لم يكن الوفد الاقتصادي اللبناني الذي يزور الجزائر برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير يتوقع هذا هذا الكمّ من الفرص الاقتصادية الواعدة في الجزائر، فالبلد بحاجة الى مشاريع كثيرة وفي كل القطاعات وفي الوقت نفسه اتخذت الدولة الجزائرية قرارها في السير قدماً لتحقيق نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي، لا سيما لجهة تنويع الاقتصاد بعدما تراجعت أسعار النفط الى هذه المستويات المنخفضة.
وفي هذا الاطار، اكد شقير لـالمستقبل ان آفاق التعاون الاقصادي واعدة جداً مع الجزائر، فهي بحاجة الى الى مشاريع تطويرية في كافة القطاعات، وهذا الامر يشكل فرصة كبيرة للقطاع الخاص اللبناني للمساهمة في هذه العملية الضخمة بشكل اساسي، خصوصا اننا تلقينا دعوات من كل المعنيين الذين التقيناهم للدخول بقوة على هذا الخط.
واكد شقير اننا ننطلق الى مرحلة اقتصادية جديدة ومتقدمة مع الجزائر، خصوصا انها بدأت تأخذ اجراءات انفتاحية لتسهيل الاستثمار في هذا البلد وتسهيل الاعمال التجارية والتبادل التجاري. ووصف شقير زيارة الوفد بـالاستكشافية، وقال: بعدما وجدنا كل هذه الفرص التي تتسع للجميع، وكذلك هذا الترحيب والتشجيع من السلطات الجزائرية بدأت منذ الآن اعمل بالتعاون مع القطاع الخاص الجزائري على عقد ملتقى اقتصادي لبناني جزائري في الجزائر سيكون مفتوحاً لكل اللبنانيين الراغبين في العمل في هذا البلد الشقيق.
واعلن شقير ان وزير التجارة الجزائري البختي بلعيد كشف ان بلاده سترفع 600 سلعة عن اللائحة السوداء قريبا، اي تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة عليها عند استيرادها الجزائر الى الصفر، تطبيقا لاتفاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. ولفت شقير الى ان الوزير وعد بإزالة سلع لبنانية اخرى من اللائحة السوداء بطلب من الجانب اللبناني شرط الا تكون مماثلة لسلع استراتيجية جزائرية، مؤكدا ان هذه الخطوة من شأنها فتح سوق كبيرة تبلغ نحو 45 مليون نسمة امام المنتجات اللبنانية، وكذلك تشكل مدخلا لانشاء مصانع لبنانية في الجزائر.
أما رئيس اتحاد رجال الاعمال المتوسط جاك الصراف، فقال لـالمستقبل: اليوم القطاع الخاص اللبناني امام فرص حقيقية كثيرة واعدة، فالجزائر تقوم بعملية نهوض اقتصادية شاملة وحددت العديد من القطاعات لجذب الاستثمرات اليها. اضاف: لقد لمسنا من المسؤولين الجزائريين الذين التقيناهم رغبة قوية بدعوة القطاع الخاص اللبناني لمشاركتهم القيام بهذه العملية الضخمة، داعيا القطاع الخاص اللبنانية الى التحضر جيدا للدخل الى السوق الجزائرية.
وأجرى الوفد الاقتصادي اللبناني في اليوم الثاني من زيارته الى الجزائر سلسلة من اللقاءات، كان ابرزها مع الوزير بلعيد ووزير السياحة عمار غول وزير الصناعة وسفير لبنان في الجزائر غسان المعلم، إضافة الى لقاءات كثيرة مع القطاع الخاص ورجال الاعمال الجزائريين.
وفي حديث خاص لـالمستقبل دعا وزير السياحة الجزائري القطاع الخاص اللبناني الى الاستثمار في الجزائر، وقال: نحن بحاجة الى خبرات القطاع الخاص اللبناني لتطوير السياحة في الجزائر، خصوصا ان هذا القطاع قوي وهو استطاع ان ينتشر بجدارة حول العالم. وقال الوزير عمار غول المستثمر اللبناني يعرف عنه بالدينامية ويذهب بعيدا بالاستثمار، لذلك نحن من خلال القدرات التي توفرها الجزائر على مختلف المستويات هناك فرصة كبيرة جدا لخلق شراكة بين قدراتنا ودينامية القطاع الخاص اللبناني.
وعن بعض العقبات التي تعيق عمل المستثمر في الجزائر، قال الوزير عمار غول: لا خوف بعد اليوم لان هناك الكثير من الاجراءات التي اتخذت مؤخراً في اطار اعادة النظر بمناخ الاعمال في الجزائر لجهة تسهيل وتقديم تحفيزات للمستثمرين.
وبالنسبة للقطاعات التي تستهدف الجزائر تطويرها وتشجيع الاستثمار فيها، لفت الى ان هناك خمسة قطاعات خارج النفط وهي: الزراعة والسياحة والصناعة وصناعة المعرفة والخدمات، لافتا الى ان التعاون السياحي بين البلدين قائم، وهناك تواصل دائم مع وزير السياحة اللبناني ميشال فرعون في هذا الاطار.
وبعد انتخابها رئيسة للكونفدرالية العامة لمؤسسات الاعمال في الجزائر خلفاً لحبيب يوسفي، قالت سعيدة نغزة لـالمستقبل : نحن نطمح دائما الى تقوية الشراكة مع القطاع الخاص للبناني، الذي اثبت نفسه بقوة في لبنان وخارجه، مشيرة الى ان لديها شريكاً لبنانياً في اعمالها الخاصة.
