8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

180 مليار ليرة موازنات 2005 ـ 2007

يتوقع أن يجدد مجلس الوزراء في جلسته اليوم، برنامج دعم الصادرات الزراعية "اكسبورت بلاس" الذي تنفذه المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات "إيدال" بعد العاصفة التي أثيرت نتيجة توقف البرنامج، وعدم صرف قيمة الرديات المستحقة للمصدرين والمزارعين المتبقية عن العام 2004 والبالغة 23 مليار ليرة.
وكانت "إيدال" قد طلبت مرات عدة من الحكومة تمديد البرنامج لمدة ثلاث سنوات، ورفعت في تشرين الأول الماضي كتاباً الى رئيس مجلس الوزراء (سلطة الوصاية) للنظر بإمكانية استمرار البرنامج مع مقترحات لتطويره، إلا أنه لم يرد جواب الى الآن حول هذا الموضوع كما أوضح مصدر متابع للملف لـ"المستقبل".
وأشار المصدر الى أن "إيدال" لا يمكنها سداد الرديات المتبقية للمصدرين والمزارعين عن العام 2004 ما لم يقر مجلس النواب قانون فتح اعتماد بالمبالغ المطلوبة، "علماً أن مجلس الوزراء كان قد وافق على زيادة موازنة البرنامج بقيمة 23 مليار ليرة في جلسته المنعقدة بتاريخ 27/7/2004، بناء على اقتراح "إيدال".
ولفت الى أن الموازنة المقترحة من قبل "إيدال" لبرنامج "اكسبورت بلاس" للسنوات الثلاث المقبلة أي 2005، 2006 و2007 تبلغ نحو 150 مليار ليرة مع إمكانية وصولها الى 180 ملياراً، مع الأخذ في الاعتبار نمو الصادرات الزراعية.
وفي هذا الإطار، أعلن رئيس تجمع المزارعين في الجنوب وضاح فخري عن تنفيذ اعتصام غداً الخميس احتجاجاً على توقف برنامج "اكسبورت بلاس"، مشيراً الى برنامج تحرك ستنفذه النقابات الزراعية في حال لم يوافق مجلس الوزراء على تمديد البرنامج وسداد الرديات للمصدرين والمزارعين.
وقال فخري لـ"المستقبل"، "لدينا معلومات أن مجلس الوزراء سيوافق في جلسته اليوم على تمديد البرنامج".
وأضاف "أن هذا البرنامج حيوي بالنسبة للقطاع الزراعي، الذي بات مهدداً بالانهيار إذا لم يوفر له الدعم اللازم في ظل المنافسة الكبيرة التي يتعرض لها من الدول المجاورة"، موضحاً "أن ارتفاع تكلفة الإنتاج في لبنان جعلت الزراعة غير قادرة على المنافسة، لذلك نصرّ على توفير الدعم من خلال تمديد برنامج "اكسبورت بلاس"".
وقال فخري "أن مجلس النواب لا يشكل عائقاً في هذا الموضوع، لا سيما أن رئيس المجلس نبيه بري قد وعدنا خلال لقائنا معه منذ 10 أيام بإقرار تمديد البرنامج عند إحالته الى مجلس النواب".
وأعلنت النقابات الزراعية في البقاع تضامنها ودعمها للإضراب الذي تنفذه نقابة مصدّري ومستوردي الفاكهة والخضر احتجاجاً على توقف برنامج "اكسبورت بلاس".
فقد عقدت النقابات الزراعية في البقاع اجتماعاً أمس حضره ممثلون عن نقابة مزارعي وفلاحي البقاع، ونقابة المصدرين في البقاع، نقابة مربي الدواجن، نقابة مزارعي البطاطا، نقابة معامل المخللات ونقابة أصحاب الشاحنات وعدد من المزارعين والمصدّرين.
وتحدث خلال الاجتماع المصدّر حامد الرجى، مشدداً على "ضرورة أن نعمل يداً واحدة في المنطقة من أجل الاستمرار في دعم التصدير ودفع الرديات من "إيدال". وتمنى على المسؤولين "تفهّم الوضع السيء للمزارعين ودعم المشروع واستمراره".
ثم تحدث رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر، معتبراً "أن دعم التصدير هو حلقة كاملة بين المصدر والمزارع، وإذا تم وقفه يكون الضرر على الإثنين معاً".
وناشد المسؤولين عدم وقف المشروع "لأن المنتجات مكدّسة في المخازن، ولم يعد لها وجهة للتصدير بسبب توقف المشاغل عن تسلّمها"، متمنياً على الحكومة إدراج مشروع "إيدال" على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم.
أما نائب رئيس نقابة المصدّرين في لبنان طوني طعمة، فأكد على استمرار الاعتصام الذي أعلن منذ يومين، "لأننا نواجه صعاباً في تصدير منتجاتنا".
واعتبر رئيس نقابة الشاحنات المبرّدة موسى أبو عجوه أن "المشروع من أهم المشاريع منذ الاستقلال لأنه يشمل كل مزارعي لبنان".
