يؤكد الخليجيون، خصوصا مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ( السعودية، الكويت، الامارات، قطر، البحرين، وسلطنة عمان) ان لبنان هو بلدهم الثاني، وهم لا يتوانوا على الرغم من كل الاحداث الدراماتيكية التي مرت في هذا البلد الصغير من وضع ثقتهم عبر الاستثمار العقاري اولا، وغير العقاري ثانيا.
وفي تقرير اعدته شركة العقارية "كونتوار الامانة"ان نسبة استثمار الخليجيين تأتي بالمرتبة الثانية بعد استثمارات ابناء البلد المقيمين والمغتربين وبلغت هذه النسبة نحو 40% من الاستثمار العقاري العام بقيمة 3.5 مليارات دولار اميركي.
واحتلت دولة الكويت المرتبة الاولى من حيث الاستثمارات الخليجية في لبنان حيث بلغت قيمة استثماراتها نحو مليارو700 مليون دولار بعد الاعلان عن القرية الفينيقية لشركة "ليفانت القابضة" التي بدأت الاكتتاب في الشركة الشهر الماضي . ويتميز المشروع بضخامته، إذ تبلغ مساحته المبنية 205770 متراً مربعاً ويضم ستة ابراج سكنية وتجارية وسياحية. ويبلغ حجم الاستثمار في هذا المشروع 1.3 مليار دولار. فضلا عن مشروع لبناني ـ كويتي سينشأ في السنوات القليلة المقبلة قبالة ساحة رياض الصلح يطلق عليه اسم "لاند مارك" تقدر تكلفته بـ270 مليون دولار اميركي، ويقوم على مساحة 77080 متراً، وتبلغ مساحته المبنية 149 الف مترمربع، ويتألف من برج ومبنيين تابعين، مساحة الطبقة الواحدة 1024مترا مربعا.
ـ مشروع مجمع قصور الساير في منطقة بتاتر ـ عاليه في جبل لبنان وهي كناية عن 12 قصرا اي مدينة قصور، ويبلغ استثمارها اكثر من 100مليون دولار، وفندق "السفير هليوبوليتان "في منطقتي الروشة وبحمدون باستثمار جاوز 35 مليون دولار اميركي، ومجموع الفلل والقصور في مناطق عاليه، بحمدون، بعلشميه، صوفر وحمانا والشبانية.
وعلى صعيد الاستثمارات الاماراتية التي احتلت المرتبة الثانية فقد جاءت على النحو الآتي:
مشروع بوابة بيروت الذي يتولاه بيت أبو ظبي للاستثمار على ثماني قطع أرض تبلغ مساحتها 21447 مترا مربعا. وتقدر تكلفة المشروع بنحو 660 مليون دولار، وهو يتوزع على البناء السكني والتجاري والسياحي. ومن المتوقع ان يتم إنجازه على مراحل ليكتمل نهائيا في العام 2014، فضلا عن مشروع بنك دبي الاسلامي، الذي اشترى عدة عقارات ضمن سوليدير الاول لبناء برجين سكنيين مشرفين على المارينا، والثاني سيقام عليه مشروع سكني، ويخطط البنك لمشاريع مستقبلية في منطقة " ردم ـ سوليدير"، بقيمة استثمارية تبلغ 200 مليون دولار.
وسجل الاستثمار الاماراتي فاتحة الاستثمارات الخليجية من خلال فندقي "حبتورميتروبوليتان" و"ميتروبوليتان بالاس" و"حبتورغراند " ، بل تعداها إلى المجمعات السياحية الترفيهية كـ "المتروبوليتان بارك" التابعة لمجموعة الحبتور الاماراتية ايضا، او مدينة الملاهي الضخمة في منطقة سن الفيل وحارة الست في جبل لبنان، فضلا عن "حبتور فيليدج" في في منطقة اليرزة، وتقدر قيمة استثماراتها جميعا 500 مليون دولار اميركي.
اما الاستثمار السعودي فيتبين من بعض الاحصاءات انه يتركز على الاستثمار في القطاع العقار السياحي والشقق الفخمة والقصور. ويعد الامير الوليد بن طلال من خلال مجموعة القابضة المستثمر السعودي الاول وله: "فورزيزنس "في وسط بيروت باستثمار بلغ 35 مليون دولار اميركي، ويعد فندق فور سيزنس اضافة نوعية مميزة للسياحة في لبنان لفخامته وتصنيفه من الفنادق الاولى، التي تشاد في لبنان بهذا الحجم والضخامة والاستثمار. وهي ويقع الفندق على العقار رقم 8141 في منطقة ميناء الحصن العقارية ـ وسط بيروت التجاري. وتبلغ مساحته في منطقة المارينا التابعة ل"سوليدير" 21405 أمتار مربع. وأُعلِن عن بدء تنفيذ اعمال المشروع في ايار 2004 وتستغرق ثلاثين شهراً، وكانت رست اعمال البناء على شركة محمد عبد المحسن الخرافي واولاده ( كويتية) ويتوقع انتهاء اعمال الانشاء نهاية عام 2006الجاري. هذا بالاضافة الى فندق الموفنبيك (25 مليون دولار) ومجموعة فنادق جفينور روتانا وغراند هيلز في برمانا وثلاثة فنادق فئة اربع نجوم وفندق واحد من فئة ثلاثة نجوم.وتبلغ قيمة استثماراتها الاجمالية 200 مليون دولار اميركي.
