يمكن القول إن الاستحقاق الانتخابي وضع على سكته الصحيحة أخيراً بعدما صار كل شيء جاهزاً والاستعداد على أوْجه، سواء في أروقة وزارة الداخلية أو في المكاتب الانتخابية ومكاتب المخاتير.
واستعداداً لمحطة الانتخاب الأولى في بيروت في 29 ايار (مايو) الجاري حفلت الأيام القليلة الماضية بإصدار المزيد من البطاقات الانتخابية التي أنجز كثير منها على نحو لافت هذه السنة قياساً إلى مواسم انتخابية ماضية. هذا ما أكده مدير وزارة الداخلية العام عطا الله غشام في حديثه لـ "المستقبل"، إذ أوضح أن وتيرة إصدار البطاقة الانتخابية تسارعت أضعاف وتيرة العام 1998 في مختلف المناطق وأشار في هذا الصدد الى أن العاصمة بيروت كانت قد حصلت على 149 ألف بطاقة إنتخابية سنة 1998 في مثل هذا الوقت فيما وصل عدد البطاقات فيها هذا العام الى نحو 260 ألف بطاقة من 420 ألف ناخب. كذلك في عاصمة الشمال طرابلس حيث وصل عدد البطاقات هذه السنة الى 117 ألف بطاقة بعدما كان 73 ألفاً في العام 1998.
وأوضح غشام أن العديد من البطاقات سلمت للعديد من المناطق. وذكر منها محافظة جبل لبنان، التي تسلمت 543 ألف بطاقة من 732 ألف ناخب، ومحافظة الشمال 478 ألف بطاقة من 690 ألف ناخب، و353 ألفاً للبقاع من 488 ألف ناخب، و246 ألف بطاقة للجنوب من 327 ألف ناخب، و233 ألف بطاقة في النبطية من 343 ألف ناخب. وأشار الى أن عدد البطاقات قابل للزيادة حتى الساعات الأخيرة قبل الاقتراع. وأضاف أن جزين تسلمت ما نسبته 52 في المئة من بطاقاتها، كذلك تسلمت صور 73 في المئة وصيدا 86 في المئة وزحلة 62 في المئة وبعلبك 80 في المئة والهرمل 70 في المئة وراشيا 63 في المئة والبقاع الغربي 65 في المئة، فيما تسلمت جبيل 83 في المئة، والكورة 54 في المئة، والتسليم مستمر للمناطق كافة.
وعن استعداد وزارة الداخلية أشار غشام، الى أن الوزارة ليست معنية بالكلام السياسي، أي انها بدأت إنجاز مهامها في شأن الاقتراع منذ خمسة أشهر تقريباً، وتخطت بذلك كل المشاحنات السياسية التي شهدتها الساحة اللبنانية في الآونة الأخيرة.
وأضاف قوله: "باتت الوزارة جاهزة في أدق تفصيل لعقد الانتخابات. وبناء على ذلك بدأنا تقسيم أقلام الاقتراع وأنجزنا التحضير والتجهيز والطباعة والاعتمادات اللازمة وفقاً للقانون. وكانت تأخرت بسبب تأخر اعتماد قانون الانتخاب، لكنها انجزت هي أيضاً.
كذلك أشار مدير الداخلية العام الى خطوة جديدة اعتمدتها الوزارة هذه السنة، سهلت على الموظفين الذين سيتولَون التنظيم واقلام الاقتراع، مهامهم، إذ قررت تولي توزيع أجهزة التلفزة وعدسات المراقبة بنفسها بالتنسيق مع ممثلي روابط أساتذة التعليم الثانوي والابتدائي.
وقال غشام إن فرقاً مؤلفة من عشرة موظفين ستوزع عشية يوم الانتخاب للتنسيق ومساعدة القائمقام والمحافظ من أجل توزيع صناديق الاقتراع والموظفين على الأقلام تسهيلاً لتنظيم سير الاقتراع.
المراقبون الدوليون
ونوه غشام بالتنسيق القائم وبالعلاقة التي تربط فريق المراقبين الدوليين الموجود في لبنان وبين وزارة الداخلية. وقال إن ثمة لقاء أعد في هذا الشأن، زود المراقبين كل المستندات والمطبوعات والمعلومات التي يريدونها، وأبرزها الخرائط بناءً على طلبهم ووفقاً للمناطق الإدارية ومراكز أقلام الاقتراع.
وأضاف: "زودناهم أيضاً نسخاً مترجمة لقانون الانتخاب ودليل الانتخاب وغيرها من المستندات القانونية الأخرى.
