في الوقت الذي كانت تجري مراسم تشييع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في القاهرة ورام الله، كانت منطقة الطريق الجديدة في بيروت التي أمضى فيها عرفات مرحلة مهمة من مسيرة حياته ونضاله لأكثر من عقد من الزمن، تودع الزعيم الفلسطيني بمراسم تشييع رمزية. وشارك في هذه المراسم الآلاف الذين انطلقوا من امام مسجد الامام علي بن ابي طالب، وتقدمها النائب أسامة سعد وقيادات لبنانية وفلسطينية ووجوه دينية.
وحمل في الجنازة الرسمية نعش لف بالعلم الفلسطيني ورفعت فيها الرايات الفلسطينية وأخرى سود، وتوسطتها صور عرفات.
كما رفع العلم الفرنسي وصور الرئيس الفرنسي جاك شيراك "الوحيد الذي زار عرفات في لحظاته الحرجة"، فيما "خاف الزعماء العرب حتى من الاتصال به" كما قال احد المتظاهرين.
وجالت المسيرة في الطريق الجديدة، فمنطقة الكولا، فكورنيش المزرعة والبربير، وصولاً الى مقبرة الشهيدين. وتحدث الشاعر عمر شبلي والوزير السابق عصام نعمان، فوصف عرفات بآخر العمالقة. ثم ألقى كلمة فلسطين والانتفاضة، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، فتحي أبو العردات فنوه بمشاركة الشعب اللبناني الى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المسيرة. وندد بالصمت العربي حيال الحصار الذي قتل عرفات، قاطعاً العهد بنقل جثمان الرئيس الفلسطيني الى القدس. ثم القى الشيخ خلدون عريمط كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية، فعدد مزايا الراحل الذي كان رمز التكامل بين اقطار الوطن العربي. ووعد بإبقاء الشعار العربي المطالب ببقاء فلسطين ارضاً للوقف والإيمان من البر الى البحر. وختم بالقول "قد تؤسر القيادات وتحاصر وتتراجع، لكن الأمة لن تتراجع".
واختتمت الجنازة بكلمة للحركة الوطنية اللبنانية القاها الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة تحدث فيها عن مسيرة الراحل منذ أواسط الستينات مروراً بفترة الاجتياح الاسرائيلي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.