ثلاثة أيام من الاجتماعات المتواصلة عقدها الوفد الاقتصادي اللبناني برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير في روما وميلانو، مع القطاعين الحكومي والخاص، أثمرت ترسيخ تفاهم مع الجانب الإيطالي بضرورة تفعيل التعاون مع القطاع الخاص اللبناني في أكثر من مجال لا سيما الاستثمارات الخارجية.
الأفكار التي حملها الوفد لا سيما خلق شراكات عمل بين الشركات اللبنانية ونظيراتها الإيطالية للدخول في مشاريع مشتركة في مجال البنى التحتية والنفط والغاز في لبنان وإيطاليا والشرق الأوسط والخليج وأفريقيا، لاقت صدى إيجابياً لدى المسؤولين الايطاليين، حيث أكد شقير ان القطاع الخاص الايطالي مدعوماً من حكومته، استجاب لطروحاتنا واتفقنا على استمرار المشاورات في ما بيننا للوصول الى تظهير هذا التعاون على أرض الواقع في وقت قريب.
وقال شقير لـالمستقبل: نحن كقطاع خاص لبناني لدينا ميزاتنا التفاضلية، وفي ظل استمرار الجمود الاقتصادي وانغلاق الافق في لبنان، لم يعد امامنا سوى التفتيش عن مشاريع كبرى في الخارج لفتح آفاق جديدة امام الاقتصاد الوطني. اضاف: لقد نجحنا في اجتماعاتنا في روما وميلانو لأننا نسوّق أموراً حقيقية هي موجودة لدينا، فخبرة القطاع الخاص اللبناني في كل انحاء العالم ونجاحاته لا سيما في الخليج والشرق الاوسط وأفريقيا لا يمكن لأحد تخطيها لتعزيز وضعه الاستثماري في هذه المناطق، مشيراً الى التحضير للمشاريع الكبرى في المنطقة لا سيما إعادة إعمار سوريا والعراق يجب التحضر لها منذ الآن لأخذ موقعاً متقدماً في هذا المجال. وقال شقير: من الطبيعي إنهاء الزيارة في غرفة ميلانو خصوصاً أن الاقتصاد الايطالي يدار من هذه الغرفة، والاجتماع كان جيداً، وأسس لتعاون مشترك جديد في أكثر من مجال، مشيراً الى اهتمام شديد من الايطاليين بالدخول الى أفريقيا، لذلك يهمهم التعاون مع القطاع الخاص اللبناني في هذا لاطار.
واشار الى اتفاق مع غرفة ميلانو لانشاء مركز لمكتب العلاقات التجارية الخارجية الايطالية في غرفة بيروت وجبل لبنان. وقال: سنرسل غداً مشروع الاتفاق، واعتقد انه بإمكاننا توقيعه بأقرب وقت. واضاف: ان يتم إنشاء هذا المكتب في غرفة بيروت وجبل لبنان هو امر في غاية الاهمية للبنان، لأنه سيلعب دوراً لكل المنطقة، ونحن نعمل على استقطاب مثل هذه المؤسسات العالمية الكبيرة الى لبنان ، لأن هذا هو جوهر عمل لبنان في المنطقة.
اجتماعات اليوم الثالث
وبعدما أنهى الوفد الاقتصادي اللبناني محادثاته أول من أمس في روما بلقاء وزير خارجية ايطاليا باولو جانتيلينو، انتقل الوفد الى ميلانو لاستكمال اجتماعاته المحددة في ميدنة ميلانو، حيث اجرى الوفد امس مجموعة من اللقاءات كان ابرزها الاجتماع الصباحي مع الصندوق الايطالي للتوظيف الاستراتيجي، الذي يستهدف التوسع في الاستثمارات الايطالية الخارجية، ومع مكتب تنمية العلاقات التجارية الخارجية في غرفة تجارة وصناعة ميلانو، والمنظمة الاورومتوسطية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
غرفة ميلانو
اما محطة الوفد الثانية كانت في غرفة تجارة وصناعة ميلانو، حيث كان في استقباله نائب رئيس الغرفة رئيس مكتب تنمية العلاقات التجارية الخارجية في الغرفة برونو إرموللي ورئيس المنظمة الاورو-متوسطية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة جانكارلو اراغونا وعدد من اعضاء مجلس ادارة الغرفة والمنظمة.
وعقد اجتماع مشترك، تم خلاله طرح قضايا التعاون المشترك. ودعا شقير خلال اللقاء الى وقوف القطاع الخاص الايطالي بما يملك من قدرات وطاقات الى جانب نظيره اللبناني لتمكين الاقتصاد اللبناني من اجتياز المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان بأقل خسائر ممكنة، لا سيما ان دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سيخلق فرص عمل للشباب اللبناني نحن بأمسّ الحاجة اليها لمنع حصول انفجار اجتماعي في ظل وجود أكثر من 1،5 مليون نازح سوري يزاحمون اليد العاملة اللبنانية.
كما دعا الجانب الايطالي الى خلق شراكات تجارية بين لبنان وايطاليا لزيادة الصادرات اللبنانية الى ايطاليا. كما دعا الى انشاء مركز لمكتب للعلاقات الخارجية في غرفة ميلانو في غرفة بيروت وجبل لنبان.
وتحدث إرموللي فأشاد بالتعاون البناء مع القطاع الخاص اللبناني، مؤكداً اهتمام رجال الاعمال الايطاليين على تعزيز التعاون مع نظرائهم اللبنانيين. وقال: التعاون مع غرفة بيروت وجبل لبنان يعود لفترة طويلة وهناك اتفاق تعاون بين الغرفتين، خصوصاً لانشاء مجلس الاعمال الايطالي اللبناني، ونحن نعول عليه كثيراً للتقدم على مسار تنمية التعاون لاقتصادي. وأبدى استعداده لبحث كل السبل التي يمكن من خلالها مساعدة لبنان واقتصاده، وكذلك على فتح مركز لمكتب العلاقات التجارية في غرفة ميلانو في غرفة بيروت وجبل لبنان.
أما راغونا، فاشار الى الى أن عمل المنظمة يستهدف بشكل اساسي تقوية قدرات المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري للاقتصادات في دول البحر المتوسط، مؤكداً للوفد اهتمامه بمساعدة هذه المؤسسات في لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.