كانت للدعوة التي اطلقها وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصي جورج لكوتريبس، للبنان، في حفل افتتاح الملتقى الاقتصادي القبرصي - اللبناني في ليماسول، وقعها على الحضور الذي تخطى الـ400 شخص من كبار القيادات الاقتصادية ورجال الاعمال اللبنانيين والقبرصيين. فهو حض لبنان على الاسراع في بت ملف النفط والغاز، فـقبرص استطاعت ان تستقطب شركات عالمية عاملة في هذا المجال، في حين لبنان لا يزال ينتظر.
ويشكل انعقاد الملتقى في ليماسول، والذي تدعمه غرفتا بيروت وجبل لبنان وقبرص، مرحلة جديدة للعلاقات الاقتصادية الثنائية بين لبنان وقبرص، خصوصاً مع بروز عوامل ايجابية جديدة، اهمها: الهجمة الاستثمارية من قبل اللبنانيين في قبرص لا سيما في مجالي البناء والسياحة، ضرورة التعاون في ملفي النفط والغاز، حاجة القبارصة الى خبرة اللبنانيين وانتشارهم لتوسيع استثماراتهم في الدول العربية والافريقية. وفي المقابل تطلع القطاع الخاص اللبناني لجذب رجال الاعمال القبارصة لانشاء شركات لهم في لبنان تحضيراً لتطوير البنى التحتية في لبنان وإعادة إعمار سوريا.
لقاءات عدة تمت بين رجال أعمال لبنانيين ونظرائهم القبارصة مهدت لتعاون مثمر بين الطرفين، وفق ما كشف رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير لـالمستقبل. ولفت الى ان حجم الاستثمارات اللبنانية في قبرص تفوق النصف مليار دولار، وهي تتركز في مجالات البناء والعقار والسياحة والمصارف، فضلاً عن بعض شركات الخدمات لا سيما الهندسة والمحامات، مؤكدا ان هذا الرقم سيزداد كثيراً في السنوات المقبلة نظراً للتسهيلات التي تقدمها قبرص وحاجات رجال الاعمال اللبنانيين لفرص العمل.
ولفت الى ان عدد الجالية اللبنانية في قبرص يفوق الـ20 الف شخص، متوقعاً ان يرتفع بفعل قرب قبرص من لبنان والفرص الواعدة في هذه الجزيرة.
رئيس الشركة المنظمة جورج مفرج، أوضح لـالمستقبل ان هذا الملتقى هو الاول من نوعه، وقال: نطمح الى ان يحقق الاهداف المرجوة منه في تنمية علاقاتنا الثنائية الى مستويات افضل، مشيراً الى ان ردود الفعل الاولية لدى المشاركين من الجهتين تؤكد الاهتمام الكبير، وهذا من شأنه ان يخلق ارضية صلبة للسير قدما في تفعيل علاقة التعاون والشراكة بين رجال الاعمال في البلدين.
وكشف عن توجه لاقامة ملتقى اقتصادي لبناني - قبرصي في لبنان بعد التشاور مع شقير ورئيس غرفة قبرص، خصوصا ان هناك اندافعا قويا من قبل الجانبين لتطوير التعاون الاقتصادي المشترك.
عدد من رجال الاعمال المشاركين في الملتقى اعربوا لـالمستقبل عن ارتياحهم للمحادثات التي اجروها مع نظرائهم القبارصة، مؤكدين وجود فرص واعدة لكن الدخول في استثمارات يتطلب بعض الوقت لدراسة الجدوى والامكانات المتاحة.
وشكلت كلمة وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصي جورج لكوتريبس في حفل الافتتاح محط اهتمام الوفد اللبناني، حيث دعا لبنان الى الاسراع بالبت في ملف النفط والغاز وقال: استطاعت قبرص ان تستقطب شركات عالمية عاملة في هذا المجال في حين ان لبنان لا يزال ينتظر، مكرراً دعوته للبنان بالاسراع في إنجاز الخطوات المطلوبة في هذا الاطار لان ذلك يصب في مصلحة للبلدين. واشار الى ان قبرص تطمح لان تكون مركزاً طاقوياً في البحر المتوسط.
افتتاح الملتقى
وكان افتتح صباح أمس الملتقى الاقتصادي القبرصي اللبناني في فندق سان رافايل في ليماسول من تنظيم شركة كوميد بالتعاون مع غرفة بيروت وجبل لبنان وغرفة تجارة وصناعة قبرص، وبدعم من مجلسي رجال الاعمال في البلدين. وشارك فيه، الى لكوتريبس وشقير على رأس وفد اقتصادي لبناني، رئيس غرفة تجارة وصناعة قبرص ماريوس سياكيس، سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة، وزير الداخلية السابق زياد بارود، رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار في لبنان (ايدال) نبيل عيتاني، رئيس هيئة ادارة قطاع النفط في لبنان وسام الذهبي، الأمين العام للمجلس الاعلى للخصخصة زياد حايك، رئيس الجمعية القبرصية - اللبنانية حجي روسوس، رئيس مجلس الاعمال اللبناني القبرصي جورج شهوان، رئيس اساقفة مطرانية قبرص المارونية يوسف سويف، مفرج، وحشد كبير من الفعاليات الاقتصادية اللبنانية ورجال الاعمال اللبنانيين، بلغ عددهم نحو 200 شخص، وحضر ايضاً من الجانب القبرصي نحو 200 شخص يمثلون القطاعات الاقتصادية المختلفة.
