شكا رؤساء نقابات وقطاعات صناعية من أزمة كبيرة تمر فيها المصانع اللبنانية، والتي تمثّلت بتراجع أعمالها وانخفاض مبيعاتها، مما يهدد بإقفال عدد كبير من المصانع في قطاعات مختلفة.
وقال عضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين رئيس تجمع صناعيي كسروان نقولا أبي نصر لـ"المستقبل" "ان معظم المصانع في منطقة كسروان تعمل الآن بنحو 25 في المئة من طاقتها الإنتاجية، بسبب الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وحذّر أبي نصر من استمرار التأزم السياسي "مما يؤدي الى مزيد من التداعيات على الاقتصاد الوطني لا سيما الصناعة".
من جهته، رأى رئيس نقابة أصحاب مصانع المنسوجات في لبنان سليمان خطار في تصريح لـ"المستقبل" أن الوضع الحالي الذي تمر به البلاد قد أثّر سلباً في مصداقية الصناعيين لدى زبائنهم لدى الخارج، فضلاً عن انعكاسات سلبية عديدة قد أدت الى تراجع إنتاج الصناعات النسيجية أكثر من 50 في المئة.
ودعا رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية في لبنان جورج نصراوي في تصريح لـ"المستقبل" الى حل الأزمة السياسية الحالية واتفاق جميع الأطراف على حكومة تنهض بالبلاد، مؤكداً خطورة الوضع الذي تمر فيه الصناعة اللبنانية، لا سيما أنه كان يعاني أصلاً مشاكل كبيرة وأبرزها ارتفاع تكلفة الإنتاج في لبنان.
فقد أوضح أبي نصر "ان المصانع في منطقة كسروان تعمل بنحو 25 في المئة من طاقتها الإنتاجية، وقد بات الأمر مخيفاً ولا يمكننا الاستمرار في ظل هذه الظروف المسيطرة".
وقال "يسيطر حالياً خوف كبير على الناس بعد الإشكالات والحوادث التي شهدناها خلال الأيام الأخيرة، وهذا ما انعكس سلباً على الأسواق، التي باتت شبه مشلولة".
وحذّر أبي نصر من استمرار الأوضاع على ما هي عليه من تأزم سياسي مما يهدد الوضع الاقتصادي برمته لا سيما إقفال عدد كبير من المصانع التي كانت تعاني أصلاً أوضاعاً صعبة في ظل الركود الاقتصادي المسيطر.
ودعا الى "الخروج من الشارع والعودة الى الحوار داخل المؤسسات الدستورية، وتشكيل حكومة يتفق عليها جميع الفرقاء".
ورأى خطار "ان الأوضاع سيئة جداً، وباتت تهدد مصداقيتنا مع زبائننا في الخارج، حول قدرتنا على الإيفاء بالتزاماتنا تجاه عملائنا وتسليمهم البضائع المطلوبة"، مشيراً الى تأخر بعض الزبائن في الداخل بسداد ديونهم بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في لبنان.
وقال "بالإضافة الى هذه الأمور، فإن التصدير الى العراق أصبح صعباً بعد تشديد الإجراءات الأمنية على المعابر الحدودية العراقية".
وأوضح خطار أن المصانع لم تعمل خلال شباط الماضي سوى ثمانية أيام، كما أن محال البيع المباشر مقفلة منذ أكثر من 20 يوماً، وهذا ما أدى الى انخفاض حجم أعمال مصانع النسيج بشكل كبير، "حيث انخفض إنتاج هذه المصانع أكثر من 50 في المئة".
ولفت خطار الى أن القطاع يعاني نقصاً كبيراً في اليد العاملة بعد نزوح العمالة السورية إثر استشهاد الرئيس الحريري، "وهذا أدى بدوره الى خفض حجم الإنتاج".
ورأى أن حل الأزمة يكون عبر تأمين أجواء لعودة عجلة الإنتاج.
أما نصراوي، فقد أوضح أن الصناعات الغذائية لم تتأثر بشكل كبير في الأزمة السياسية السائدة في البلاد، مشيراً الى أن هناك عدداً كبيراً من المصانع الغذائية تصدر نحو 75 في المئة من إنتاجها الى الخارج.
وقال "ان المصانع التي تعتمد على السوق الداخلية تأثرت بالأزمة الحالية حيث انخفضت مبيعاتها نحو 30 في المئة في الآونة الأخيرة".
وشكا نصراوي من مشاكل كبيرة يعانيها قطاعه لا سيما ارتفاع تكلفة الإنتاج في لبنان والمنافسة الشديدة الذي يتعرض له من مثيله السوري، فضلاً عن مشاكل في التوضيب الناتجة من نقص العبوات الزجاجية.
وقال "نحن كصناعيين لا نتعاطى في السياسة لكن السياسة تؤثر علينا، لذلك نرى ضرورة حل الأزمة القائمة باتفاق الفرقاء على حكومة ترضيهم جميعاً".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.