لا تزال الظروف المأسوية التي مرت فيها البلاد جراء العدوان الإسرائيلي والحصار الذي فرض على لبنان، تؤثر سلبا في نتائج مرفأ بيروت وحركته، التي توقفت بشكل شبه نهائي في آب/ اغسطس، وتراجعت كثيرا في ايلول على الرغم من رفع الحصار البحري.
وبحسب الإحصاء الصادر عن مرفأ بيروت، فقد انخفض عدد البواخر التي رست في المرفأ حتى ايلول الماضي بنسبة 21.8 في المئة عن المدة نفسها من العام الماضي إلى 1295 باخرة مقابل 1656 باخرة، كما انخفضت حركة الشحن العام 9.9 في المئة إلى 2953 الف طن، وكانت 3277 الف طن حتى ايلول 2005. فيما ارتفع عدد السيارت التي استوردت عبر مرفأ بيروت، إذ زاد عددها في هذه المدة 4.1 في المئة إلى 25566 سيارة مقابل 24561 سيارة في 2005.
أما عدد المسافرين عبر مرفأ بيروت، فقد انخفض 2 في المئة إلى 19754 مسافرا مقابل 20088 مسافرا.
أما محطة الحاويات فتأثرت مباشرة بالحصار، إذ ارتفع عدد الحاويات التي أفرغت في مرفأ بيروت حتى ايلول بنسبة ضئيلة لم تتجاوز 2 في المئة إلى 336548 حاوية مقابل 329386 حاوية حتى ايلول 2005.
وانعكس تراجع نشاط المرفأ العام على عائداته التي انخفضت 3.6 في المئة إلى نحو 58 مليونا و674 الف دولار مقابل نحو 60 مليونا و896 الف دولار.
وبينت احصاءات ايلول الماضي، أن عدد البواخر انخفض 38 في المئة إلى 127 باخرة، مقابل 205 بواخر في ايلول 2005، وانخفض عدد السيارات 35 في المئة إلى 2728 سيارة في مقابل 4198 سيارة، وانخفض الشحن العام 26.14 في المئة إلى 331 الف طن وكان 448 ألفا في ايلول 2005، ولم يسافر خلال هذا الشهر اي شخص عبر المرفأ، كما انخفض عدد الحاويات 6.3 في المئة إلى 43802 حاوية مقابل 46762 حاوية في الشهر نفسه عام 2005، وانخفضت العائدات في ايلول 15.7 في المئة إلى نحو 6 ملايين و276 الف دولار مقابل نحو 7 ملايين و447 الفا في ايلول 2005.
وفي آب الماضي، كان تراجع المرفأ واضحا، حيث توقفت نهائيا حركة البواخر والمسافرين والشحن العام، والسيارات التي افرغت في المرفأ، فيما انخفض عدد الحاويات 99.6 في المئة إلى 174 حاوية مقابل 46762 حاوية في آب 2005، وانخفضت العائدات 78 في المئة إلى نحو مليون و522 الف دولار في مقابل نحو 7 ملايين في آب 2005.
وفي هذا الاطارقال رئيس مجلس الإدارة المدير العام في مرفأ بيروت حسن قريطم "صحيح اننا لم نعد الى وضعنا الطبيعي الذي كان قبل الحرب، الا ان الارقام المحققة في ايلول الماضي جيدة، وتظهر نشاطا كبيرا في المرفأ".
وإذ توقع تحقيق ارقام قياسية في تشرين الثاني، قال "ان كل المؤشرات تدل على ان حركة المرفأ نشطة جدا وعلى كل المستويات". واستبعد ان يتم التعويض من الخسائر الناتجة عن الحرب خلال المدة المتبقية من العام الجاري.
وفيما اشار قريطم الى استكمال تجهيز محطة الحاويات، قال "ان اتمام هذا الموضوع سيزيد من قدرة مرفأ بيروت التنافسية لاسيما مع مرافئ إيطاليا ومالطا واليونان، بالنسبة للبواخر الكبيرة القادمة من الصين وتبحر باتجاه أوروبا وأميركا، التي كانت في السابق ترسو في اليونان أو إيطاليا أو مالطا، لإفراغ الحمولة الخاصة بلبنان والدول المجاورة، أما اليوم فإن الأمر بات معكوسا، إذ باتت هذه البواخر ترسو في مرفأ بيروت لإفراغ الحمولة الخاصة بكل دول المنطقة، وصولا إلى اليونان، ليعاد شحنها في بواخر صغيرة ومتوسطة، فضلا عن اجتذاب خطوط ملاحية عالمية جديدة، وتأمين سرعة التواصل مع العالم، وخلق منافسة في المرفأ تخفف التكلفة على المواطن اللبناني، وهذا ما بات يشعر به المستورد والمصدر الآن".