سياكيس شدد في كلمته على اهتمام القطاع الخاص القبرصي بزيادة التعاون مع نظيره اللبناني لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وإذ اشار الى وجود الكثير من الفرص الواعدة في مختلف القطاعات في قبرص، ابدى استعداده وضع كل امكانات غرفة قبرص في تصرف رجال الاعمال اللبنانيين، لتسهيل اعمالهم في قبرص.
اما روسوس، فعرض للميزات التفاضلية التي تتميز بها قبرص، معتبرا ان هذا الملتقى سيشكل محطة اساسية لتحفيز اللبنانيين وتشجعيهم على الاستثمار في قبرص التي كانت تعاني أزمة اقتصادية لكنها شهدت في العام 2015 نموا اقتصاديا بنسبة 1,5 في المئة، ومن المتوقع ان ترتفع هذه النسبة كثيراً عام 2016، مشيرا الى ان قطاع السياحة سيشكل العنصر الاكثر جاذبية، كما ان النظام الضريبي يعتبر الاكثر مرونة في الاتحاد الاوروبي.
وتحدث شقير، فرأى ان هناك امكانات كبيرة لتطوير هذه العلاقات على مختلف المستويات من خلال اقامة شراكات عمل بين رجال الاعمال اللبنانيين ونظرائهم القبارصة، ونحن ننظر بايجابية كبيرة للاستثمارات التي يقوم بها اللبنانيون في قبرص لا سيما في مجال البناء والمقاولات والسياحة. ونطمح أن يكون التعاون بشكل متبادل وبالاتجاهين. أضاف هناك امكانية كبيرة لتفعيل السياحة البينية وكذلك في جعل لبنان وقبرص وجهة سياحية واحدة والافادة في هذا الاطار من المشروع الذي اطلقه وزير السياحة تحت اسم طريق الفينيقيين، لأن قبرص هي من هذه الخارطة السياحية في المتوسط. وشدد على ضرورة التعاون بشكل فاعل في ما بيننا لجهة خلق شراكات حقيقية للاستفادة من النفط والغاز في البلدين عبر تسويقهما وكذلك من خلال تبادل المعرفة والخبرات لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الثروة. ولفت الى أنه في ظل الاقتصاد المعولم لا بدّ من ان نجمع طاقاتنا سويا لتقوية تنافسيتنا، فلبنان لديه ميزات تفاضلية كثيرة لعلّ أبرزها نظام اقتصادي حر وقطاع مصرفي قوي قطاع خاص فاعل ويحوذ على ثقة محلية واقليمية وعالمية، ومن هنا نحن نتطلع لان يكون لبنان مقرًا للشركات القبرصية للدخول الى الاسواق العربية والافريقية كما نأمل ان تشكل قبرص مدخلاً للبنان الى أوروبا.
وتحدث شهوان، فتوقع ان ترتفع الاستثمارات اللبنانية في كل القطاعات في قبرص، مشيرا الى ان المجلس يحاول الوصول الى عدد كبير من المستثمرين وتشجيعهم للعمل في مجال العقارات والمطاعم والسياحة وغيرها من الاستثمارات، لافتا الى ان قبرص تقدّم تحفيزات كبيرة، فعلى سبيل المثال هناك 12 مصرفا لبنانياً في قبرص وهذا يعدّ محفزا لمجيء اللبنانيين والاستثمار في هذا البلد. واكد شهوان أهمية التسهيلات الموجودة بين البلدين على الصعيد التجارة والصناعة، لافتا الى مواصلة العمل على زيادة التعاون في هذين القطاعين تحت اشراف غرفة بيروت وجبل لبنان واشراف المجلس القبرصي اللبناني برئاسة حاجي روسوس.
افتتاح المعرض
بعد ذلك توجه الجميع وافتتحوا المعرض المصاحب للملتقى الذي يضم نحو 50 شركة توزعت مناصفة بين لبنان وقبرص، وقاموا بجولة في ارجاء المعرض واطلعوا على السلع والخدمات المعروضة.
جلسات عمل
الجلسة الاولى كانت عن الاستثمار في لبنان، حيث قدم عيتاني عرضاً مفصلاً عن الوضع الاستثماري في لبنان. وأعلن استعداد المؤسسة لتقديم الدعم والمساندة لكل مشروع من شأنه أن يعزز التعاون بين المستثمرين من البلدين.
وخصصت الجلسة الثانية لواقع النفط والغاز في لبنان، وتحدث فيها الذهبي عن آخر المستجدات والتطورات الحاصلة في لبنان في مجال الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية، وعرض الإطار التشريعي والمالي والقانوني كما للتحضيرات التي تجريها الهيئة في المجالات التقنية والفنية والبيئية والدراسات المبنية على المسوحات الثنائية والثلاثية الأبعاد. وختم بضرورة تفعيل التعاون بين لبنان وقبرص في مجال الاستكشاف والإنتاج وتبادل الخبرات لما فيه مصلحة البلدين.
وتحدث في الجلسة الثالثة حايك، الذي أكد ان لبنان مقبل على مشاريع كبيرة في مجال البنية التحتية، وهذا سيتم في حال اقر قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص او لم يقر، لأن البلد بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع.
اما الجلسة الرابعة والاخيرة المخصصة للبنان، فتحدث فيها رئيس مجلس ادارة بنك بيروت والبلاد العربية غسان عساف الذي عرض لواقع القطاع المصرفي اللبناني وقوته وتميزه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.