لم يخف رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل تشاؤمه حيال موسم الصيف المقبل، وقال: لا نستطيع أن نتوقع ما سيكون عليه الموسم ومن الأفضل ألا نتوقع شيئاً. فحتى التجار ليس في مقدورهم الاستعداد للصيف المقبل. وأكد أن الاقتصاد لم يعد يحتمل ترك البلاد تعيش حال الفراغ، مشدداً على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لتحقيق الاستقرار وإجراء الانتخابات النيابية حفاظاً على تداول السلطة.
وإذ شدد على ضرورة الاهتمام بمنطقة جبل لبنان، اشترط لتحقيق التنمية في هذه المنطقة وضع مخططات في مجال التنظيم المدني، لا سيما في مجال الاوتوسترادات وطرقاتها الداخلية، بما يسمح بتسهيل حركة السير، فضلاً عن إيجاد مواقف للسيارات داخل الأسواق التجارية، مقترحاً إنشاء بولفار ساحلي يمتد من بيروت حتى طبرجا ما يساعد على إنهاء زحمة السير، وكذلك إتاحة المجال لأيجاد مساحات واسعة مخصصة للبناء على جانبي الاوتوستراد. ولم يغفل الجميل ضرورة اعتماد بلدية لكل قضاء، وانشاء وزارة للتصميم تأخذ على عاتقها وضع كل المخططات الطويلة الأمد لإعطاء الطابع العمراني الحضاري للبلاد.
وتناول الجميل في حديث الى المستقبل الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد وضرورات التنمية في منطقة جبل لبنان، فأكد أنه لم يعد مقبولاً ترك البلاد تعيش حال الفراغ، مشدداً على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لتحقيق الاستقرار وإجراء الانتخابات النيابية حفاظاً على تداول السلطة ونظامنا الديموقراطي. وقال: الاقتصاد يترنح ومؤسسات الأعمال تعاني والناس ليست في أفضل حال مع تفاقم عمليات الصرف من العمل وازدياد معدلات البطالة، لذلك هناك حاجة أساسية لوجود حكومة تعيد الثقة بالبلد وتأخذ على عاتقها وضع برامج وخطط سريعة للنهوض بالبلاد. واعتبر أن الاستفادة من موسم الصيف المقبل يشكل حاجة أساسية لكي تتمكن المؤسسات العاملة في مختلف القطاعات من الصمود وتمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة، خصوصاً بعد الخسائر المتتالية التي لحقت بها خلال السنتين الماضيتين.
وبالنسبة لتوقعاته حول موسم الصيف قال الجميل: لا نستطيع أن نتوقع ومن الأفضل ألا نتوقع شيئاً. فحتى التجار ليس في مقدورهم الاستعداد للصيف المقبل، بانتظار تأليف الحكومة العتيدة وإجراء الانتخابات النيابية في مواعديها الدستورية. علماً أن اللبناني مشهود له بالمبادرة الفردية، رغم أنني لا استطيع أن أحجب تخوفي من الآتي، إذ إننا بتنا غير بعيدين من بركان متفجر.
وناشد رئيس الجمهورية بإطلاق مبادرة يدعو فيها اللبنانيين العاملين في الخارج لا سيما في الخليج وأوروبا وأفريقيا والذين يريدون القدوم إلى لبنان بعدم شراء الهدايا وحاجاتهم من الخارج، وإنما من الأسواق اللبنانية، وكذلك دعوة اللبنانيين المقتدرين الذي يسافرون الى الخارج بهدف السياحة الى عدم التسوق من الخارج وحصر مشترياتهم في لبنان خصوصاً أن لدينا كل الماركات العالمية وبأفضل الأسعار.
وقال الجميل: إلى جانب ذلك لم يعد بالإمكان إغفال ترهل البنية التحتية والفوضى العارمة في المدن، لا سيما أنها تشكل عوامل أساسية للنهوض الاقتصادي وتحقيق معدلات نمو مستدام، مشدداً على أن الأولوية في المرحلة المقبلة يجب أن تتركز على إعادة بناء وتطوير البنى التحتية على مساحة لبنان، التي تشكل حاجة أساسية لتحريك مختلف القطاعات الاقتصادية لا سيما القطاعان السياحي والتجاري.
