8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الحركة التجارية في الأشرفية وردان في أدنى مستوياتها

انعكست الاحداث المتتالية التي يتعرض لها لبنان ولا سيما التفجيرات المتنقلة والاقتتال الدائر في الشمال على الوضع الاقتصادي العام خصوصاً على القطاع التجاري الذي تراجعت حركته الى ادنى مستوياتها ولا سيما في اسواق الاشرفية وفردان، فيما كان ينتظر اهل القطاع موسما جيدا بعد الهدوء الذي عم البلاد في الفترة الماضية، ودعوة الهيئات الاقتصادية الى تنفيذ هدنة اعلامية لمدة مئة يوم افساحا في المجال للاستفادة من فترة الصيف.
وفي هذا الاطار، قال رئيس لجنة تجار الاشرفية طوني عيد "ان الاحداث المتتالية من تفجير الاشرفية الى الاحداث الدائرة في الشمال، والوضع العام السائد في البلاد قد ادى الى تراجع الحركة التجارية بشكل كبير، واننا اليوم بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في البلاد لتحديد الخطوات التي يمكن ان نتخذها لمعالجة التراجع الذي وقعنا به".
وأضاف "كنا نتوقع ان تعاود الاسواق نشاطها بعد فترة الهدوء التي سادت البلاد في نيسان (ابريل) وحتى منتصف ايار (مايو) الماضيين، الا ان الاحداث اعادتنا الى الوراء"، مشيرا الى تحضيرات قام بها تجار الاشرفية "من خلال شراء بضائع بكميات كبيرة، لمواجهة ازدياد الطلب في موسم الصيف المقبل، الذي كنا نأمل ان يكون موسما ممتازا، لكن الامر انقلب عليهم وبات يشكل مأزقا كبيرا لهم يتمثل في كساد هذه البضائع".
ولفت عيد الى "انخفاض الحركة في اسواق الاشرفية بنسبة تزيد على 50 في المئة"، وقال "ان الاوضاع النفسية لدى اللبنانيين جعلتنا نواجه حالة انكماش كلي في السوق، ولا سيما ان الجميع يتابع التطورات الامنية الحاصلة في شتى انحاء البلاد، ويغضون النظر في هذه المرحلة عن التسوق".
وكشف "انه لاعطاء راحة نفسية للمتسوقين ولا سيما على المستوى الامني، تعمل لجنة تجار الاشرفية بالتعاون مع التجار بوضع كاميرات في الشوارع لمراقبتها، وانطلاقا من ذلك قمنا بالاتصال بالتجار ووجدنا تجاوبا كبيرا لديهم، حيث باشر بعضهم بتركيب الكاميرات"، مؤكدا ان هذا الموضوع سيتابع، "خصوصا ان تجار الاشرفية اخذوا قرارهم في هذا الاطار لتنفيذه سريعا".
واوضح عيد ان هذا المشروع كانت ستنفذه الدولة، لكن وجدنا ان الامر سيطول، لذلك بادرنا بالقيام بذلك بشكل ذاتي.
وكشف انه بالتنسيق مع التجار تم الاتفاق على تفعيل استخدام الامن الخاص لمراقبة الشوارع وحركة السيارات والمارة.
وقال عيد "اعتقد ان هذه الاجراءات ستحسن كثيرا ضبط الامور على المستوى الامني في شوارع الاشرفية، ما سيريح المواطنين ويجعلهم يقصدون اسواقنا لشراء حاجياتهم".
ولفت الى ان لجنة تجار الاشرفية ستنتظر الى حين عودة الهدوء لاطلاق مجموعة من النشاطات لاعادة الحياة والحركةالى أسواق الاشرفية، معتبرا ان القيام بمثل هذا الامر في الوقت الحاضر لن يكون له جدوى، خصوصا ان التجار لا يستطيعون دفع اي مبلغ حاليا من دون التأكد من الجدوى المنتظرة منه.
من جهته أكد امين عام جمعية تجار فردان زياد دكروب ان "الحركة في شارع فردان في ادنى مستوياتها، ولا سيما في الليل، حيث يكون الشارع شبه خال حتى من المارة".
وقال "ان التفجير الذي استهدف شارع فردان وما سبقه من احداث امنية قد اثر بشكل كبير في الحركة التجارية التي تبلغ نحو 30 في المئة مما كانت عليه في مثل هذه الايام من السنة".
ورأى دكروب ان "ما زاد الازمة حدة عدم وجود اي رجل غريبة خصوصا من الاشقاء العرب والمغتربين اللبنانيين الذين يرغبون عادة بالقدوم الى شارع فردان الذي يعتمد في حركته الاقتصادية عليهم".
وأشار الى ان هذا حجم الحركة التجارية المحقق الآن لا يكفي لسد تكلفة التشغيل في المحال والمراكز التجارية، "ما يجعل الجميع يقع في خسائر فادحة لا يمكن تحملها في حال استمرارها".
ودعا دكروب الى "حل للازمة السياسية والالتزام بهدنة المئة يوم، لاتاحة الفرصة والاستفادة من موسم الصيف الذي تعول عليه جميع القطاعات الاقتصادية ولا سيما القطاع التجاري، للتعويض من بعض الخسائر التي اصابته خلال الفترة الماضية، وتمكينه من الصمود والحفاظ على ديمومة عمل العاملين فيه".
وأكد عدم وجود نية لدى جمعية تجار شارع فردان للقيام بأي نشاطات في المرحلة الراهنة او المقبلة، وقال "لا يمكننا تكبد المزيد من النفقات، في حين ان الاحداث المتتالية قد تطيح مثل هذه المبادرات، وهذا ما وقعنا به في فترات سابقة".
وقال "كذلك لم يعد باستطاعة التجار تحمل اي مصاريف اضافية، خصوصا بعد وقوعهم بخسائر متتالية". وأضاف "المهم ان تهدأ الامور، فكل شيء يعود الى طبيعته".
وبالنسبة الى الاحتياطات الامنية التي تقوم بها لجنة تجار فردان، اوضح دكروب "اننا ننسق مع القوى الامنية الشرعية من قوى امن داخلي وجيش لبناني المنتشرين في المنطقة ولا سيما حول مقر عين التينة، ومنزل الرئيس نجيب ميقاتي وغيرهما، كما ان هناك تعاونا بين الامن الخاص التابع لبعض المراكز التجارية، فضلا عن اجراءات اخرى تتعلق بمنع السيارات من الوقوف في الشوارع وتفتيشها".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00