كعادتها أطلعتنا وزارة الاتصالات عبر تقريرها المرحلي على اهم الانجازات التي قامت بها في الاشهر الاحد عشر الاخيرة على مستوى قطاع الاتصالات الثابت والخلوي في لبنان، في توصيف بطولي ترى فيه عملية عرض عضلات لغايات وظروف معروفة المرامي والاهداف...
يبرز التقرير الموقع من وزير الاتصالات نقولا صحناوي (المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الاولى اي الاشرفية والمزرعة والصيفي) الانجازات العملانية خلال 11 شهرا للشبكتين الثابتة والخلوية في تغييب كامل لهيئة اوجيرو التي لها الفضل في استمرار الشبكة الثابتة على ما هي عليه لتسيير مصالح المشتركين على الصعد كافة.
ويتحدث التقرير عن سرعة الانترنت التي زادت 18 ضعفا على الهواتف المحمولة، فضلا عن الزيادة في الانترنت السريع DSL وبلغت 15 ضعفا. وتناول الانخفاض الحاد في التعرفات التي بلغت 72% على المكالمات الخلوية او في ما يعرف ب U- chat Bundle اضافة الى الانخفاض الذي طاول خدمة البلاك بري black berry بعدما وصلت حسب التقرير الى 88%.
ويتحدث ايضا عن الانخفاض في تعرفة التخابر الدولي بنسبة 84%، فضلا عن اتساع قاعدة المشتركين 158% للهاتف المحمول، و20% للهاتف الثابت.
لكن خبيرا في وزارة الاتصالات رأى انه طالما هذه الانجازات تتفاعل في الوزارة، فلماذا اذاً يشكو المواطن على نحو يومي من رداءة الاتصالات، وهل يستطيع اي مشترك في الهاتف الخلوي ان يكمل مكالمة واحدة، ولماذا تتلقى وزارة الاتصالات كل يوم عشرات الشكاوى من مشتركين في الهاتف الثابت والخلوي عن زيادات طارئة على فاتورتهم الشهرية رغم انهم استمروا في الوتيرة عينها في استعمال الخدمة والتحادث عبر الهاتف الثابت واستعمال الانترنت، فضلا عن ان عددا كبيرا من المشتركين يريدون العودة الى خدمة 2G بعدما كانوا اشتركوا في خدمة 3G اثر الدعاية الواسعة، بعدما اصبحت اجهزتهم كرة نارية ملتهبة نتيجة الاشتراك في الخدمة الاخيرة لعدم التفاعل التقني واجراء التجهيز اللازم للسنترالات للحظ الخدمة المذكورة.
وكشف المصدر ان خدمة الاتصالات اضحت من اسوأ الخدمات على وجه الكرة الارضية لجهة عدم القدرة على تكملة مخابرة خلوية واحدة، نتيجة السياسية المعتمدة والضعف التقني وصفقة تجديد العقدين مع الشركتين الخلويتين اللتين تديران القطاع من خلال التراخي في توظيف الاستثمارات اللازمة من قبلهما لتحسين الخدمة، والسعي نحو الربحية المطلقة، فضلا عن السقوط في وعود وإنجازات وهمية سمخ المشتركون آذانهم بها منذ تسلم فريق الوزير السياسي المسؤولية في ادارة القطاع.
وسأل لماذا جاء التصنيف العالمي لقطاع الاتصالات اللبنانية بعد سريلانكا في مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات الذي عقد في كوالاداخارا في المكسيك، أليس بسبب السياسة الكيدية والتشفي من هذا الموظف وغيره، والتلهي في الانتقامات بدل التعاطي مع القطاع على اسس علمية ومهنية بحته، ولماذا الاصرار على محاربة هيئة اوجيرو؟ ألانه يرأسها مدير شهدت له المنابر والمحافل والمنتديات التكنولوجية والاتحاد الدولي للاتصالات وغيره من خبراء القطاع؟
لماذا لم يذكر تقرير وزارة الاتصالات التصنيف الذي اعده البنك الدولي للبنان في مؤشر اقتصاد المعرفة (KEI)، والذي جاء في المرتبة 76 بين 146 دولة في العالم، والمرتبة 9 بين 18 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بعدما حل لبنان بالمرتبة 65 عالمياً و7 إقليمياً في الدراسات التي اجريت لهذا الخصوص.
كذلك حل لبنان هذه السنة في المرتبة 24 بين 25 بلداً من الدول ذات النظام المؤسساتي والتحفيزي الاقتصادي، الموارد التعليمية والبشرية، نظام الابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ولماذا لم يذكر التقرير ان لبنان هو الأسوأ في العالم بالنسبة لخدمة الإنترنت، وقد جاء في المرتبة 186 من بين 186 دولة، أي في المرتبة الأخيرة على لائحة الدول التي أجريت عليها دراسات لمعرفة مدى تطور هذه الخدمة فيها، وهو ما شكل مفاجأة مفجعة للبنانيين الذين يعرفون بأنّهم في آخر السلم، لكنهم ربما كانوا لا يزالون يتصورون أن ثمة من يعاني أكثر منهم، حتى ثبت العكس الشهر الماضي، حين ظهرت هذه الدراسة الصادرة عن البنك الدولي·
وبقيت نسبة مستخدمي الانترنت في لبنان منخفضة جدا قياسا بعدد السكان مع إمكانية النمو في إستخدام الانترنت في لبنان حيث كانت نسبة النمو 7،23 في المئة في العام 2009 في حين كانت بنحو 5،22 في المئة عام 2008 في مقابل متوسط إقليمي بنسبة 1،28 في المئة ومتوسط عالمي نسبته 8،26 في المئة.
وبيّن تقرير للاتحاد الدولي للاتصالات أنّ لبنان حلّ في المرتبة 170 من أصل 233 بلداً على صعيد نسبة اشتراكات الهاتف الخلوي إلى مجموع السكان.
كذلك حلّ لبنان إقليمياً في المرتبة 16 من أصل 18 بلداً وبلغت نسبة اشتراكات الهاتف الخلوي نحو 1،36 لكل 100 مقيم في لبنان.
ويختم المصدر الانجازات ليست في الدعاية الانتخابية انما في ارضاء المشترك.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.