إنها ذكرى رجل كبير من بلادي، أنجز وبنى وعمر وعلم وأعطى بلده حتى الشهادة.
فبعد مضي 10 سنوات على استشهاده لا يزال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حاضراً بقوة في المشهد اللبناني لا سيما على المستوى الاقتصادي.
لا نبالغ إذا قلنا إن كل ما هو موجود الآن من خدمات وبنى تحتية، قد تم تشييده إبان حكومات الرئيس الحريري. ولولاها لما تحقق في الأعوام 2007 و2008 و2009 و2010 مستويات نمو قياسية وصلت الى 9 في المئة.
إنجازاته لم تنحصر بالحجر، فالبشر نالهم النصيب الأكبر، فـ 35 ألف طالب علمهم على نفقته الخاصة في أفضل الجامعات العالمية، حيث شكلوا أرضية أساسية وصلبة لتوفير الكادرات الكفوءة للنهوض ببلد مزقته الحروب.
أما على مستوى الإنشاءات، فحدث ولا حرج، فمن شبكات الطرق والأوتوسترادات، الى شبكات المياه، فالمدارس والهاتف الثابت والخلوي الذي كان الأول في المنطقة على الإطلاق، وكذلك الانترنت، الى مرفأ بيروت، ومطار بيروت كلها مشاريع خدمت بكفاءة عالية ولا تزال الاقتصاد اللبناني.
موحه بلبنان لم يكن له حدود، أراده منارة للشرق وقلبه النابض، فهناك الكثير من المشاريع التي نفذها، ولكن هناك مشاريع كبرى لم يسمح له خصومه بتنفيذها ومنها المدينة الإعلامية، والمدينة التكنولوجية في الدامور (لإدخال لبنان بقوة في صناعة المعرفة)، وحلبة فورمولا 1، ومدينة المعارض والمؤتمرات المنارة، ومشروع تطوير المنطقة الشمالية لبيروت، وكذلك مشروع تطوير المنطقة الجنوبية لبيروت..
إنجازاته طالت كذلك بعمق العمل الاقتصادي، فبنى أفضل العلاقات مع القطاع الخاص اللبناني، وجعله شريكاً فعلياً في كل ما له علاقة بالنشاط الاقتصادي، فزياراته الى الخارج كان ترافقه فيها على الدوام وفود من رجال الأعمال اللبنانيين، وكان على مشورة دائمة معهم في ما خص القرارات ومشاريع القوانين ذات الطابع الاقتصادي.
الكثير من القوانين الاقتصادية التي تجعل الاقتصاد اللبناني يتماشى مع الاقتصاد العالمي تم إقرارها، وكذلك هناك الكثير من مشاريع القوانين الأخرى التي طُرحت لا تزال عالقة حتى اليوم، ومنها قانون سلامة الغذاء، قانون المنافسة، وقانون التجارة، والكثير غيرها.
الأبرز، أن الجهود التي بذلها لانضمام لبنان الى منظمة التجارة العالمية والتي قطعت شوطاً كبيراً، ما زالت حتى يومنا هذا ترواح مكانها.
علاقاته القوية بقادة العالم مكنته من تكوين مظلة حامية للبنان، وقد استطاع منذ توليه رئاسة الحكومة وحتى استشهاده توفير المساعدات الاقتصادية والمالية للبنان، إن كان لمواجهة دمار الاعتداءات الإسرائيلية، أو لمنع لبنان من بلوغ الانهيار الاقتصادي والمالي، فكان باريس 1 وباريس 2 وباريس 3، حيث بلغت المساعدات والدعم للبنان أكثر من 20 مليار دولار.
الحقيقة أن الرئيس الشهيد، كان أيضاً بامتياز، رجل البر والإحسان. لقد حمل هموم مجتمعه، وأعطى من كل قلبه عبر مؤسساته الاجتماعية كل محتاج للمساعدة، فيما مشروعه الاجتماعي برز بقوة في باريس3 الذي لم يُكتب له أن يبصر النور حتى الآن.
هذا غيض من فيض، رحم الله رفيق الحريري.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.