فيما تجهد القيادات التجارية لإعادة إطلاق حركة الأسواق، ارخت جريمة اغتيال الصحافي سمير قصير بثقلها على القطاع التجاري الذي لا يزال متعثراً بفعل الأحداث السياسية والتفجيرات الأمنية التي أعقبت استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.
وإذا كانت الاجتماعات التي عقدها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء مع الجمعيات التجارية قد ركّزت على إعادة الحيوية للأسواق والتحضير لموسم السياحة والاصطياف، يشدد المعنيون في القطاع على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وكبيرة لحماية المؤسسات التجارية وإعادة النشاط الى الأسواق، وخصوصاً أن نشاطها لا يزال في حدوده الدنيا بعد مرور نحو أربعة أشهر على جريمة اغتيال الرئيس الحريري وعدم وضوح التوقعات حول قدوم المصطافين العرب والأجانب الى لبنان.
وفي هذا الإطار، قال رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي لـ"المستقبل" "إن أبرز الإجراءات المطلوبة ان نمضي قدماً بمشروع تأجيل استحقاقات الديون المترتبة على المؤسسات التجارية لمصلحة المصارف ولا سيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الى ما بعد موسِم الاصطياف". وأضاف "إن معظم هذه المؤسسات لم تعمل لمدة راوحت بين 60 و70 يوماً وهذا يجعلها غير قادرة على سَداد الاستحقاقات المالية المترتبة عليها، لذا فإن تأجيل الاستحقاقات يريحها ويمكنها من تحسين أوضاعها المالية ثم سداد الديون".
وعن أوضاع الأسواق في بيروت قال "بعد النشاط الذي أطلقته رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري في وسَط بيروت لإعادة الحياة الى قلب العاصمة، عادت الحركة الى الأسواق لكنها ظلت أقل من مستواها الطبيعي".
وأضاف "لكن لسوء الحظ فإن جريمة اغتيال الصحافي سمير قصير كادت أن تحبط كل الجهود التي تبذل مع المعنيين في الحكومة للاستفادة من موسم السياحة والاصطياف لتمكين المؤسسات التجارية أن تعوض من خسائرها التي لحقتها خلال الأشهر الماضية".
وأشار عاصي الى معلومات تؤكد ازدياد حجوزات المصطافين العرب فور انتهاء الانتخابات النيابية في بيروت، "لكن هذا المؤشر الجيد الذي نعول عليه لم يدم طويلاً، فجاءت المتفجرة الأخيرة ونالت منه، ولكن نؤكد هنا أننا مصرون على العمل لإعادة الحياة الى طبيعتها في الأسواق اللبنانية كلها".
ولفت عاصي الى جهود تبذلها جمعية تجار بيروت متعاونة مع الجمعيات التجارية في كل المناطق اللبنانية ونقابات المؤسسات السياحية والمطاعم وتأجير السيارات وشركة طيران الشرق الأوسط تحضيراً لموسم السياحة والاصطياف وتسويق لبنان في الخارج لإعادة ثقة المصطافين والمغتربين بلبنان".
وعن الحجوزات في الفنادق أوضح عاصي أنه "الان الحجوزات قليلة، لكننا نتوقع ان تزداد بعد الفراغ من الانتخابات النيابية وتأليف حكومة جديدة"، مشيراً الى تنسيق مستمر في هذا الإطار مع وزارتي الاقتصاد والتجارة والسياحة، لا سيما في مجال توفير التمويل لإقامة النشاطات والمهرجانات وتسويق لبنان عبر الإعلام المحلي والفضائي، والمنشورات".
وعن صندوق دعم المؤسسات المتضررة من التفجيرات أشار الى أن قيمة المساهمات قد تعدّت مليوني دولار، "وإن القيّمين على الصندوق يعملون لوضع تقديرات دقيقة لحجم الخسائر لسدادها الى المتضررين".
وقال رئيس جمعية تجار جونيه كسروان الفتوح جاك حكيّم "إن سوق جونيه شهدت في الفترة الماضية نشاطاً ملحوظاً قبل أن يتراجع الى الوراء بفعل اغتيال الصحافي سمير قصير، والصراع الديموقراطي الذي يأخذ طابعاً حاداً في الانتخابات النيابية التي ستجرى الأحد المقبل".
وأمل حكيّم أن يعود النشاط الى الأسواق في موسم الاصطياف "خصوصاً أن ثمة بوادر إيجابية لمجيء مصطافين عرب الى هذه المنطقة مع وجود حجوزات قليلة"، متوقعاً ان تزيد بعد الفراغ من الانتخابات النيابية.
وعن التحضيرات لموسم الصيف قال "نعمل منذ مدة بالتنسيق مع بلدية جونيه وبلديات كسروان والفتوح للتحضير لهذا الموسم الذي نأمل منه أن يعوض التجار ما خسروه في الأشهر الاخيرة"، مشيراً في هذا الإطار الى إطلاق مهرجان صيف جونيه 2005 بعد انتهاء الانتخابات والذي يتضمن مهرجانات غنائية وفولكلورية، فضلاً عن نشاطات أخرى تقام للمرة الأولى تمشياً مع توجهاتنا بتطوير مستوى المهرجان على كل المستويات ".
أما رئيس جمعية تجار البترون فرح خوري فقد أكد لـ"المستقبل" عودة الحياة الطبيعية الى سوق البترون، ولياليها المعهودة.
وأشار الى تحضيرات جمعية التجار وبلدية البترون لموسم الصيف، تعلن بعد انتهاء الانتخابات النيابية، متوقعاً أن يكون هذا الموسم جيداً "لا سيما أن ثمة معلومات تؤكد مجيء أعداد كبيرة من المغتربين الى منطقتي البترون والكورة".




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.