8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مهرجان عيد الشهداء.. تأكيد المبادئ ورسم خطوط المرحلة المقبلة

تابعت الاوساط السياسية الاحتفال الذي نظمه تيار المستقبل بذكرى عيد شهداء لبنان، والذي جاء إحياء لشهداء السابع من ايار في ساحة الشهداء، ليحدد رؤية التيار و14 آذار للمرحلة المقبلة وخارطة طريق، من خلال المواقف التي اطلقها رئيس التيار سعد الحريري، والتي تعني الكثير في مدلولاتها السياسية الراهنة، حيث اكدت تثبيت المبادئ التي تبني الغد وترفض الفتنة والسلاح وأي هيمنة خارجية، مع الابقاء على الدعوة المفتوحة للحوار الصادق انطلاقا من قناعة لا من مناورة.
ويقول قياديّ في تيار المستقبل إن احتفال الاحد أعاد التذكير بالاسس والمواقف التي رسمها التيار بالنسبة الى السياستين المحلية والاقليمية، انطلاقا من رفض هيمنة السلاح الذي هو المدخل الاساس لكل تفاصيل السياسة الداخلية التي تنطلق منها قاعدة تيار المستقبل للولوج نحو الاستحقاقات المستقبلية. فضلا عن انه أعاد التذكير برفض الفتنة بكل أوجهها وأشكالها وخصوصا بين الطائفتين الاسلاميتين السنية والشيعية، ورفض قانون النسبية الذي روجت له بعض الدوائر السياسية اللبنانية، رفضا غير عبثي، انما لارتباطه بعامل السلاح، ويمكن بذلك ان يشكل حالة شاذة وليس حالة متطورة للمفاهيم الانتخابية العصرية التي يطمح اليها اللبنانيون.
ويتابع يأتي الاحتفال استجابة من القيادة لتفاعلات جمهور المستقبل مع الانتفاضة السورية الشعبية، اذ ان القيادة حريصة دوماً ولا تزال على عدم التدخل بالوضع السوري الداخلي، من دون ان يعني ذلك امتناعها عن اعلان دعمها المعنوي والقيمي والسياسي للثورة السورية، وهي بلورة مستمرة لهذا الدعم ولاسيما في مواقف نوابها وقياداتها وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري. والمناسبة لم تكن بذاتها الا ترجمة عملانية لهذا التوجه المتفاعل بين القيادة والقاعدة، ومن شارك فيها استطاع ان يستنتج وحدة الرأي بين الجهتين لالتقائهما اساساً وضمناً على التمسك بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة الانسانية.
ويلفت الى ان الاحتفال كان ذا دلالة على تنوع الحضور بين قيادة وكوادر ورجال ونساء التيار ومن مختلف الفئات العمرية، ما يدل من جهة اولى على اوجه القاعدة الشعبية وفئاتها الانسانية. كما كان الاحتفال تقاطعاً بين ذكرى شهداء لبنان في 6 أيار 1916 وشهداء الصحافة اللبنانية وشهداء الحرب اللبنانية الذين سقطوا جميعاً من اجل لبنان افضل، كذلك ذكرى كل شهيد سقط بعد ذلك من اجل لبنان الديمقراطي السيد الحر سواء في وجه الاحتلال الصهيوني او اي وصاية اخرى، وجاء ليتقاطع مع كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي وجّه التحية لشهداء القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية الذين سقطوا في حرب الجبل في بداية الثمانينيات. كما هي مناسبة لتأكيد رفض وصاية السلاح الداخلي على القرار الوطني العام.
ويرى القيادي ان المغزى السياسي للحدث هو تبني رفض الجمهور للحكومة الحالية بكل تفاعلاتها لكونها حكومة مغتصبة لإرادة الشعب وتشكل خطرا عليه، حيث انها تتخبط بالملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، منذ تسلمها زمام المبادرة، وفضلا عن رسم الخيارات بوضوح من الكثير من الملفات، سواء ما يتعلق منها بالوضع في سوريا أو في ما يتصل بسلاح حزب الله وقانون الانتخابات النيابية، إذ اكد الاحتفال الشعبي بلسان رئيسه رفضه مشروع قانون النسبية للانتخابات النيابية المقبلة في ظل هيمنة السلاح، وأنه لا يمكن إجراء انتخابات في ظل وجود الحكومة الحالية التي لا يراها الاحتفال انها جديرة بالإشراف على هذه الانتخابات.
ويختم القيادي بالقول ان هناك الكثير ممّن يذكّروننا بأحداث 7 أيار 2008، وهذا العقل المجنون ما زال يفكّر بالطريقة نفسها، بأنّهم (الفريق الآخر) قادرون على قمع الناس، لكننا نزلنا لكي يقتنع من قام بهذه الأحداث، أن ذاك اليوم لم يكن يومًا مجيدًا، كما قال عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00