين المؤسسة الدينية العظيمة والقادرة التي يرأسها مولانا شيخ الازهر، وبين لبنان الذي يحتاج الى علمه وفقهه واعتداله. كما تحدثنا عن المؤتمر الذي سيعقد في الثالث من ديسمبر (كانون الاول) لدعم الاعتدال ومواجهة التطرف والتكفير، ولمولانا شيخ الازهر دور في هذا المجال.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت محاربة الجماعات المتطرفة عسكرياً أم دينياً، قال: هو حل من ثلاثة وجوه، الحل الاول هو قيام تحالف سياسي قادر على الاستيعاب والنجاح، الامر الثاني هي المواجهة بين الاعتدال والتطرف وليس امرا دينيا لذلك السياسة اولا والامن ثانيا اما الامر الفقهي فالازهر موجود منذ اكثر من الف عام وسيستمر وسيبقى قادرا و فاعلا ومؤثرا وسينتصر الاعتدال مع رسوخ واستقرار النظام السياسي في مصر او في تونس وان شاء الله في الدول الاخرى. وشدد على أن زيارته لمصر لها أهمية من جوانب عدة، اولا التعاون الامني وتبادل المعلومات والتشاور السياسي وكما ذكرت اخذ بركة الازهر باعتباره قبلة الاعتدال للمسلمين وللعرب. ودعا إمام الازهر الشيخ احمد الطيب الوزير المشنوق والوفد المرافق الى مائدة العشاء في حفاوة مميزة خص بها امام الازهر الوزير المشنوق.
ثم انتقل الوزير المشنوق الى مقر نادي الشرطة في منطقة الجيزة حيث اجتمع بوزير الداخلية المصرية اللواء محمد ابراهيم بحضور الوفدين الامنيين اللبناني والمصري، وتم التباحث في سبل التعاون المشترك في البلدين. واقام الوزير ابراهيم للوزير المشنوق والوفد المرافق مأدبة غداء على شرفه، تحدث بعدها الوزير ابراهيم فقال: تحدثنا في اطار التعاون وتبادل المعلومات بين البلدين نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة كلها ودعم ما اتفق عليه في مجال التدريب وتبادل المعلومات واللقاءات مستمرة ان شاء الله. وسئل: هل نتوقع نهاية قريبة للارهاب في سيناء؟ فاجاب: باذن الله باذن الله.
بدوره قال الوزير المشنوق: جئنا لكي نتعلم من التجربة المصرية، لنا عدو مشترك هو الارهاب والتطرف ونسقنا وسنسق اكثر واكثر ونتعاون في هذا المجال. وأشار الى أن التنسيق الأمني مع مصر على أحسن ما يكون، وهذه الزيارة بالتأكيد ستحدث فرقا لمزيد من التعاون. وعندما سئل: هل هناك طلبات محددة طرحها الجانب اللبناني على الجانب المصري؟ أجاب المشنوق: مصر كريمة ونحن نستأهل.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.