وجديد الاستثمار القطري جاء من خلال شراء عقار الارض لامير دولة قطر الشيخ حمد من خليفة آل ثاني في منطقة النعص ضهر الصوان التابعة لمنطقة جبل لبنان، وتقدر بحوالي 90 الف متر مربع. وكان "بيت التمويل العربي" الذي افتتح فرعا له في بيروت وهو أول مصرف إسلامي في لبنان بمساهمة مجموعة من كبار المستثمرين القطريين. ويملك مصرف قطر الإسلامي أكبر حصة في البنك الجديد، وفق تصريح خالد السويدي رئيس مجلس إدارة المصرف الذي يتخذ من الدوحة مقرا. وتملك المصرفين شركة بيت التمويل العربي القابضة برأسمال سيرتفع إلى 100 مليون دولار في غضون ثلاث سنوات منها 60 مليون دولار مدفوعة حاليا كاملة. اما على الصعيد العقاري والسياحي، فإن مساهمة القطريين تتركز في الشقق الفخمة والقصور.
هذا فضلا عن استثمار لشركة "كابكو" القطرية لبناء مصفاة تكرير من المقرر ان تكون في منطقة طرابلس بتلكفة تجاوز المليار دولار.
وتشهد منطقتا بيروت وجبل لبنان إقبالا كبيرا لمواطني سلطنة عمان على الشقق الفخمة حيث لا يقل سعر الشقة عن مليون دولار اميركي.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن الاقبال الخليجي في سوق العقارات اللبنانية يعود الى العام 2001، لاعتبارات عدة اهمها احداث 11ايلول وما رافقها من تداعيات. فضلا عن الطفرة النفطية واستثمار مردودها في القطاع العقاري العربي ومنه لبنان.
وذكر الخبراء أن الاستثمار الخليجي في قطاع العقار اللبناني ليس وليد اليوم أو السنوات القليلة الماضية، بل أن تملك الخليجين يمكن وصفه بالامتداد التاريخي، لكنه شهد تكثيفا خلال الفترة القليلة الماضية.
وأضاف أن السوق تشهد نموا على أكثر من صعيد منها الفنادق والمجمعات التجارية والشقق الفاخرة التي يقبل عليها الخليجيون وذوو المداخيل المرتفعة من اللبنانيين المقيمين بالداخل أو الخارج، مشيرا إلى أن مشاريع قد تم تخطيطها وتشييدها مستهدفة هذه الفئات، وتوقع أن يستمر الانتعاش خلال عامي 2006 و2007 تدعمه توقعات نمو الاقتصاد بمعدل 3 4 % وزيادة الودائع المصرفية بنسب تتراوح 13% سيما وان حجم الاراضي اللبنانية المبنية في لبنان ككل لا تتجاوز 30% من مساحة البلد البالغة 10452 . كلم2.
ومن جهته قال الخبير الاقتصادي وديع كنعان ل "المستقبل" إن معدل النمو في السوق يقدر بما يتراوح بين 35% و50% خلال العام الماضي، وأن المعد ل سيكون أكبر خلال العام الجاري بعد ثبات نسبي خلال عامي 2001 و 2006، بفعل زيادة الاستثمارات الخليجية واستثمارات اللبنانيين الذين لديهم مدخرات، لكن لديهم مخاوف في الوقت نفسه من حالة عدم الاستقرار النقدي والمالي.
وبمراجعة البيوعات الاخيرة في "سوليدير" يتبين ان التركيز الخليجي هو على العقارات الكبيرة والبلوكات .بالإضافة إلى وجود عدد من الـ"بنتهاوس" فجميع هذه الأبراج تتراوح مساحتها ما بين 1200 و1700 متر مربع تشتمل على حديقة وحوض سباحة، وأ ن معظم هذه الوحدات قد تم بيعها بالفعل.
واللافت أن تألق العقار الخليجي، يتزامن مع حركة سياحية ناشطة، حيث سجل عدد الوافدين الى لبنان خلال الفصل الثاني من العام الحالي، على سبيل المثال، زيادة بلغت نسبتها 5.30 في المئة، كما تزامن مع تعزيز السياحة الشتوية (التزلج). والسياحة التراثية، والسياحة الدينية والسياحة البيئية، والسياحة الصحية والسياحة الترفيهية، (مهرجانات تسويقية وفنية ورياضية) واعادة تأهيل شارع الحمراء الذي كان قبل الحرب قلب العاصمة النابض، واعادة ترتيب منطقة الروشة لتستعيد جاذبيتها السياحية الراقية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.