ولفتت الى وجود الكثير من الفرص الواعدة التي سيتم طرحها قريباً في الجزائر، ونحن كقطاع خاص جزائري نطمح لشراكة فعلية وعملية مع القطاع الخاص اللبناني لتنفيذ المشاريع المطلوبة.
ودعت نغزة رجال لاعمال اللبنانيين للقدوم الى الجزائر، لأننا بحاجة ماسة الى خبراتهم في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة والبناء، وفي الوقت نفسه الحكومة الجزائرية وعدتنا باعطاء كافة التسهيلات للقيام بهذه الاعمال.
وضم الوفد اللبناني الى شقير رئيس اتحاد رجال عمال البحر المتوسط، كلاً من: النائب السابق سليم دياب، رئيس غرفة التجارة الدولية بيروت وجيه البزري، رئيس نقابة المهندسين الأسبق بلال علايلي، خليل العرب، عضو مجلس ادارة غرفة بيروت وجبل لبنان وسام عريس، فايز مكوك، زياد منلا، مروان صيداني.
وزير التجارة
وكان الوفد الاقتصادي استهل لقاءاته في اليوم الثاني من زيارته الجزائر مع الوزير بلعيد، حيث تم البحث خلال اللقاء آفاق التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين وسبل تطويره، لا سيما على مستوى زيادة التبادل التجاري وتسهيل ادخال المنتجات اللبنانية الى اسواق الجزائر.
واكد شقير للوزير بلعيد وجود فرص واعدة لتعزيز التعاون بين القطاعين الخاصين في البلدين، لافتا الى ان المنتجات اللبنانية تتمتع بأعلى الموصفات العالمية ولديها جودة عالية، داعيا الى تسهيل ادخالها الى اسواق الجزائر.
وتحدث الوزير فرحب بالوفد، وأكد المحبة التي يوليها الشعب الجزائري للشعب اللبناني، وهذا الامر يشكل ارضية هامة لتعزيز التعاون الاقتصادية بين البلدين. وأعلن الوزير بلعيد ان بلاده سترفع 600 سلعة عن اللائحة السوداء قريبا، اي انها ستخفض الرسوم الجمركية المفروضة عليها لدى استيرادها الى الجزائر الى الصفر، تطبيقاً لاتفاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. كما وعد بإزالة سلع لبنانية اخرى من اللائحة السوداء بطلب من الجانب اللبناني شرط الا تكون مماثلة لسلع استراتيجية جزائرية.
وبعدما شكر شقير الوزير اكد ان من شأن هذا التدبير الذي نعتبره في غاية الأهمية زيادة التبادل التجاري لا سيما تصدير المنتجات اللبنانية الى الاسواق الجزائرية، وهذا امر في غاية الاهمية لتنمية العلاقات الاقتصادية بين لبنان والجزائر.
من جهته، شكر الصراف الوزير بلعيد على اهتمامه بلبنان، مؤكد ان الشعب اللبناني يكنّ نفس المشاعر للشعب الجزائري، مؤكداً بذل المستطاع لدفع علاقاتنا الثنائية الى الامام.
وزير السياحة
والتقى شقير والوفد المرافق وزير السياحة عمار غول وتركز النقاش على التعاون بين البلدين في اطار البرامج التي تنفذها الجزائر لتطوير القطاع السياحي.
وعرض الوزير غول المشاريع التي تنوي الجزائر تنفيذها في اطار تطوير القطاع السياحي، وهي تشمل اقامة اعداد كبيرة من الفنادق من مختلف المستويات، ومناطق وقرى سياحية فضلاً عن تنفيذ برامج مختلفة لاظهار المقومات السياحية في الجزائر وتشجيع السياحة الداخلية وجذب السياح الاجانب، لافتاً الى ان عدد السياح حالياً في الجزائر يبلغ نحو 100 الف سائح سنوياً ونحن نطمح لرفع هذا الرقم الى 500 الف سائح قريباً.
وتحدث شقير فأكد ان لبنان لديه خبرة كبيرة في مجال السياحة، وهناك قطاع خاص متميز لا سيما في العمل بالقطاع السياحي، ووضع شقير خبرات رجال الاعمال اللبنانيين في تصرف الاشقاء في الجزائر للمساهمة في تحقيق هذه النهضة السياحية المنشودة. كما دعا شقير الى ضرورة العمل على تنمية السياحة البينية بين لبنان والجزائر، مشيراً الى ان لبنان لديه مقومات سياحية كثيرة ومتنوعة غير موجودة في بلد آخر.
السفير اللبناني
والتقى الوفد الاقتصادي اللبناني سفير لبنان في الجزائر غسان المعلم، وجرى نقاش طويل حول جدوى الاستثمار في الجزائر والفرص المتاحة. وأكد السفير المعلم وجود قطاعات واعدة جداً مثل البناء والتطوير العقاري والصناعة والسياحة وبيع التجزئة ، وقال: ان المطبخ اللبناني مرغوب في الجزائر وهو حتى الآن غير موجود، ومن المهم جداً العمل على هذا الموضوع سريعاً. كما أكد ان الشعب الجزائري يحب اللبنانيين وهذا امر في غاية الاهمية لتعزيز التعاون في كل المجالات لا سيما الاقتصادي. مشيراً في هذا الاطار الى قرب اتخاذ قرار من السلطات الجزائرية لالغاء التأشيرات للبنانيين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.