أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه لمس حرصاً كبيراً من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني على لبنان وأمنه السياسي والعسكري، واستعداده لتقديم أي دعم معنوي ومادي، ولأن يتولى محادثات مع دول أوروبية لتسهيل أمر لبنان بالسرعة المطلوبة، لأن عنصر الوقت مهم جداً، مشيراً الى أن الملك عبد الله أبدى حرصه على المساعدة في موضوع انتخابات الرئاسة من خلال اتصالاته الدولية وجولاته في الدول الاوروبية التي سيقوم بها قريباً.
توج المشنوق لقاءاته في الاردن امس، باجتماع عقده مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، بعد محادثات مع كبار المسؤولين تناولت أموراً تتعلق بالمسائل ذات الاهتمام المشترك والافادة من الخبرات الامنية الاردنية في مجال مكافحة الارهاب. ولمس كل الدعم من العاهل الاردني والمسؤولين الاردنيين لمواجهة الاخطار والارهاب. ولقي والوفد الامني المرافق حفاوة مميزة.
والتقى المشنوق فور وصوله الى مطار الملكة علياء الدولي وزير الداخلية الاردني حسين هزاع المجالي، وناقشا الاوضاع الامنية اللبنانية والاردنية، والتعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المتمثلة في الارهاب.
ثم انتقل الى وزارة الخارجية في عمان، حيث عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية الاردني ناصر الجودة في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان وسفيرة لبنان في الاردن ميشلين باز وعدد من الضباط التابعين لوزارة الداخلية.
وعرض المجتمعون للتطورات العربية والدولية في ضوء المستجدات والتحديات التي يعيشها كل من لبنان والاردن إزاء الواقع المستجد، وخصوصاً في ما يتعلق بموضوع الارهاب وسبل التعاون لمواجهته.
بعد الاجتماع، دون المشنوق كلمة في السجل الذهبي، أشاد فيها بالدور الكبير الذي يلعبه الاردن في كل المجالات.
ومن هناك، انتقل الى مقر رئاسة مجلس الوزراء الاردنية وعقد لقاء موسعاً مع رئيس مجلس الوزراء الاردني عبدالله النسور، في حضور الوفد الامني المرافق، وتمت مناقشة الملفات المتعلقة بالقضايا المشتركة بين البلدين.
بعد ذلك، توجه المشنوق والوفد الامني الى قصر الحسينية في عمان، حيث استقبله العاهل الاردني على مدى ساعة، قال بعدها المشنوق: تشرفنا بلقاء جلالة الملك عبد الله بن الحسين، وكان لقاء أكثر من ودي، واستطيع القول انه لقاء دافئ وحميم، ولمسنا حرصاً كبيراً من جلالة الملك على لبنان وأمنه السياسي والعسكري. ونقلت اليه رسالة شكر من الرئيس تمام سلام ومن الرئيس سعد الحريري ومن الحكومة اللبنانية على المساعدات العسكرية التي قدمتها دولة الاردن بمبادرة كريمة من جلالته، وقد أبدى استعداده لتقديم أي دعم معنوي ومادي بمعنى تدريب الاجهزة الامنية من حيث الحاجات العسكرية. والمملكة الاردنية الهاشمية حاضرة للمساعدة، وهذا ليس بغريب على جلالة الملك، فنحن نقاتل عدواً واحدا. وأبدى جلالة الملك حرصه على المساعدة في موضوع انتخابات الرئاسة اللبنانية من خلال اتصالاته الدولية وجولاته في الدول الاوروبية التي سيقوم بها قريباً.
ورداً على سؤال عن موعد التعاون العملاني، أجاب: لقد بدأ، وتسلم لبنان المعدات العسكرية التي أهداها اليه جلالة الملك، ولكن بعض الظروف حالت دون إقامة احتفال للتسليم والتسلم، وهذا الامر سيجري قريباً في بيروت بعد أن توفد المملكة ضابطاً مختصاً بهذا الامر الى لبنان. أضاف: المملكة الاردنية تمتلك الخبرات أكثر من لبنان في مجال مكافحة الارهاب الديني والتكفيري المتطرف، وفي اللقاء مع معالي وزير الداخلية حاولنا أن نستفيد أيضاً في هذا المجال وفي مجال التعامل مع النازحين السوريين، وهو أمر يعانيه البلدان، ونعمل على معالجة الموضوع على نحو إيجابي.
وأوضح أن التعاون في مجال مكافحة الارهاب بين البلدين سيتم بين الاجهزة الامنية على المستوى العسكري والامني والمعلوماتي، وجلالة الملك كان أكثر من كريم بفتح كل الابواب أمام مؤسساتنا الامنية والعسكرية لكي تصل الى ما تريد، وما هو متوافر في الاردن وخارجه، وأبدى جلالته كرماً غير مسبوق، معرباً عن استعداده لأن يتولى محادثات مع دول اوروبية لتسهيل أمرنا بالسرعة المطلوبة، لأن عنصر الوقت مهم جداً.
بدوره، قال الوزير المجالي: تشرفنا بزيارة معالي وزير الداخلية اللبناني الذي أكن له كل التقدير والاحترام، والوفد الامني المرافق العالي المستوى من أصدقاء وزملاء ورفاق سلاح. إن سبب الزيارة هو رفع مستوى التعاون الامني وتبادل المعلومات والتدريب والتجهيز بالمعدات، وناقشنا سبل محاربة الايديولوجية التي لا تأتي بالسلاح بل بالرأي والاستيعاب والحجة لمحاربة التطرف الفكري، وهي تعمل على ثلاثة مسارات، المسار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. ولدينا خطة استراتيجية في الدولة الاردنية نعمل من خلالها، وسنتعاون في كل مجالاتها باذن الله.
وأشار الى أن التطرف ليس في الاسلام فقط، وخوفنا من التطرف المضاد. نحن نريد أن نكون من ضمن منظومة القوانين والتشريعات، وتعمل المملكة الاردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية من خلال القانون، اذ لا نريد أن نقوم بتجريم أصحاب الرأي، أين سنقف في نهاية المطاف؟. فكل من يحاول أن يترجم فكره الى أفعال تضر بأمن الوطن ان كان للبنان او للاردن او الوطن العربي سنكون له بالمرصاد فكرياً وعسكرياً وأمنياً.
ثم زار المشنوق برفقة المجالي والوفد الامني مركز ادارة الازمات، وانتقل بعدها الى مديرية الامن العام التي تضم مراكز أمنية عدة، واستمع الى شروحات من الضباط المختصين في مراكز القيادة والسيطرة والامن الوقائي والبحث الجنائي والادلة الجنائية، واطلع على الخبرات الاردنية البارزة في مجال مكافحة المخالفات والجريمة والارهاب.
وفي نهاية اليوم الحافل، أقام المجالي غداء على شرف المشنوق والوفد الامني المرافق، حضره وزراء الخارجية ناصر الجودة والبلديات وليد المصري والاعلام محمد المومني وعدد كبير من كبار الضباط والمديرين العامين والمستشارين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.