واوضح الى ان تشغيل الرافعة الجسرية الخامسة في محطة الحاويات سيتم قبل نهاية العام.
وبالنسبة للمفاوضات الجارية مع شركة ملاحة جديدة "CMA CGM" لاعتماد مرفأ بيروت مركزا للمسافنة باتجاه مرافئ المنطقة وتداول 100 ألف حاوية سنويا، بالإضافة إلى شركة "MSC"، قال قريطم "ان الحرب اخرت هذه المفاوضات، الا انها مستمرة بوتيرة عالية، مشيرا الى عقبة واحدة في هذا الاطار، هي معالجة بند في العقد مع الشركة الملاحة "MSC"، الذي ينص على تفضيل هذه الشركة للتفريغ. وقال "سنفاوضها لإزالته، لإنهاء تضارب بواخر الشركتين، والاستعاضة من ذلك بتنظيم مواعيد لكل من الشركتين لتفريغ بضائعهما". وقال: "عندما نتفاهم على هذا الموضوع، سيوقع العقد".
وتابع قريطم "ان الرصيف الحالي لمحطة الحاويات، وطوله 600 متر، لا يسمح باستقبال باخرتين كبيرتين، لذلك بات من الضروري تكبير هذا الرصيف 100 متر اضافي ليفي بالغرض المطلوب ". واكد استعداد المرفأ القيام بهذا المشروع الهام، "الا ان السلطة السياسية لم تعط موافقتها بعد".
وعن خطة تطوير مرفأ بيروت ، اكد قريطم مضي الادارة باستراتجيتها في هذا الاطار على الرغم من التأخير والعراقيل التي سببتها الحرب لجميع المشاريع التي يتم تنفيذها. واشار الى ان "إدارة مرفأ بيروت اجرت مناقصة تلزيم استشاري لوضع دراسة توسيع المرفأ شرقا أو غربا.
وقال: "صحيح أن تطوير المرفأ في السنوات الثلاث الماضية، تركز على تطوير أسلوب التعاطي مع حركة الحاويات ورفع الطاقة الاستيعابية، وكان ضروريا أن يبدأ العمل من هذه الناحية ويتوافر بديل حديث مما كان في السابق. لكننا اليوم هذا الأمر حققناه، والتطوير الآن يجب أن يطال جوانب أخرى مهمة جدا، نعمل لها الآن، لا سيما تطوير المنطقة الحرة بخطة متكاملة تأخذ في الحسبان إنشاء منطقة فيها للشحن والتموين "منطقة لوجستية"، مخصصة للشركات العاملة في الشحن والتموين، لتقوم بعملها في المرفأ.
واضاف "بالنسبة لمحطة الركاب، فان التوجه الآن هو اعادة مناقصة تلزيمها، لان المتعهد لم يعد يرضى بالاسعار السابقة لارتفاع التكلفة بعد الحرب"، واوضح "ان هذا الجهد يهدف لتطوير العمل السياحي في المرفأ من خلال تطوير المساحة القريبة من "سوليدير" ومداخل المرفأ، فضلا عن إنشأ محطة ركاب متطورة، واتخاذ خطوات لتسهيل قدوم السياح وجلب البواخر السياحية الكبيرة التي تجوب البحر المتوسط"
وأكد قريطم ان إنشاء منطقة الشحن والتموين، للشركات اللوجستية العالمية، في المنطقة الحرة يسير ضمن الخطة الموضوعة مع بعض التأخير، مشيرا الى ان هذه المنطقة ستعيد بيروت إلى خريطة تداول التجارة الثلاثية.
وتوقع ان يبدأ العمل بمنطقة الشحن والتموين مطلع العام المقبل، ولفت الى ان ادارة المرفأ أجرت نحو 30 ألف متر مربع لعشر شركات كبيرة لإنشاء مستودعاتها في المنطقة الحرة، وباشر قسم من هذه الشركات إنشاء مستودعاتها.
وفي السياق نفسه قال قريطم: "إن الإدارة وضعت دراسة جديدة عن تنظيم حركة السير داخل حرم المرفأ على أن تنفذ في مدة وجيزة. والإدارة مهتمة جدا كذلك بتنفيذ بعض المشاريع البيئية للمحافظة على البحر الأبيض المتوسط، لا سيما منع البواخر من إفراغ نفاياتها في البحر. وتضع إدارة المرفأ اللمسات الأخيرة على المناقصة التي ستعقدها لتنظيف أعماق مدخل المرفأ وحوض محطة الحاويات، لتعود إلى ما كانت عند حدود 15.50 مترا، وبذلك تتوافر أفضل شروط الأمان والسلامة للسفن العملاقة، التي ترسو على الرصيف الرقم 16 في محطة الحاويات".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.