وإذ لفت الى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها منطقة جبل لبنان، طالب بضرورة وضع مخططات في مجال التنظيم المدني لهذه المنطقة، لا سيما في مجال الأوتوسترادات وطرقاتها الداخلية، بما يسمح بتسهيل حركة السير، فضلاً عن إيجاد مواقف للسيارات داخل الأسواق التجارية.
وشدد الجميل على موضوع وضع مخططات للأوتوسترادات لا سيما العدول عن إنشاء الاوتوسترادات المقفلة، لان من شأن ذلك الإضرار كثيراً بعملية التطوير العقاري على جانبي الاوتوستراد، وكذلك على ضرورة لحظ مخارج انسيابية من الاوتوسترادات الى المدن والمناطق الداخلية ومنها مدخل جل الديب.
كما شدد على ضرورة لحظ مواقف للسيارات داخل الأسواق التجارية في جبل لبنان، مشيرًا الى أن عدم وجود المواقف في الأسواق يضعف الحركة التجارية فيها ويعرض عشرات آلاف المحال التجارية المتوسطة والصغيرة الحجم لمنافسة قوية وغير متكافئة من قبل مراكز البيع الكبرى التي توفر المواقف لزبائنها.
وإذ لفت الى قوة جبل لبنان الاقتصادية والتجارية، قال: على الدولة أن توفر لهذه المناطق البنى التحتية على اختلافها لتواكب الحركة العمرانية وتطور النشاط الاقتصادي لا سيما التجاري والسياحي، من إنارة طرق وتوسيعها الى تأهيل الكهرباء والانترنت مثلما يحصل في العاصمة .
واقترح الجميل أن يكون لكل قضاء في جبل لبنان بلدية واحدة، كي تكون هناك نظرة شاملة وواحدة لانماء المنطقة على مختلف المستويات لا سيما الاقتصادية والعمرانية وكذلك على مستوى البنى التحتية، معتبراً أن كثرة البلديات في كل قضاء يهدر القدرات ويدخل البلديات في بازارات المصالح الشخصية والمحسوبيات. كما شدد في هذا الإطار على ضرورة السماح للسكان القاطنين في نطاق البلدية والذين يعملون فيها بالمشاركة في انتخابات البلدية أو الترشح للانتخابات ليكونوا أعضاء فاعلين في المنطقة المتواجدين فيها.
وأعطى الجميل مثالاً عن منطقة كسروان، كوني متواجداً فيها، فقال: إن شارع الكسليك الذي يعتبر الأشهر والأهم في جبل لبنان، لا تزال الأعمدة فيه خشبية، كما أن الطريق المؤدية الى فاريا وهي أهم مركز سياحي في الشرق الأوسط، ضيقة وغير قادرة على استيعاب ضغط السيارات التي تسلكها، واصفاً إياها كأنها طريق لقرية صغيرة، مشيراً الى أن هذا الأمر لا يقتصر على كسروان إنما على كل المناطق في جبل لبنان ومنها طريق الكحالة ـ عاليه الدولية.
وطالب بإنشاء بولفار بحري يمتد من بيروت حتى طبرجا، ما يساعد على إنهاء زحمة السير التي يشهدها الأوتوستراد الساحلي، وكذلك إتاحة المجال لإيجاد مساحات واسعة مخصصة للبناء على جانبي الأوتوستراد، أي إنشاء منتجعات سياحية لجهة البحر، والسماح لأصحاب الاراضي على الجانب الآخر بإنشاء أبنية شاهقة، ما يؤدي الى زيادة العرض في مجال الشقق السكنية وبالتالي لجم أسعار الشقق وخفضها، ما يتيح للطبقة المتوسطة والفئات الشبابية من تملك الشقق، تأميناً للعدالة الاجتماية، فضلاً عن تحريك العجلة الاقتصادية في منطقة جبل لبنان.
ورأى أن السير بالبلاد نحو التقدم والازدهار والعمران لا يمكن أن يتحقق من دون تخطيط بعيد المدى، لذلك من الضروري إعادة إنشاء وزارة التصميم التي تأخذ على عاتقها وضع كل المخططات الطويلة الأمد لإعطاء الطابع العمراني الحضاري للبلاد.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.