واحتاج التنسيق بين وزارة الداخلية والمراقبين الى سلسلة من اللقاءات تناولت شرح الإطار القانوني والإداري والتنظيمي للاقتراع في أدق تفصيل.
وأشار الى أن مهمة المراقبين الجوالين ستكون في كل المراكز على أن يزودوا بطاقات تعريف بهم، تمكنهم من دخول أقلام الاقتراع ومراكز لجان الفرز والاجتماع مع المحافظين لحضور إعلان النتائج النهائية.
الاقتراع في بيروت
وبأي حال، يبدو الاستعداد لهذا الحدث الديموقراطي في بيروت جلياً من خلال حركة الناس التي أخذت تنشط في مختلف شوارع العاصمة المؤيدة لسعد الحريري ولنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتمسك بهذا النهج الذي اعاد اعمار بيروت ولبنان، ومن مظاهره رفع صور الرئيس الشهيد ونجله سعد.
كذلك يتجلى الاستعداد في إبداء الرغبة في إقبال كثيف على الاقتراع هذه المرة. ويبدو ذلك واضحاً في الحركة التي تشهدها مكاتب المخاتير في مختلف أحياء العاصمة من أجل الاستحصال على البطاقة الانتخابية، ومراكز اللجان الانتخابية.
جيد جداً
ففي هذا الصدد يؤكد رئيس رابطة مخاتير أحياء بيروت المختار سامي سبليني أن الإقبال هذه المرة للحصول على البطاقة الانتخابية جيد جداً. وحركة الإقبال مرشحة أيضاً للتزايد في الأيام القليلة الباقية.
ولفت الى أن الإقبال هذا العام أفضل بكثير من العام 2000 و الى أن ثمة تأخيراً حدث في إصدار البطاقات لا سيما إذا لم يكن اسم الناخب مسجلاً في الجداول. حينئذ. يستدعي الأمر أياماً تتجاوز العشرة. ولفت الى عراقيل بسبب مشكلة إدراج القيد، تؤخر أحياناً إصدار البطاقة.
وكذلك تتطلب مسألة تصحيح أي خطأ في الإسم ما لا يقل عن أسبوع. لذلك حث سبليني المواطن على عدم التأخر في السعي لاستصدار بطاقته، لضيق الوقت.
وأكد سبليني أن الإقبال على إصدار البطاقة يشمل كل الأعمار والطوائف والفئات.
وعزا مختار محلة المدور أحمد دعيبس الإقبال هذا العام لإستصدار البطاقة الى واجب الوفاء للرئيس الشهيد من جهة، ومن جهة أخرى لدعم نجله سعد.
ونوه بالجهود التي ساعدت فيها وزارة الداخلية للإسراع في تسليم البطاقات الى المخافر والى المخاتير.
ولفت دعيبس الى أن أكثر طالبي البطاقة الانتخابية هذه السنة هم من السيدات. ويعزو ذلك الى شعبية سعد الحريري. ويشير الى أن 71 في المئة من أصحاب البطاقات في منطقته فتيات.
ويلفت الى أن عدداً كبيراً من البطاقات صدر هذه السنة لمواليد 1919 و1918 و1925 وما في زمنها.
ناخبون
يتنوع مستوى الناخبين وفئات أعمارهم وطموحهم في بيروت. لكن رغبتهم في التصويت واحدة، وحافزها الوفاء للحريري وتحقيق الوحدة الوطنية والوصول الى الحقيقة. هذا ما أجمع عليه مجموعة من الناخبين البيروتيين الذين كانوا يتجمعون أمام مقارّ المخاتير ويقول الحاج أبو غسان قباني وهو مولود سنة 1933: "هذه فرصة للتعبير عن وفائنا للرئيس الشهيد. علينا جميعاً إدراك أهميتها".
وترى الشابة حسانة عيدو أن ثمة أسباباً تحضها على إصدار البطاقة، أبرزها جاذبية سعد الحريري وطلب الوصول الى الحقيقة.
ويؤيد رأي حسانة كثير من الشبان في بيروت رددوا أمام "المستقبل" العديد من الشعارات التي ترفع في بيروت، دعماً لسعد الحريري. "سعد سعد بالروح بالدم نفديك يا سعد".. و"لعيونك أبو حسام" الواضح من الحماسة التي تعم سواء في أروقة وزارة الداخلية التي جهزت نفسها سلفاً أو في نفوس الشبان، أو فريق عمل المخاتير.
كل شيء صار على تأهب استعداداً للمعركة الانتخابية على أمل أن ينجز أكبر عدد ممكن من البطاقات في الأيام القليلة الباقية...
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.