عاهد بسيسو مهندس من غزة، شقيق عاطف بسيسو الشهيد الذي أغتاله "الموساد" الإسرائيلي في باريس، يتبوأ أكثر من 15 مركزا اقتصاديا وتنمويا وإنسانيا، يؤكد إصرار الاقتصاديين ورجال الأعمال الفلسطينيين الذين يرأسهم على الصمود في أرضهم، أيا كانت التضحيات والخسائر، وأن الآلة العدوانية الإسرائيلية لن تمنعهم من الاندماج والتكامل الاقتصادي مع الوطن العربي.
ويلفت إلى الشروع بمشاريع في غزة، وأبرزها فندق "موفنبيك" (5 نجوم) فضلا عن مشاريع اقتصادية وتجارية ومصرفية عدة ستؤتي ثمارها في السنوات القريبة، هي علامة مركزية من علامات الصمود والتصدي لأعمال الاحتلال الإسرائيلي.
التقت "المستقبل" بسيسو وكان حديثٌ عن وجوده في بيروت، وجولة على آخر تطورات الوضع الاقتصادي الفلسطيني، إذ قال: "نحن في بيروت لتمثيل فلسطين في هيئة المعمارين العرب ونتشرف بانتمائنا إلى محيطنا العربي، ونتطلع دوما إلى التعاون المشترك بين النقابات الفلسطينية والعربية، لكسر العزلة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي علينا".
ويضيف قائلا: " ألقينا الضوء مفصلا على مشكلات الإسكان في القدس ومسألة تهويدها وزيادة كثافة السكان اليهود ومحاولة زيادة عدد السكان الإسرائيليين على عدد السكان العرب. يمارسون شتى الطرق التي تدفع الفلسطينيين إلى ترك القدس، وإيجاد المشكلات في القضايا الاقتصادية، فضلا عن الحصول على أذون البناء".
وقال ايضا: "أنا عضو في المجلس الإسلامي الفلسطيني، وقد حصلنا على قروض ميسرة من الدول العربية وأوروبة لسكان القدس، من أجل الصمود داخل أسوار المدينة، كذلك وفرنا منح ميسرة لإسكان جديد، والحصول على أذون للبناء. ويواجه سكان القدس مشكلة كبيرة في العمران في ظل خطوات التعسف الإسرائيلي".
ويتابع القول: "لدينا خطة قومية خمسية على مستوى الوطن لإعادة تأهيل البنية التحتية والإسكان في قطاع غزة، وضعتها وزارة التخطيط، فضلا عن منحة تقدمها النروج. لا ننسَى مشاريع الإسكان التي تبرع لها إخواننا في المملكة العربية السعودية، وإخواننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، لبناء مدينة الراحل الكبيرالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
ويشرح قائلا: "لقد أوجد الاحتلال الإسرائيلي الذي مر عليه أكثر من ثلاثين سنة، ارتباطا كاملا بين الاقتصاد الفلسطيني والاقتصاد الإسرائيلي. فمجموع الواردات التي يستهلكها الشعب الفلسطيني من إسرائيل قيمتها 3 مليارات دولار. ويعتمد الإسرائيليون على السوق الفلسطينية التي يعدونها السوق الثانية لهم في العالم، من حيث الصادرات، فضلا عن اعتمادهم مباشرة على اليد العاملة الفلسطينية التي هي رخيصة لهم قياسا بالعمال الأجانب".
ويضيف بسيسو: "بعد اتفاق أوسلو، حاولنا كسر هذا الجمود، وأصبحنا نتطلع إلى ربطنا بمحيطنا العربي لكسر هيمنة إسرائيل التي تسيطر على كل المعابر والحدود بين الأراضي الفلسطينية ومحيطها العربي. نحن رجال الأعمال الأعضاء في جمعية رجال الأعمال العرب، نواظب على الاجتماع الدوري مع إخواننا العرب، ونركز في هذه المرحلة على التعاون المباشر مع مصر والأردن".
ويقول: "نحن التزمنا اتفاق باريس الاقتصادي الناتج من اتفاق أوسلو، على الرغم من كل الغبن الذي يلحقه بالاقتصاد الفلسطيني، وهو يحد استيرادنا البضائع العربية من الخارج لارتباطنا بالتعرفة الجمركية الإسرائيلية العالية التكلفة".
ويؤكد بسيسو: "طالبنا السلطة الفلسطينية بإعادة درس اتفاق باريس لاستخلاص العبر. إذ يتفنن الإسرائيليون برفع سعر تكلفة أي نتاج للتاجر الفلسطيني، مثلا: تبلغ تكلفة نقل المستوعب من الصين إلى ميناء أسدود الإسرائيلي ألفي دولار أميركي، ومن ميناء أسدود إلى قطاع غرة 3 آلاف دولار، وقد بقي المعبر الذي تدخل منه البضائع 45 يوما مقفلا فأحدث شحا في الطحين".
ويستنتج بسيسو: "لقد بلغت نسبة الفقر 70% ونسبة البطالة 60%، فضلا عن تراجع الاقتصاد الفلسطيني إذ ان نسبة زيادة سعر البضائع المستوردة بين غزة وإسرائيل تفوق 40%. ونحاول نحن القطاع الخاص الفلسطيني في الداخل والخارج، أن نحفز القطاع الخاص العربي على الاستثمار بمشاريع داخل فلسطين، تخدم اقتصادنا وتنشئ فرص عمل وتحد البطالة ونحاول تحسين شروط اتفاق باريس التي تسمح لنا باستيراد المواد الخام من الخارج. وطموحنا في السلطة الوطنية الفلسطينية الشروع في بناء ميناء غزة البحري ومطار غزة الدولي للبدء بالاستيراد والتصدير المباشرين".
وختم بالقول: "لقد زادت قيمة الخسائر في قطاع الزراعة الفلسطيني في غزة على 200 مليون دولار أميركي. وهنا أذكر أنه كان لدينا تحد كبير، بعدما أخذنا الدفيئات الزراعية إثر خروج الإسرائيليين من القطاع، وأنتجنا الخضر والزهور، لكن الإسرائيليين تعسفوا بقفل الحدود والمعابر ورمي النتاج في الشارع بعد فساده. قرارنا الأخير أن نبقى في فلسطين. في الخارج مجالات كبيرة للاستثمار. لكننا نصر على أن نبقى في فلسطين إلى ما شاء الله".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.