8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ماذا وراء قرار الأفران الزيادة؟

قرّر اتحاد نقابات المخابز والأفران زيادة سعر ربطة الخبز الى ألفي ليرة، وزيادة وزنها 130 غراماً الى 1250 غراماً اعتباراً من صباح اليوم.
فيما أكد وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد رفضه هذا القرار، وقال "لن نسمح بالتلاعب بسعر ربطة الخبز ووزنها، ونحن كحكومة ودولة مجبرون ومصرون على تطبيق القانون في حال وجود أية مخالفة".
وحول آلية مواجهة قرار الاتحاد قال حداد في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في السرايا الحكومية "فلننتظر الى صباح غد (اليوم)، وعندها نرى ماذا نفعل"، وأمل ألا ينفذ أصحاب الأفران تهديداتهم، خصوصاً وأن قرارهم يصيب أصحاب الدخل المحدود.
واعتبر حداد أن زيادة الدعم التي قرّرتها الوزارة والبالغة 105 آلاف ليرة لكل طن طحين، أتت بعد دراسة علمية معمقة أخذت بالاعتبار ارتفاع تكاليف انتاج الخبز، خصوصاً مادة المازوت بين آب 2007 وصولاً الى اليوم، مشيراً الى أن هذا القرار سينفذ بدءاً من أول تموز المقبل.
وتمنى حداد على أصحاب الأفران التحلي بروح المسؤولية وعدم تنفيذ تهديداتهم، وقال "نحن نصرّ على تطبيق القانون، وفي الوقت ذاته مستعدون للحوار، فالحكومة ومن ورائها الشعب اللبناني، مصرون على الحفاظ على لقمة عيش المواطن ذي الدخل المحدود".
ويأتي قرار الاتحاد في الجمعية العمومية التي عقدها أمس برئاسة كاظم ابراهيم في وقت ملتبس تعيش فيه البلاد ازمات سياسية وامنية واجتماعية ومعيشية معقدة، لا يمكن معالجتها في ظل تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة.
ورغم دقة الموقف وما يمكن ان يحدثه هذا القرار من ازمة معيشية حادة، فإن ابراهيم اعتبر نفسه غير معنيّ بأيّ ارتدادات اجتماعية ومعيشية، في حين انه لم يعط اي مهلة زمنية بين اتخاذ القرار وتنفيذه، افساحا في المجال للحوار بين الاطراف المعنية لتوفير حلول مناسبة للجميع. وهذا الامر بعينه يطرح علامات استفهام حول القرار نفسه وتوقيته وارتباطه بالازمة السياسية الحادة التي تعيشها البلاد، وكأنه اداة ضغط جديدة تضاف الى الاحداث الامنية المتنقلة بين بيروت والبقاع والشمال، خصوصاً ان وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد قد اعلن ان سعر ربطة الخبز ووزنها خط احمر لن تسمح الحكومة المساس به، وهو لهذه الغاية زاد الدعم اول من أمس بمقدار 105 آلاف ليرة ليصبح 405 آلاف ليرة لكل طن مسلم للافران، الامر الذي رفضه اتحاد الافران، وأكد رئيسه كاظم ابراهيم لـ"المستقبل" تمسكه "بزيادة الدعم بمقدار 225 الف ليرة ليصبح 525 الف ليرة لكل طن من الطحين"، في حين ان سعره في السوق المحلية الآن يبلغ 780 الف ليرة.
وعزا قرار الاتحاد الى ارتفاع تكلفة انتاج الخبز لا سيما المازوت والخميرة والسكر والنايلون واليد العاملة.
وحذر من تحرير وزارة الاقتصاد اي محضر مخالفة بحق اي فرن يبيع الخبز بالتسعيرة الجديدة، ملوحا "بإقفال الافران في حال التعرض لأيّ صاحب فرن".
وعن تسبب هذا القرار بأزمة اجتماعية ومعيشية قال "الامر لا يهمني لأننا وصلنا الى وضع لا يمكن ان نسكت عن حقوقنا، وأي امر غير ذلك لا يعنيني".
وفي الاطار عينه اوضح خبير في قطاع القمح والطحين لـ"المستقبل" ان سعر طن الطحين الآن في السوق الحرة المعد للتسليم الى الافران هو 780 الف ليرة، وبما ان الدولة تسلم الآن طن الطحين للافران بـ480 الف ليرة فإن الدعم يبلغ 300 الف لكل طن من الطحين.
وأوضح الخبير ان زيادة وزير الاقتصاد الدعم بمقدار 105 آلاف ليرة يرفع قيمة الدعم الى 405 آلاف ليرة لكلّ طن طحين، فيما مطالبة اصحاب الافران بزيادة الدعم بمقدار 225 الف ليرة يزيد الدعم الى 525 الف ليرة لكل طن من الطحين المسلم الى الافران.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00