بدوره، أكد رئيس نقابة مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي "وقوف النقابات الزراعية كافة مع المصدّرين لأنه من دون مصدّر لا توجد زراعة ومن دون دعم التصدير لا يوجد مصدّر"، وقال: "إن وقف المشروع أدى بالمشاغل الى عدم تسلّم المنتجات ما تسبب في تدعور أسعار كل الأصناف من البيض والبطاطا والعنب والتفاح"، مؤكداً أنه بعدم استمرار مشروع "إيدال" نكون حكمنا على الحركة الزراعية بالشلل الكامل الذي سيطاول العمال ووسائل النقل والمهندسين الزراعيين". وإذ لفت الى "أن القطاع الزراعي مدعوم في معظم الدول الأجنبية والعربية قال "بفضل الدعم في لبنان توصلنا الى تصدير 500 ألف طن سنوياً في مقابل 120 ألف طن قبله"، مطالباً بدفع الرديات المستحقة للمزارعين والمصدّرين.
كذلك التقى وزير السياحة فريد الخازن أمس وفداً من تجمع مزارعي ومصدّري التفاح في جبل لبنان، وبحث معه وقف دعم تصدير التفاح عبر برنامج "اكسبورت بلاس".
وشدد الوزير الخازن خلال اللقاء على ضرورة تأمين الاعتمادات اللازمة لدعم التفاح، داعياً الى طرح الموضوع من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم، معتبراً أن "وقف الدعم تسبب بأزمة تصدير مما ينعكس سلباً على الدخل الفردي لجميع المزارعين الذين يشكّلون ركناً أساسياً في الاقتصاد الوطني".
وحذّر من "مغبة تعطيل دور المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات، خصوصاً أن المزارعين كانوا قد بدأوا ببرنامج تصدير واضطروا الى وقفه في منتصف الموسم لعدم توافر الاعتمادات، علماً أن البرادات تتكدّس فيها البضائع من خضر وفاكهة، خصوصاً التفاح والحمضيات، مما ينعكس على لقمة عيش المزارع وصموده في أرضه".
ودعا الوزير الخازن كل القطاعات الإنتاجية المعنية الى "توسيع أطر التحرك والاتصالات مع الأفرقاء المعنيين لتفادي الأزمة الواقعة في حال لم يبت هذا الموضوع بأسرع وقت".
وكان البرنامج قد أطلق في آب 2001 لمدة ثلاث سنوات تنتهي في آب 2004، حيث خصصت له موازنة لهذه المدة 100 مليار ليرة، وتم تمديد البرنامج حتى نهاية العام الماضي، مع تخصيص موازنة جديدة بقيمة 23 مليار ليرة بعد موافقة مجلس الوزراء على ذلك.
وقد حقق البرنامج نتائج ملموسة أبرزها:
ـ تحسين جودة المنتجات المصدّرة.
ـ تمكين المنتجات اللبنانية من منافسة المنتجات الأجنبية في الخارج.
ـ دخول المنتجات اللبنانية الى أسواق جديدة (أوروبا الشرقية، دول الشرق الأقصى، الهند، بلجيكا، السويد، هولندا وغيرها).
ـ زيادة دخل المزارعين بنحو 207 مليارات ليرة، أي بنسبة 73 في المئة مقارنة مع الفترة السابقة المماثلة.
ـ زيادة حركة النقل حيث تحقق دخل إضافي بلغ نحو 12 مليار ليرة.
ـ زيادة عائدات القطاعات المرتبطة بالتصدير الزراعي بقرابة 36 مليار ليرة، أي بنسبة 24 في المئة مقارنة مع الفترة السابقة المماثلة.
أما بالنسبة للمقترحات التي رفعتها "إيدال" الى رئاسة مجلس الوزراء لتطوير البرنامج فتتضمن الآتي:
ـ ترشيد الحوافز من خلال تشجيع التصدير الى الأسواق غير التقليدية، وتمييز النخب الأول عن النخب الثاني.
ـ تطبيق إدارات زراعية متطورة، من خلال إجراء إحصاء وكشف ميداني في مرحلة أولى تمتد لسنة، وتدريب عدد من المزارعين على تطبيق نظم معينة (GAP وICM وIPM) في مرحلة ثانية تمتد لسنتين.
ـ تطوير مراكز التوضيب من خلال تحديد التطوير المطلوب لكل مركز، وفرض التحسين على مراحل متتالية، وتجميد موقت لعمل المصدر الذي لم يقم بما هو مفروض عليه.
ـ القيام بدراسة تعنى بالأسواق الواعدة لبعض المنتجات.
ـ إعداد خطة تسويقية من خلال تشكيل وفود من التجار اللبنانيين وإقامة مقابلات في بلدان الأسواق الواعدة، وحملات إعلانية، والمشاركة في المعارض.
وتوقعت "إيدال" أن ترتفع الصادرات الزراعية عبر برنامج "اكسبورت بلاس" في العام 2005 الى 477.9 ألف طن، و505.2 آلاف طن في 2006، و528.6 ألف طن في العام 2007.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00